«الرباعية» تحاول تحريك عملية السلام
يبدو أن استمرار الجمود في المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية أصبح يشغل بال الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى، خصوصا في ظل الانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية.
وتجلى هذا الانشغال هذه الأيام، وخلافا لما كانت تريد إسرائيل، في المواقف التي أبديت من جانب «الرباعية الدولية» من ناحية والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من ناحية أخرى.
فقد أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط روبرت سيري، في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن ممثلي «الرباعية» طلبوا عقد اجتماعات على انفراد مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين للبحث في قضايا الحل الدائم.
واعتبر هذا الإعلان نوعا من الالتفاف على الموقف الأميركي الذي تراجع مؤخرا إثر اصطدامه بصخرة رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التنازل في قضية الاستيطان. ومن الجائز أن تحرك «الرباعية» هذا جاء تحديدا لتجاوز آثار استخدام الإدارة الأميركية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد إدانة مشاريع الاستيطان الإسرائيلية. كما يشكل الإعلان محاولة أخرى لتحريك عجلة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهي العجلة التي توقفت تماما منذ انتخاب نتنياهو رئيسا للحكومة الإسرائيلية قبل عامين.
ومن ناحية ثانية، كشفت «هآرتس» النقاب عما وصفتها «بأزمة لم يسبق لها مثيل في شدتها» بين نتنياهو وميركل. وأشارت إلى أنه في حديث هاتفي جرى هذا الأسبوع قالت ميركل لنتنياهو انه خيب أملها، وانه لم يفعل شيئا من أجل التقدم بالعملية السياسية، وقد حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية من جانبه إقناعها بأنه على وشك الإقدام على خطوة لتحقيق السلام، وأنه في الشهر المقبل سيلقي خطابا يعرض فيه خطة سياسية جديدة.
ونقلت «هآرتس» عن مصدر ألماني رفيع المستوى قوله إن نتنياهو كان من بادر للاتصال بميركل الاثنين الماضي في أعقاب تصويت برلين إلى جانب إدانة الاستيطان في مجلس الأمن، وهو ما لم يتحول إلى قرار بسبب استخدام واشنطن للفيتو.
وأشارت إلى أن الحديث كان قاسيا، وتضمن اتهامات متبادلة وعلا الصراخ فيه. فقد اشتكى نتنياهو من الموقف الألماني وأعرب عن خيبته من تصويت برلين وأن ميركل لم تتجاوب مع مطلبه بعدم التصويت إلى جانب الإدانة. ولكن ميركل شعرت بالغضب الشديد من هذا الكلام، وقالت له «كيف تجرؤ على قول هذا؟ أنت من خيب آمالنا ولم تفعل شيئا من أجل تحقيق السلام».
وبحسب «هآرتس» حاول نتنياهو الدفاع عن نفسه ووعدها بأنه سيخرج في آذار المقبل بخطاب يضمنه مبادرة سياسية جديدة تطور خطاب «بار إيلان» الذي أقر فيه بمبدأ دولتين لشعبين. وأشار إلى أنه سيلقي «خطابا سياسيا جديدا في غضون أسبوعين أو ثلاثة»، من دون أن يعرض تفاصيل عن فحواه.
وقالت الصحيفة إن ميركل ومستشاريها لديهم خبرة مع وعود نتنياهو التي لم يتم الوفاء بها. وحسب المصدر الألماني فإن ميركل لا تصدق كلمة مما يقوله نتنياهو لها، ولذلك سعت لفحص مدى جدية أقواله مع جهات أخرى في تل أبيب وواشنطن. وأرادت على وجه الخصوص معرفة إذا كان نتنياهو جديا هذه المرة أم أنه يحاول فقط كسب الوقت في مواجهة الضغوط الدولية.
وخلصت «هآرتس» إلى أن تدقيقا أجرته يثبت أن نتنياهو ومستشاريه قلقون جدا ويبحثون عن سبيل للخروج من حالة الجمود الراهنة في العملية السياسية لتجاوز العزلة الدولية. ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو قولهم انه يسعى لعرض خطة سياسية على الفلسطينيين تشبه خطة وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان. وتقوم الخطة على أساس إنشاء دولة فلسطينية على حدود مؤقتة في حوالى نصف الضفة الغربية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد