الأسد ولافروف: دمشق تسرّع الإصلاحات وموسكو توفّر الضمانات الخارجية
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، استعداد دمشق للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا، مؤكدا «تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين»، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الأسد أكد التزامه وقف أعمال العنف من أي مصدر كان، مؤكدا ان موسكو ابدت استعدادها «للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على أساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية» في 2 تشرين الثاني الماضي، مشيرا الى ان سوريا تؤكد اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة المراقبين العرب ورفع عددهم، الا أن مصدرا في البعثة اعلن ان الجامعة العربية ابلغتهم بقرار سحبهم من دمشق.
في المقابل اعلنت واشنطن انها تقترب خطوة اضافية نحو التدخل المباشر في الازمة السورية تحت عنوان «تقديم مسـاعدات إنسانية للشعب السوري». وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «سـنطلق مبادرة جديدة مع الدول التي تقف إلى جانب الشعب وليس الحكومـة السـورية. نحن نعد ذلك»، من دون أن يوضح طبيـعة هـذه المبادرة، وما اذا كانت تأتي في اطار القرار الاميركي الفرنسي تشكيل ما يسمى مجموعة اصدقاء الشعب السوري، التي يبدو انها تستعيد السيناريو الليبي .
وطالبت دول مجلس التعاون الخليجي سفراء «النظام السوري» بمغادرة أراضيها بشكل فوري، بعد استدعائها سفراءها من دمشق، متهمة النظام بارتكاب «مجزرة جماعية وإجهاض» الجهود العربية للتوصل إلى حل للازمة، التي سيناقشها اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده الاحد المقبل في القاهرة.
وقال مسؤول سوري رفيع المستوى ان اللقاء بين القيادة السورية برئاسة الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تميز بجانبه السياسي، على الرغم من مشاركة رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل برادكوف ونظيره السوري رئيس الاستخبارات العامة اللواء علي مملوك في اللقاء الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، وامتد إلى طاولة الغداء التي اقتصرت على أعضاء الوفدين الرسميين، وبينهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلم، والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان إضافة الى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون وزير الخارجية للشؤون الأوروبية عبد الفتاح عمورة، ومن الجانب الروسي المبعوث الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف إضافة لبرادكوف ونائبه فلاديمير زيماكوف ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية سيرغي فيرشينين وسفير روسيا في دمشق عظمة الله كولمحمدوف.
وقال المصدر ان أجواء اللقاء كانت هي الأجواء المعتادة في اللقاءات بين الطرفين، متحدثا عن تفاهم على مجمل الأمور، ولا سيما المرتبطة بالأزمة وتطوراتها المستقبلية.
وأعد للوزير الروسي استقبال شعبي حاشد على طرق دمشق، حيث تجمع مئات الآلاف من السوريين في شارع المحلق الجنوبي الذي يصل مطار دمشق الدولي بحي المزة للتعبير عن تقديرهم لموقف بلاده «الداعم لسوريا ولشعبها وبرنامجها الإصلاحي».
وكرر لافروف، في تصريحات صحافية، الموقف الروسي الداعي إلى وقف العنف من كافة الأطراف، وضرورة عدم التدخل الخارجي في الشأن السوري، وتشجيع الأطراف المعنية على الحوار الوطني، مشيرا إلى أن روسيا ستؤدي دورا عند الدول التي تمارس تأثيرا على المعارضة لدفعها للحوار الوطني.
وشجع لافروف القيادة السورية مجددا نحو تسريع الإصلاحات، متحدثا عن توجه الأسد نحو إعلان موعد للاستفتاء الدستوري ولاحقا الانتخابات النيابية. وقال ان الطرفين اتفقا على ضرورة استمرار عمل بعثة المراقبين وزيادة عددها، إلا أن الجامعة العربية أبلغت المراقبين المقيمين في دمشق بقرار سحبهم بعد ساعات على مغادرة لافروف، وفقا لما قاله أحد المراقبين .
وعرض الأسد، خلال لقائه لافروف وبرادكوف، مجريات الأحداث في سوريا والبرامج الزمنية للإصلاحات الجارية بعد إقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الإرهاب الذي يمارس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من قبل أطراف خارجية.
وشكر الأسد «باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الإملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس، والتي لا تأخذ بالاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات في البيت السوري الداخلي ومن دون تدخل خارجي»، مؤكدا «تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين».
وقال الأسد إن «سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة، والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في 2 تشرين الثاني للعام الماضي، وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية عمل البعثة»، مجددا «استعداد سوريا للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا».
من جهته، اعتبر لافروف أن «موقف روسيا في مجلس الأمن من القضية السورية نابع من تقييمها الواقعي والمتوازن للأحداث التي تشهدها سوريا، واحترامها للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها ومن قناعتها بأن التدخل الخارجي والتحريض بدلا من تشجيع الحوار الداخلي سيؤديان إلى المزيد من العنف وسفك الدماء».
وكرر «حرص روسيا على استقرار سوريا واستقلالية قرارها ودعمها مصالح الشعب السوري والإصلاحات الديموقراطية الجارية في سوريا»، وعبر عن «أمل روسيا في الإسراع بتنفيذ هذه الإصلاحات، ومشاركة جميع السوريين بحوار وطني يحفظ سيادة بلدهم وأمنه واستقراره».
وشدد لافروف، بعد نهاية اللقاء، على العناوين الرئيسية لنهج روسيا في الأزمة السورية، من دون أي تغيير بارز.
وقال مسؤول سوري ان أجواء «اللقاء كانت جيدة ومريحة جدا ولا تخرج عن أجواء اللقاءات السورية - الروسية الاعتيادية»، مشيرا إلى «أن القيادة السورية لمست مجددا تمسك موسكو بنهجها وسياستها تجاه سوريا، من دون أي تغيير يلحظ». وقال ان اللقاء ركز على الشأن السياسي، من دون أن يكون الموضوع الأمني أولوية بعد تقديرات وسائل الإعلام في هذا الصدد.
وأعلن لافروف، في تصريح بعد اللقاء في قصر الشعب، أن اجتماعه مع الأسد كان «مهما جدا». وقال ان «روسيا أكدت خلال اللقاء استعدادها للمساعدة للخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في 2-11-2011» في إشارة إلى خطة العمل العربية حول الحل على أساس الحوار الوطني بين طرفي السلطة والمعارضة بإدارة من الجامعة العربية والقيادة السورية الحالية.
وأضاف «إن الأسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره، ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره». وتابع «أؤكد ما قلته أمس في المكالمة الهاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: ان روسيا تعتقد أنه من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها ما يشكل عاملا جديا مهما».
وقال لافروف «يجب أن تراقب المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من أي طرف كان، مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية». وأضاف إن «الأسد أكد اليوم (أمس) أن اللجنة التي كانت قد شكلت لإجراء الحوار مع كل المجموعات المعارضة تحت رئاسة نائب الرئيس لا تزال تتمتع بكل الصلاحيات الضرورية لإجراء هذا الحوار، ولا بد من أن تتم مساعدتها من قبل من يستطيع أن يساعد، بمن في ذلك هؤلاء الذين يرفضون حتى الآن أن ينضموا إلى الحوار».
وقال وزير الخارجية الروسي «ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الأسد حول ضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سوريا التي نضجت منذ زمن، ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن، وقد أكد الرئيس الأسد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سيستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد، وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لإجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى، وفي ما بعد سوف تجري الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد، وستجري هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد، ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث».
وأعلنت «اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور سوريا» إنهاء عملها. وقالت، في بيان، «إنها سترفع مشروع الدستور إلى رئيس الجمهورية لاستكمال أسباب صدوره وفق الإجراءات الدستورية».
وأكد لافروف أن «نتائج هذه الزيارة التي قمنا بها تنفيذا لتكليف من قبل ميدفيديف كانت مهمة جدا وأتت في وقتها، ولدينا كل الأسس التي تجعلنا نعتقد أن الإشارة التي أتينا بها حول ضرورة المضي قدما وفق كل الاتجاهات قد استوعبت». وقال «نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل وتسوية للأزمة السورية، وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية، وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب أو لآخر لا توافق حتى الآن على المشاركة في الحوار الوطني العام، ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها». وأضاف «ننطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين، ونعتقد كذلك أن المنطقة تحتاج إلى السلام، وسوريا تحتاج إلى السلام، وكل القوى الخارجية لا بد من أن تساعد على الحوار الوطني والوصول إلى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية».
وبعد ساعة فقط على مغادرة لافروف أبلغت جامعة الدول العربية بعثة المراقبين المقيمة في دمشق بقرار سحبها، وفق ما قال أحد المراقبين في البعثة . وقال المراقب، الذي يحمل الجنسية التونسية، ان البعثة أبلغت بقرار سحبها وإنهاء مهامها ظهرا وإن أعضاء البعثة أبلغوا بوجوب مغادرة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن تفسيرا رسميا لم يبلغ للمراقبين المتبقين في سوريا، وعددهم 65 مراقبا تقريبا وأغلبيتهم من جنسيات عراقية وتونسية ومصرية وسودانية.
وفي نيويورك، اعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ان موسكو تخشى ان تؤدي الانتقادات الحادة التي اعقبت لجوءها الى الفيتو، الى «تسميم» علاقاتها مع العالم العربي. ونفى مزاعم نشرت على الانترنت مفادها انه خاض جدلا حادا مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم خلال المفاوضات حول سوريا في مجلس الامن.
وقال تشوركين، في مؤتمر صحافي، ان بلاده تخشى «استخدام (هذه المزاعم) في شكل مصطنع في محاولة لتسميم علاقاتنا مع العالم العربي». واضاف «يبدو ان جهة تحاول بيأس إحداث شرخ بين روسيا والعالم العربي، لذا علي ان اصحح». وتابع «هناك بعض الردود المبالغ فيها التي تشتم أحيانا (الفيتو الروسي) من جانب زملائنا الغربيين. لديهم بالتأكيد اسبابهم، لكن التأثير الجانبي او ربما الهدف من بعض هذه الردود هو اشاعة عداء لروسيا في العالم العربي ولن نقدر هذا الامر البتة».
وقالت رئاسة مجلس التعاون الخليجي، في بيان: «تتابع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة، في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل من دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأي حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية».
وأضاف البيان إن «السعودية، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، تعلن أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا، والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري، وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق».
وتابع «ترى دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع المقبل (الأحد) أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة السنة دونما أي بارقة أمل للحل. وإذ تعلن دول المجلس ذلك في معرض إدانتها الشديدة لهذه الأعمال فإنها تشعر بالأسى البالغ والحزن الشديد على إهدار هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي لكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».
كما أعلنت كل من بلجيكا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا استدعاء سفرائها من سوريا «للتشاور نظرا لتصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري». وكانت بريطانيا استدعت سفيرها أول من أمس، فيما أعلنت واشنطن إغلاق سفارتها في سوريا.
وسيعقد وزراء خارجية دول المجلس السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة. وذكرت وكالة الانباء القطرية (قنا) ان رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «تطورات الأوضاع الراهنة في سوريا».
واعتبر وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، في لشبونة، انه ينبغي «ممارسة كل الضغوط الممكنة» على النظام السوري لوقف أعمال العنف لكنه استثنى من ذلك «التدخل العسكري». وقال «على الصين وروسيا الضغط على سوريا» موضحا ان بلاده «مستعدة لاتخاذ مبادرات في الأمم المتحدة نظرا الى انها البلد العربي الوحيد في مجلس الامن، لكن في اطار الجامعة العربية فقط».
وأبدت واشنطن شكوكها في التعهدات التي قطعها الأسد خلال لقائه لافروف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «تدركون لماذا يشكك المجتمع الدولي بأسره (في هذه التعهدات) عندما نرى ان الاسد يعيد المقترحات نفسها التي قدمها منذ اشهر واشهر واشهر بدلا من الاهتمام بوضع حد للعنف» في سوريا.
وردا على ان الاسد سيعلن قريبا جدولا زمنيا لاستفتاء حول الدستور، قالت نولاند ان هذه الفكرة «اشبه بوعد جديد قطعه نظام الاسد يكمن في التلويح بورقة عن انتخابات يمكن التحكم بها بشكل تام». واضافت «لا نرى كيف يمكن لذلك ان يقربنا من حوار وطني».
واعلن البيت الابيض، ردا على حض السناتور الجمهوري جون ماكين واشنطن على درس فكرة تسليح المعارضة السورية، إن الولايات المتحدة تدرس تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «سنواصل العمل مع حلفائنا الدوليين لممارسة الضغط المطلوب». وأكد أن الادارة الاميركية لا تدرس احتمال تسليح المعارضة، مضيفا «نبحث احتمال تقديم مساعدات إنسانية للسوريين».
وسئل كارني عن احتمال تسليح المعارضة السورية بناء على اقتراح عدد من النواب الأميركيين، فقال «لا ندرس هذا الخيار حاليا». واضاف، غداة اغلاق السفارة الاميركية في دمشق، «ندرس امكان تقديم مساعدة انسانية الى السوريين ونعمل مع شركائنا لزيادة الضغط وزيادة عزلة الاسد ونظامه».
وردا على سؤال عن شكل هذه المساعدة، اقر كارني بعدم وجود «آلية» لمساعدة السوريين.
ومن ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان «ما يمكن ان نقوم به ليس حتميا». واستبعدت ايضا تقديم اية مساعدة عسكرية للمعارضة. وقالت «لا نعتقد انه الحل الجيد لادخال المزيد من الاسلحة الى سوريا».
واعتبر النائب الديموقراطي جون كيري، الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن الأزمة في سوريا «تختلف كثيرا» عن الحالة الليبية، داعيا روسيا والصين إلى دعم تحرك الأمم المتحدة ضد النظام السوري.
وكان ما يدعى «المجلس الوطني السوري» و«الجيش السوري الحر»، دعوَا في بيان مشترك، «رجال الأعمال السوريين والعرب إلى المساهمة في تمويل عمليات (الدفاع عن النفس) وحماية المناطق المدنية».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد