خطة واشنطن للمراقبين في سورية
" لن تغرب شمس اليوم الاخير من مهمة المراقبين العرب في سورية الا والنظام يترنح، والجيش منشق، والملايين تملأ الساحات الرئيسية في كل المدن السورية معلنة انتصار الثورة وسقوط الرئيس السوري بشار الاسد "
الكلام السابق تنسبه مصادر فرنسية (زارت العاصمة السورية مؤخرا) الى هنري برنار ليفي رجل المهمات الخاصة للمؤسسة الصهيونية العالمية.
ما الذي يجعل برنارد ليفي واثقا من ان مهمة المراقبين العرب في سورية ستؤدي الى اسقاط الحكم هناك؟
في نهاية السبعينيات وصف احد الصحفيين الفرنسيين الكبار هنري ليفي " بالوجه الجميل للشيطان الذي يخفي مساعيه لتنفيذ الجرائم الكبرى "
اما المفكر السويسري طارق رمضان ،وهو حفيد حسن البنا المولود في جنيف فيقول عن ليفي :
" انه مفكرصهيوني معاد للمسلمين و يمثل الثقافة الطائفية في اوروبا "
نموذج الرجل المؤسسة
تؤكد معلومات متطابقة حول - ليفي - اوردها كارهوه في فرنسا ، وفي المجتمع اليهودي نفسه، ان الرجل هو مؤسسة قائمة بذاتها لها موظفوها، وشركات العلاقات العامة التابعة لها، ولها ايضا عملائها في العالمين العربي والاسلامي الذين يتنوعون ما بين رجال اعمال، وما بين سياسيين، و احزاب، او شخصيات او معارضين او عسكريين وصوليين يبيعون بلادهم واقتصادها مقابل السلطة . (فضلا مراجعة تصريحات برهان غليون والغنوشي في تونس و عبد الجليل في ليبيا وعبد الغفور زعيم حزب النور الوهابي في مصر حول علاقاتهم بالموضوع الاسرائيلي العربي وموقفهم المتخاذل والاستسلامي امام اللوبي الصهيوني الداعم لهم ).
في العادة يسخّر اللوبي امكانيات كل المؤسسات الصهيونية لخدمة رجل واحد هو في الاصل منفذ امين ومخلص لما فيه مصلحة اسرائيل وحلفائها ( دانيال بايبس هو زميل امريكي لبرنارد ليفي وهو مثله احد من يسمون " الافراد – المؤسسة " الذين يعملون على المسرح الدولي في خدمة اللوبي الصهيوني)
لهذا تجد ان لهنري برنادر ليفي اصدقاء – عملاء بين ثوار وقادة سياسيين عرب وافارقة واسيويين وربما شيشانيين وقوقاز، وربما له ايضا عملاء بين كتاب واكاديميين يعملون لصالح اللوبي الصهيوني في اميركا واوروبا ويتكاملون معه (هنري ) من منطلق انه ممثل المؤسسة الصهيونية ووجهها المقبول ثقافيا (الثقافة هنا اداة لنيل الشعبية والاحترام لشخص هو عامل اساس في سياسة دولية تديرها هيئة عنصرية كاللوبي الصهيوني)
هذا ما يقوله على سبيل المثال ولو بشكل مبطن كتاب "هنري برنارد ليفي، سيرة حياة " لفيليب كوهين (صدر عن دار فايارد) .
المعلومات التي يتناقلها المصدر الفرنسي (وهو بالمناسبة من اصدقاء هنري ليفي ) تتحدث عن خطة متكاملة وضعتها الادارة الاميركية وسلمت امر تنفيذها الى هنري ليفي – او غيفارا العرب - وقد اتفق الاخير مع وزير الخارجية القطري على ما يمكن تسميته خطة
" ليفي - بن جاسم " لاسقاط سورية.
الخطة تتضمن بنودا منها :
( ودائما على ذمة المصدر من اصدقاء برنارد ليفي المعروف بولعه بالاستعراضات والمشهور بتضخم " الأنا " لديه ما جعله منذ الستينيات نجم غلاف ونجم استديوهات و برامج التوك شو الفرنسية)
خطة ليفي – حمد بن جاسم
البند الاول :
استغلالاً لموافقة سورية على المبادرة العربية وتوقيعها بروتوكول التعاون مع المراقبين
يسخّر ليفي صداقاته في العالم العربي لضمان ضخ ملايين الرسائل الهاتفية وعبر البريد الالكتروني وعبر قنوات اللوبي الصهيوني في العالم العربي (هل يقصدون قنوات لبنانية وسعودية معينة ؟) تدعو الشعب السوري (وطائفة معينة منه على وجه الخصوص ) لاستغلال الفرصة والنزول الى الشوارع في كل المدن واحتلال الساحات.
بينما يسخّر حمد بن جاسم في الوقت عينه ثروة قطر، وعلاقاتها المالية مع المعارضة السورية، بفرعيها الداخلي والخارجي، لتفعيل عمل الناشطين المنظمين للتظاهرات، المرتبطين ماليا في معظمهم بالمال القطري مباشرة او عبر وسطاء.
كما ان شبكات اصدقاء هنري ليفي في اللوبي الصهيوني العالمي، الاعلامية والثقافية والامنية، ستعمم دعاية نفسية تطالب السوريين باستغلال فرصة وجود وسائل الاعلام الخارجية في سورية مع المراقبين، استغلالا يؤدي الى احتلال الساحات العامة في المدن الكبرى، وخاصة في دمشق، وحلب، وفي باقي المدن التي رفض سكانها المشاركة في الاحتجاجات حتى الآن .
(تتضمن قائمة اصدقاء اللوبي الصهيوني كل اصدقاء اميركا العرب والدوليين من الوسائل الاعلامية والصحافيين والمثقفين والفنانين والفضائيات والشبكات الاخبارية الالكترونية )
البند الثاني :
يتولى برنار ليفي تنسيق عملية تصعيد الضغوط الاميركية والاوروبية والعربية السياسية والاعلامية والديبلوماسية وصولا الى اقناع الديبلوماسية الروسية بأن على سورية ان تقدم اضحية من مسؤوليها والمقربين من الحكم فيها لأرضاء المعارضة، التي لن تجلس على طاولة الحوار الا بعد تنفيذ عدد من شروطها، وعلى رأسها ، محاكمة بعض الضباط المسؤولين عن قمع المتظاهرين (والمسلحين) اضافة الى الطلب من السلطة السورية تقديم بعض ما يمكن تسميته بممارسات تثبت حسن النوايا ، حيث سيُطلب من الحكومة السورية ان تتخلى، ولو بشكل جزئي، عن شخصيات وضعت على لائحة العقوبات العربية والاميركية والاوروبية بانتظار ظهور نتائج التحقيقات التي سيجريها المراقبون العرب حول المسؤولية الجرمية لمن امروا بالتعرض للمتظاهرين (وضمنا للمسلحين).
مع تركيز مخطط له مسبقا على تسعير التعرض الاعلامي لكل اقرباء الرئيس السوري، بدءا من الصاق موضوع الاعمال العسكرية بالفرقة الرابعة التي تنسب وسائل الاعلام الغربية مسؤولية قيادتها الى شقيق الرئيس السوري بشار الاسد، وانتهاء بربط " الشبيحة " والجرائم التي ارتكبوها باقرباء الرئيس الرئيس وباصدقائه وبقادته الموثوقين.
من هنا يمكن فهم رسالة الصحف الغربية التي اعادت شن حملة على بعض الشخصيات السورية الاقتصادية مذكرة بما وصفته ضرورة التخلص منهم لارضاء الشارع ( عدد من كبار رجال الاعمال الملتزمين بدعم السلطة السورية وعلى الاخص ) وقد نشرت صحيفة الدايلي ستار اللبنانية المرتبطة بالاميركيين (عدد العشرين من ديسمبر 2011) ما يمكن من خلاله فهم رسالة هنري ليفي من خلال التعرض للموالين للرئيس الاسد في الاعلام وربط اسمائهم باستمرار التظاهرات المعادية للحكم.
فما يريدون الوصول اليه من هكذا حملات اعلامية (جماعة ليفي – بن جاسم ) يتمثل في اقناع الحكم بان الشارع لن يهدأ الا اذا ضحى برجاله المخلصين وهذه الالاعيب لم تنفع من قبل مع السلطة السورية ومن المشكوك فيه ان تنجح في المستقبل.
ثالثا:
الضغط والحرص على ان لا تتعرض سورية للمراقبين وان تتم فورا المطالبة بتنفيذ البروتوكول العربي القاضي بسحب الجيش من المدن، وبالتالي تركها (المدن)تحت سيطرة مسلحين سيتمددون في كل احياء حمص، ودرعا ،وادلب، وحتى دمشق، انطلاقا من ريفها والى حلب انطلاقا من ريف ادلب .
في الوقت عينه تقضي خطة ليفي – بن جاسم ( على ذمة المصدر) بأن يتولى حمد بن جاسم تسعير الضغط السياسي العربي لاحراج روسية لتضغط الاخيرة على سورية للقبول بالامر الواقع، حيث سيتقاسم الشارع تظاهرات مناوئة واخرى موالية للنظام في المرحلة الاولى. بينما يتولى ما ورد في البند الرابع مهمة القضاء على مؤسسات الدولة السورية وعلى قدرة الموالين على التظاهر .....كيف ؟
البند الرابع :
فور انسحاب الجيش من المدن والقرى الملتهبة، ستعمد قوى المسلحين التي تتحرك في العتمة وتختفي في النهار الى الانتشار في مناطق استراتيجية من بينها احياء حلب ودمشق.
وهؤلاء (المسلحين) سيستعينون بشيوخ وهابيين او طائفيين "عملاء لقطر والسعودية " للسيطرة على تلك الشوارع والزواريب باغراء السكان للأنضمام الى الثورة، وان لم ينجحوا في استمالة الناس طوعا، سيعاد تنفيذ سيناريو قلب المزاج الشعبي بالقوة في درعا في بداية الازمة، وذلك تم من خلال تهديد المسلحين للأهالي الذين لا يشاركون في التظاهرات بالقتل وباحراق منازلهم، وتهديد التجار باحراق مؤسساتهم (كما حصل مع رجال اعمال في حلب وادلب ودرعا والزبداني) ومن خلال التسبب او اغتيال اطفال وشخصيات يثير قتلها حنق الجماهير فتتحول الجنازات في دمشق الى وقود للثورة والعنف والسلاح، كما حصل في حمص بداية الازمة.
(تقدر قوة الاخوان والسلفيين المسلحة المدربة والتي قاتلت في العراق او تدربت في معسكرات الاميركيين وحلفائهم بعشرة الاف مسلح يدعمهم عشرات الاف المطلوبين امنيا للسلطات بجرائم جنائية منذ ما قبل الازمة، وهؤلاء اصبحوا حماة الاحياء الثورية في حمص وادلب وفي ريف دمشق بعد ان كانوا زعرانه ولا زالوا).
البند الخامس :
يتولى مسلحو قرى ريف ادلب القريبة من حلب تأمين اعداد كبيرة من المتظاهرين لاحتلال ساحات حلب الرئيسية، بينما يتولى مسلحو ريف دمشق تأمين اعداد كبيرة من المتظاهرين (بالجبر او بالتطوع ) لاحتلال ساحات دمشق انطلاقا من تسيير تظاهرات مشيا او بالباصات والسيارات، من حرستا، ودوما، والزبداني، ومضايا ، وعربين ، وسقبا، وكفرقطنا، والقدم الخ وصولا الى الى ساحتي العباسيين الامويين.
هل ستنجح خطة ليفي – بن جاسم ؟
البروتوكول الذي وقعته سورية يوم الاثنين التاسع عشر من كانون الاول – ديسمبر 2011 يعطيها حق التصدي للمسلحين، ولكنها من خلاله، وافقت على السماح للمعارضين بالتظاهر بطريقة سلمية في اي مكان يريدون، وبالتالي، سيكون على السوريين ايجاد طريقة للتعامل مع مخططات ليفي - بن جاسم بطريقة توازن بين التزام الحكومة السورية بتوقيعها، وبين عدم ترك الاتفاق يتحول الى حصان طروادة اميركي يؤدي الى تحقيق ما لم تحققه اشرس هجمة اعلامية في عشرة اشهر مرت على سورية .
الاكيد ان الاميركيين والصهاينة الاوروبيين والعرب يمكرون لسورية من خلال المبادرة العربية.
يشهد على ذلك اختيار القطريين للمراقبين من بين خمسة واربعين منظمة تمولها جميعا مشاريع التجنيد الاميركية (الان جي او )، ولكن الاكيد ايضا ان انصار السلطة ، من بين الشعب السوري، يمكرون للمراقبين ولمن يعول على ورقتهم، وهؤلاء الذين يصفهم العالم بالشبيحة او بالمرتزقة، هم حقا انصار الرئيس، وهم حقا ملتزمون بالدفاع عن النظام بنسخته الجديدة ما بعد الحراك، وهؤلاء يريدون الاصلاح لا الحرب الاهلية، ولا حكم التيارات المذهبية .
وهؤلاء هم من سيلعبون الدور الابرز في تحطيم احلام ليفي – وبن جاسم التي اذا ما تحققت وانتصرت " الثورة " وسقط النظام فلن يربح احد، لأن بديل النظام لن يكون سوى الخراب والحرب الاهلية، لماذا ؟
لأن هكذا معارضة حكمت بالحديد والنار وقتلت مخالفيها في حماة، وهكذا معارضة حكمت احياء في حمص فحولتها الى ساحة للاحتراب الطائفي، وحكمت جبل الزاوية وجسر الشغور فلم تترك جريمة الا واقترفتها ضد انصارها اولا، و احيانا نالت من المعارضين للنظام قبل النيل من انصاره، معارضة كهذه إن انتصرت لن نرى في سورية سوى مشهدا موسعا عما جرى ويجري في حمص من قتل وذبح طائفي .
خضر سعيد
المصدر: عربي برس
إضافة تعليق جديد