الأسد مطمئن لروسيا: قادرون على تجاوز الظروف الراهنة والشقفة يطالب بـ«حظر جوي»
قال الرئيس بشار الأسد خلال استقباله أمس، وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح»، إن الشعب السوري واع «للمخططات» التي تدبر ضد بلاده و«قادر على تجاوز الظروف الراهنة»، فيما انتهت ليلا مدة التفويض الأساسي لبعثة المراقبين العرب في سوريا في ظل توجه واضح من كلا الطرفين نحو تمديدها شهرا، على ضوء تقرير البعثة الذي ستتم مناقشته خلال اجتماع الاحد المقبل في القاهرة.
وفيما قال المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا رياض الشقفة إنه يريد فرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة»، أكد الحلف الأطلسي أنه لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا، في حين وصف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي في انقرة تطورات المنطقة بـ«الخطيرة والحساسة من منظار البلدين الصديقين والشقيقين»، وقال «ان الاحداث في سوريا مهمة بالنسبة لتركيا التي تدعو الى وقف اراقة الدماء في هذا البلد وان وجهات نظر ايران كدولة قوية في المنطقة تحظى بالاهمية لتركيا».
والتقى الأسد وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح». وأكد خلال لقائه الوفد، أن «الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، والمدرك ما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة»، موضحا أن «دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل».
وأفاد أحد الأعضاء المشاركين في الوفد ، أن «الهدف من هذه المبادرة التشاور مع الرئيس الأسد لإيجاد الخطوات الممكنة لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة التي تمر بها، عبر معبر أساسي هو الحوار الوطني بين المعارضة الوطنية والقيادة السورية، وصولا إلى توافق على الخطوات المطلوبة لإجراء الإصلاحات اللازمة التي يطالب بها بعض المعارضين، خارج التدخل الدولي والارتباط الخارجي». وأضاف المصدر نفسه، ان «الرئيس قد أثنى على المبادرة، معتبرا أن القوى الشعبية العربية هي التي تساهم بإظهار حقيقة ما يجري في سوريا، في ظل الحرب الإعلامية التي تشنها بعض القنوات المغرضة عبر تشويهها للحقائق».
كما أكد الأسد، بحسب المصدر، «استمرار مهمة المراقبين وعملهم، ضمن فحوى البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والقيادة السورية»، كما تم الاتفاق على «ضرورة إطلاق حوار وطني جاد، يشمل جميع شرائح المجتمع المدني».
وتابع المصدر القول، ان الأسد قد «ركز على أهمية العناية بالشباب، من خلال إشراكهم بالعملية السياسية في سوريا، باعتبارهم المدخل لتجديد الحياة السياسية، وأي إصلاح سوف يجري، خاصة في ما يتعلق بتعديل الدستور، لن يتم إلا عبر استفتاء شعبي يعبر عن طموحات الشعب، وفي حال لمس الرئيس حالة عدم قبول شعبي، فإنه منفتح على إعادة النظر في التعديلات الدستورية، وصولا إلى دستور يوافق عليه كافة السوريين».
وأوضح المصدر أن الأسد «التزم بجدول زمني يبدأ في آذار المقبل عبر استفتاء شعبي يليه انتخاب مجلس شعب جديد في أيار المقبل، تحت لواء القانون الانتخابي الجديد، وقانون الأحزاب الجديد الذي أمن تشكيل ثلاثة أحزاب سياسية في سوريا».
وبالنسبة إلى الموقف الدولي، أبدى الرئيس السوري ارتياحه للموقف الروسي الثابت والمطمئن في سياق رؤية موسكو للتطورات في المنطقة، مشددا على أن «هذا الدور الروسي لن يتراجع بل ان موسكو سوف تستمر في تقديم الدعم لسوريا». كما أفاد عضو مشارك آخر في الوفد، أن الأسد قد أكد أن «أبواب الحوار مفتوحة للجميع إلا للمرتبطين بالمخططات الأجنبية المعادية لسوريا»، مركزا على أن « كل ما تتعرض له سوريا هدفه إبعاد السوريين عن عروبتهم التي طالما تمسكوا بها».
وأضاف المصدر نفسه، انه قد جرى لقاء بين عدد من أعضاء الوفد العربي مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم، حيث جرى التأكيد على أهمية اعتماد الحوار كإطار سليم لمعالجة الأزمة، ومنع التدخلات الخارجية في الشؤون السورية.
من جهتهم، عبر أعضاء الوفد عن «وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة، وفي النهاية حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني».
وضم وفد المبادرة الأمين العام للمؤتمر القومي العربي عبد القادر غوقة، والأمين العام السابق للمؤتمر خالد السفياني رئيس الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة، والأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية عبد العزيز السيد، عضو لجنة المتابعة للمؤتمر وعصام نعمان، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور وآخرين.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الجامعة العربية تميل في قسمها الأعظم نحو تمديد عمل بعثة مراقبين الجامعة العربية شهرا آخر، ونقلت المصادر عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله في اتصال هاتفي امس الأول مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن الجامعة العربية أكثر ميلا الآن نحو التمديد لبعثة المراقبين شهرا آخر. وهو ما يتفق مع الموقف السوري الذي «لا يمانع التمديد للمراقبين فترة ثانية «وفقا لمصادر سورية، على أن لا تتضمن منحهم تفويضا إضافيا.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن لافروف أكد خلال الاتصال الهاتفي مع العربي أهمية البدء بحوار سياسي يتصف بالاحترام المتبادل بين الحكومة والمعارضة في سوريا بمساعدة من الجامعة العربية لضمان السلم والوفاق الوطني وحل القضايا من السوريين أنفسهم بما يضمن مصالح جميع المواطنين السوريين. وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الجانب الروسي أكد أهمية مواصلة عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.
وقالت مصادر في الجامعة العربية ان رئيس فريق المراقبين أحمد مصطفى الدابي سيعرض تقريره الاحد المقبل امام اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري التي ستدرسه قبل احالته على اجتماع وزراء الخارجية العرب.
من جهته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الامن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي كيفين راد الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد الى القضاء الدولي. وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع راد في باريس «نلاحظ اليوم ان هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية». واضاف ان سوريا «لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية (مثل) سحب القوات الى الثكنات». وتابع قائلا ان فرنسا ترغب لذلك في ان يتم تسليم التقرير المنتظر للمراقبين الذي سيعرض على الجامعة العربية قريبا «الى مجلس الامن الدولي ليتمكن من مناقشته».
واستبعد جوبيه فكرة قطر إرسال قوات عربية إلى سوريا، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة «اوست - فرنسا». ورد جوبيه على سؤال يتعلق بما إذا كان إرسال قوات يشكل خيارا يجري درسه بالقول، «في الوضع الإقليمي الحالي، لا نعمل على مثل هذا السيناريو». ولم يعط جوبيه الأسباب التي تدفع فرنسا إلى تبني هذا الموقف، واكتفى بالإضافة، «في المقابل، نتحاور مع المعارضة السورية كي تقيم هيكلية لها وتنفتح على كل الاتجاهات».
وقال الشقفة في مقابلة مع وكالة «رويترز» «على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لا بد من أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام». وقال الشقفة إن جماعة «الاخوان» تؤيد تماما الاحتجاجات السلمية وتريد من القوات المعارضة أن تقتصر في عملياتها على الدفاع عن المتظاهرين السلميين.
وعندما سئل عن الطلب التالي الذي يجب على الجامعة العربية طلبه من الأمم المتحدة قال الشقفة إنه يريد فرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة» لكنه رفض أن يصل ذلك إلى حد التدخل العسكري.
وقال الشقفة إن جماعة «الاخوان المسلمين» حثت «الجيش السوري الحر» على الدفاع عن نفسه وعن المحتجين فحسب. وأضاف «لا أنصح الجيش السوري الحر بشن أي هجمات.. غير ان الهجمات الدفاعية (هي المقبولة). لا نريد حربا ولا نريد مواجهة.» وأكد الشقفة أن جماعة الاخوان ترفض وساطة إيران قائلا إن على طهران أن تنأى بنفسها عن السلطات السورية رافضا أي اقتراح يتيح للأسد البقاء في السلطة. ومضى يقول «أرسلوا وسيطا تركيا لكننا رفضنا الحوار وقلنا للوسيط إننا لن نتحدث للإيرانيين ما لم يعدلوا موقفهم من النظام». وتابع قائلا «عرضوا (علينا) المشاركة في السلطة. أهم شيء هو أنهم أرادوا ضمانا لبقاء الأسد. بالنسبة لنا ليس مقبولا بقاء بشار في السلطة بعد كل هذه الجرائم».
واعلن الرئيس الجديد للجنة العسكرية للحلف الاطلسي الجنرال دانوا كنود بارتيلس ان الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا كما حصل في ليبيا في العام 2011. وقال الجنرال بارتيلس للصحافيين اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء الـ28 في الحلف في مقره ببروكسل «ليس هناك اي تخطيط حاليا ولا يوجد اي توجه بعملية محتملة للحلف الاطلسي في سوريا». وأضاف بارتيلس ان البلدان الاعضاء في «الحوار المتوسطي» مع الحلف عبرت خلال الاجتماع «عن قلقها بشأن التقلبات في المنطقة سواء في المغرب (العربي) او الشرق الاوسط». واضاف «لكن لم يتم على الاطلاق بحث تدخل عسكري».
على صعيد آخر، كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضتها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ملياري دولار اميركي منذ ايلول الماضي. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي «لقد تكبدنا اضرارا كبيرة من الآثار الناجمة عن عدم تصدير النفط والمشتقات النفطية» مشيرا الى ان «حجم ضرر فوات المنفعة والاضرار غير المباشرة خلال الفترة من الاول من ايلول الماضي ولغاية الآن يقدر باكثر من ملياري دولار اميركي». وأوضح علاو ان «الحظر النفطي نجم عنه تخفيض الانتاج بمقدار 150 الف برميل اي ما قيمته 15 مليون دولار يوميا» منذ تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا.
وذكرت وكالة (سانا) ان ضابطا استشهد بنيران «مجموعة ارهابية مسلحة» في حي الجراجمة بمدينة حماه. وقالت الوكالة نقلا عن مراسلها ان «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة ما أدى الى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل».
واضافت «سانا» أنه «في داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى استشهاده». واوضحت ان «المجموعة الإرهابية كانت تستقل سيارة سياحية وقامت بإطلاق النار على الشهيد بوشناق أثناء خروجه من منزله».
وحافظت منطقة الزبداني على هدوئها أمس بسبب الوساطة التي يقوم بها وجهاء المدينة مع مجموعات كبيرة من المسلحين بهدف تسليم أسلحتهم مقابل عفو عام. وقالت مصادر إن هذه الوساطة ستستمر خلال الأيام المقبلة «على أمل ان تحقق غايتها في مصادرة السلاح المنتشر في المنطقة»، مشيرة الى أن قوى الجيش ما زالت على مداخل المدينة دون دخولها.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد