معركة عضوية اليونسكو تنطلق الأحد والرباعية تلتقي فريقي التفاوض في القدس
أبلغ الفلسطينيون، أمس، مبعوثي اللجنة "الرباعية" تمسكهم بتجميد إسرائيل بناء المستوطنات والقبول بمرجعيات محددة وتحديداً حدود عام 1967، من اجل العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، فيما بدأ المجلس الثوري لحركة فتح دورة اجتماعات لبحث ترتيب البيت الداخلي للحركة والمصالحة الفلسطينية والتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة والمفاوضات المتوقفة مع إسرائيل.
وعقد مبعوثو "الرباعية" اجتماعات منفصلة مع المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومحمد اشتية، وممثل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو في مقر الأمم المتحدة في القدس الشرقية المحتلة في محاولة لإعادة إطلاق مفاوضات السلام. وشارك في المحادثات المبعوث الخاص للرباعية طوني بلير والدبلوماسية الألمانية هيلغا شميت عن الاتحاد الأوروبي، والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري إلى جانب ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وقال عريقات، بعد اللقاء، "شرحنا للجنة الرباعية أننا مستعدون للجلوس حول طاولة المفاوضات حالما تجمّد الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات وتقبل بمرجعيات محددة وتحديداً حدود عام 1967". وأضاف "هذه هي التزامات مسبقة وفقا للقانون الدولي وخريطة الطريق، وليس منّة من إسرائيل، وأي شيء أقل من هذا من شأنه أن يعيدنا ببساطة للمسار الذي فشل في السنوات العشرين الماضية".
وأشار عريقات إلى أن الوفد الفلسطيني سلم ممثلي "الرباعية" ثلاثة ملفات متعلقة بالاستيطان والأنشطة الاستيطانية بخاصة في القدس. وكان قد قال قبيل الاجتماع، "إننا نريد من اللجنة أن تحاسب إسرائيل على إفشالها لمحادثات السلام بسبب مواصلة الاستيطان".
وبدأ المجلس الثوري لحركة فتح دورة اجتماعات في مقر الرئاسة في رام الله في الضفة الغربية في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث ترتيب البيت الداخلي للحركة والمصالحة الفلسطينية والتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة والمفاوضات المتوقفة مع إسرائيل.
وقال أمين سر المجلس أمين مقبول "إن المجلس يريد في البداية أن يرسل رسالة إلى (وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور) ليبرمان الذي يطلق تهديداته ضد رئيسنا وزعيمنا الرئيس محمود عباس". وأضاف "نقول لليبرمان إن شعبنا وقادتنا لن يتراجعوا عن طريق النضال وعن تصميمهم لانتزاع حقوقهم غير منقوصة، ونحن مستمرون في طريق محاكمة الاحتلال البغيض ولن ترهبنا هذه التهديدات لأن شعبنا بكل قواه وفصائله يقف مع الرئيس عباس وخلف قيادته".
وكان ليبرمان قال، للإذاعة الإسرائيلية، إن استقالة عباس ستكون "نعمة"، معتبراً أن عباس "قرر التضحية بمصالح الفلسطينيين من اجل حساباته الشخصية للدفاع عن مكانته في التاريخ". ورأى أن "أبو مازن ليس مضموناً، فهو ليس رجل سلام؛ انه يعمل ضد إسرائيل على الساحة الدولية، وحاول وقف انضمامنا لمنظمة التعاون والتنمية ويريد جلب المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد "إن جدول أعمال المجلس حافل بالقضايا، التي من أبرزها الوضع السياسي في ضوء التحرك الذي تقوم به القيادة الفلسطينية بعد تقديم طلب العضوية للأمم المتحدة والمفاوضات المتوقفة". وأضاف انه سيتم البحث في "الجهود المتلاحقة التي أعقبت ذلك والاقتراحات التي قدمت من أطراف دولية عدة بما فيها الرباعية والمشروع الفرنسي الذي قدمه الرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي وكذلك الخطوة اللاحقة لما بعد مجلس الأمن في ضوء النتائج التي ستظهر خلال الأسبوعين المقبلين".
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الفلسطينيين سيسعون إلى التصويت على طلب حصولهم على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 30 تشرين الأول، على الرغم من تهديدات الولايات المتحدة بوقف تمويلها للمنظمة الدولية.
و"اليونسكو" أول منظمة من منظمات الأمم المتحدة يسعى الفلسطينيون للحصول على عضويتها الكاملة منذ أن تقدموا بطلب الحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة في 23 أيلول. و"اليونسكو" من المنظمات التي يستطيع الفلسطينيون الحصول على عضويتها الكاملة بغض النظر عن وضعهم في الأمم المتحدة.
وقال المالكي إن ممثلاً للفلسطينيين سيلقي خطاباً أمام المؤتمر العام للمنظمة الدولية الأحد المقبل، وإن الفلسطينيين يتطلعون إلى إجراء تصويت في اليوم ذاته. وعبر، في مقابلة مع إذاعة "صوت فلسطين" بثت أمس، عن أمله في نجاح هذه المحاولة معترفاً بوجود ضغوط كبيرة تقودها الولايات المتحدة داخل "اليونسكو"، موضحاً أن هناك تهديدات كبيرة بأنه اذا وافقت "اليونسكو" على عضوية الفلسطينيين فإن واشنطن ستوقف مساعدتها لهذه المنظمة.
وسيؤدي التصويت لمصلحة عضوية الفلسطينيين تلقائياً إلى وقف التمويل الأميركي للمنظمة الدولية بموجب القانون الأميركي. وتقدّم الولايات المتحدة نسبة 22 في المئة من التمويل لليونسكو، وتقدر قيمته بـ 70 مليون دولار اعتباراً من العام 2011.
وفي رسالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، دعت مدير عام "اليونسكو" ايرينا بوكوفا الولايات المتحدة إلى مواصلة تمويل المنظمة. وكتبت "علاقة اليونسكو بالولايات المتحدة متشابكة لدرجة أنني لا يمكنني تصور فك الولايات المتحدة لارتباطها. هل يمكننا تصور برنامج التراث التابع لليونسكو من دون مساهمة هذه المعالم العالمية مثل يلوستون ناشونال بارك؟ هل يمكن أن تنسحب الولايات المتحدة حقاً من عمل "اليونسكو" في الإنذار المبكر من موجات المد البحري العاتية في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد