بروتوكول المراقبين في سوريا يربك تركيا
لم يحجب التوتر في العلاقات التركية الفرنسية، على خلفية استعداد فرنسا لإصدار مشروع قانون حول تجريم إنكار «إبادة» الأرمن، استمرار الاهتمام التركي بالتطورات المستجدة في سوريا عبر التوقيع على اتفاقية إرسال المراقبين العرب، وفي العراق مع الاتهام الموجه إلى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بمحاولة القيام بانقلاب على رئيس الحكومة نوري المالكي، وتدريب تركيا لمجموعات عراقية كانت ستشارك في الانقلاب.
وفي هذا الصدد يقول سامي كوهين في صحيفة «ميللييت» ان خطوة ارسال المراقبين للوهلة الأولى تبدو ممتازة، لكنه تساءل عما اذا كان قبول سوريا بتوقيع اتفاقية المراقبين هو خطوة جدية أم لكسب المزيد من الوقت.
ويقول الكاتب انه اذا التزمت دمشق بخطة المراقبين فإن تهدئة الأزمة وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة بات ممكنا، لكن تصاعد العنف وانشقاق الجنود عن الجيش والصدامات المتبادلة لا يعطي الكثير من إمكانية تهدئة الأزمة. كما ان المجلس الوطني السوري المعارض وصف موافقة سوريا على المراقبين بأنه تلاعب، وأن الحل الوحيد هو باستخدام القوة لإسقاط النظام.
ويقول كوهين إن روسيا قامت بدور كبير في الموافقة السورية وهو ما أعلنه بصراحة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبذلك تضع روسيا التي بقيت خلف الستار دورا حاسماً، وهي تقف إلى النهاية بجانب الأسد.
أما بالنسبة لتركيا، يتابع كوهين، فإن الوضع الآن معقد، فتركيا لم تكتف باتخاذ موقف حاسم ضد الأسد بل إنها دعمت بشكل فاعل المعارضة، كما أنها وقفت خلف الجيش السوري الحر. وهذا يعني أنها تحولت بشكل واضح الى طرف وتركيا بهذا الموقف كانت تقيم حساباتها على أساس ان النظام سينهار عاجلا ام آجلا أن العلاقات التي خربت مع سوريا سيعاد إحياؤها.
ويقول كوهين ان التطورات اليوم تفيد باحتمال استمرار الحياة السياسية لبشار الأسد وهذا سيدخل تركيا في مأزق وإرباك، لكن الوضع قد يتغير على المدى الطويل.
ويربط كوهين الوضع في العراق بسوريا فيقول ان تركيا وإيران تتصارعان الآن على النفوذ، في العراق وسوريا، وقد بدأتا بمحاولة ملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الأميركي من العراق. الحكومة الايرانية اظهرت انها مصممة على الوقوف الى جانب الأسد، فيما انقرة تسعى الى العكس، اي ان الدبلوماسيتين تسيران بعكس بعضهما.
ويقول كوهين ان الربيع العربي من الموضوعات الأساسية للخلاف بين تركيا وإيران. تركيا ترى في الثورات حركة ضد الانظمة الاستبدادية لإحلال الديموقراطية والحريات فيما ايران تصفها بالصحوة الاسلامية وترفض النموذج العلماني والليبرالي التركي.
لكن كوهين يقول ان أصل الخلاف بين تركيا وإيران هو تركيز تركيا رادارات الدرع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي في ملاطية وهو ما استدعى مواقف ايرانية حادة ضد تركيا حاول تهدئتها وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي بالقول انها مواقف لا تعكس الموقف الرسمي. لكن من الواضح ان هذا الموضوع سيستمر ساخنا وسببا للتوتر في العلاقات بين البلدين.
ويختم كوهين مقالته بالقول ان هذه التطورات الحاصلة في المنطقة ستؤثر على التوازنات الإقليمية.
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد