إسرائيل تصعّد حملتها لشطب هوية القدس وذاكرتها
في حين تواصل المنحى التصاعدي للضغط على اسرائيل، من جانب مصر التي فتحت معبر رفح أمام الفلسطينيين واستقبلت أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتعزيز مسار المصالحة الداخلي والإعداد لإعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، ومن جانب تركيا التي ترعى «أسطول حرية» ثانيا، سيتوجه إلى قطاع غزة المحاصر أواخر حزيران المقبل، شرعت الدولة العبرية في استعدادات عدة لمواجهة احتمالات تدهور الوضع الأمني، على خلفيات عدة أبرزها الإعلان المحتمل للدولة، الذي اعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه «لن يكون من الممكن منعه».
في هذا الوقت، قدّمت عضو الكنيست الإسرائيلي تسيبي حوطبلي، من حزب الليكود، اقتراح مشروع قانون لعبرنة أسماء الأحياء العربية في القدس الشرقية، واستخدام تلك الأسماء الجديدة في كافة الوثائق الرسمية واللافتات وأنظمة الملاحة. وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن هذا المشروع يحظى بدعم الكثير من النواب اليمينين في الكنيست، ويتوقع أن تتم المصادقة عليه بسهولة، وقد قدمته حوطبلي لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لـ«توحيد القدس».
وقال منسق «أسطول الحرية 2» فانغليس بيسياس، إن 15 سفينة، بينها «مرمرة» التي تعرضت للاعتداء الاسرائيلي الذي أوقع 9 شهداء العام الماضي، ستبحر من مختلف موانئ البحر المتوسط «بعد 20 يوما»، أي حوالى 20 حزيران المقبل، إلى غزة. ورفض اقتراح السلطات الإسرائيلية نقل الشحنات الإنسانية إلى غزة بعد تفتيشها للتحقق من أنها لا تخفي أسلحة.
وسارت تظاهرة ضخمة في اسطنبول أمس، إلى ميدان تقسيم الشهير، لإحياء ذكرى شهداء «أسطول الحرية» التسعة، وألقيت في الحشد كلمات عديدة.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن المسؤولية عن تجنب تكرار إراقة الدماء تقع على عاتق إسرائيل، مضيفا ان عليها رفع حصارها غير المشروع عن قطاع غزة. وأضاف «لذلك نرسل رسالة واضحة لكل المعنيين: يجب عدم تكرار نفس المأساة مرة أخرى». وكرر مطالبة إسرائيل بإنهاء حصارها غزة والاعتذار ودفع تعويضات عن قتلها 9 أتراك «إذا أرادت أن تكون شريكا في هذه المنطقة».
في هذه الأثناء، بحث عباس مع رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي في القاهرة، حشد التأييد الدولي للحصول على موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على اعلان الدولة الفلسطينية في ايلول المقبل، وشؤون المصالحة الفلسطينية. وقال مصدر عسكري مصري ان عباس ناقش مع طنطاوي «نتائج اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية وتحركات الجانب الفلسطيني لحشد التأييد الدولي لحقه في اقامة دولة مستقلة والخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك، ومدى الدعم الذي ستقدمه مصر في هذا الاطار». واضاف المصدر العسكري ان اللقاء تطرق الى «آليات تنفيذ المصالحة الفلسطينية التي تمت برعاية مصرية».
وقال عباس بعد لقائه المجلس الاعلى للقوات المسلحة في القاهرة «تحدثنا (مع المجلس) عن معبر رفح وفتح هذا المعبر وقدرنا ذلك لمصر وشكرناهم وفهمنا ان هذا اقصى ما يمكن ان تعمله الحكومة المصرية في الوقت الحاضر». وأوضح عباس ان فتح المعبر متفق عليه بين الفلسطينيين والمصريين وقال «هذا متفق عليه سابقا معنا وليس جديدا وبحدود الاتفاقيات الدولية».
أما رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى فأعلن أن الصندوق قرر انشاء «صندوق الوحدة الفلسطيني للاستثمار» برأسمال قيمته مليار دولار، لإقامة مشاريع تنموية كبرى في قطاع غزة.
في المقابل، عقدت جلسة للجنة الوزارية لشؤون الطوارئ الاسرائيلية للتباحث في اقتراح وزير حماية الجبهة الداخلية ناتان فلنائي، لحماية البنى التحتية الحيوية والمنشآت الحساسة. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى الأهمية القصوى التي توليها إسرائيل لحماية المنشآت الحساسة في شمال وجنوب إسرائيل وتحصينها أساساً في مواجهة الصواريخ. وأوضحت أن هناك خطة لدى المؤسسة الأمنية لتحصين هذه المنشآت لضمان استمرار أدائها مهامها في أوقات الطوارئ.
ومن جهة ثانية، أشارت «يديعوت» إلى كلام المفتش العام لشرطة إسرائيل الجنرال يوحنان دانينو في مؤتمر المحامين في ايلات أمس الأول حول استعدادات الشرطة قبيل ايلول المقبل، حيث من المتوقع أن تعلن السلطة الفلسطينية عن اقامة دولة. وقال ان «الشرطة تستعد لامكان ان تتحول التصريحات بشأن النضال الشعبي غير العنيف في سياقه الى نزاع عنيف».
أما نتنياهو، فقال علينا ان نستعد لتسونامي في ايلول المقبل. لا يمكن لأحد ان يمنع قرارا في الجمعية العامة للامم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية». واضاف «يمكن للامم المتحدة ايضا تبني قرار يعلن ان الارض مسطحة. من المهم ان نستعد لهذا التسونامي في ايلول المقبل لأننا لن نحظى سوى بدعم بضع دول». لكنه رأى ان «هذا الاجراء محكوم بالفشل لانه لا يمكن للأمم المتحدة الاعتراف بدولة من دون توصية مسبقة من مجلس الامن».
إلى ذلك، أعلنت مصادر فلسطينية أن شابا فلسطينيا أصيب برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في قرية عراق بورين في نابلس شمالي الضفة الغربية، كما قام الاحتلال باعتقال 3 شبان فلسطينيين من بلدة بيت امرين يعملون في مطعم في مدينة البيرة.
ووقعت صدامات بين جنود اسرائيليين ومجموعة من المتشددين اليهود توجهوا من دون إذن الى قبر النبي يوسف في مدينة نابلس الفلسطينية، وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية ان «الجيش سمح لـ 1600 اسرائيــلي بالصلاة في هذا الموقع وتمت الزيــارة من دون مشاكل. لكن مئتــي اســـرائيلي آخر تســللوا الى نابلــس من دون إذن وتوجه خمســون منهم الى القبر».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد