لماذا يتهم رفاق الثورة في سورية بعضهم بالعمالة لأجهزة المخابرات؟
تتوالى القصص المثيرة عن بعض المعارضين السوريين المشهورين ما لتلقي مزيداً من التعقيد على تفاصيل الأزمة السورية التي اختلط فيها حابل الحرية والتظاهر السلمي بنابل التخوين والعنف وسفك الدم، والاتهامات المتبادلة فيما بين الثوار بالعمالة لأجهزة المخابرات المختلفة السورية و الأجنبية بما فيها "السي آي ايه" و الموساد الإسرائيلي.
ما هي قصة الاتهامات بين رفاق الثورة ؟ وما هي علاقة الأمن السوري بترويجها ؟
حذرت صفحات سورية معارضة من استمرار التعامل مع الفنانة فدوى سليمان، التي اتهمت بالعمل لصالح الأمن السوري ، وبأنها قدمت معلومات عدة مرات للأمن، تمكن من خلاله تحديد موقع عبد الباسط ساورت، وهو قائد إحدى المجموعات المسلحة ويلقب ببلبل الثورة السورية لترديده الأهازيج في المظاهرات، وتوجيه ضربة له حيث أصيب بجراح، مؤكدين أنها الوحيدة التي كانت تعرف مكان وجوده حينها.
على المقلب الآخر يتهم المؤيدون فدوى سليمان بأنها توجت علاقتها الخاصة بعبد الباسط ساروت بالزواج، ويتندرون كيف تزوجت ممثلة مثلها شخصاً غير متعلم، ومتورط في جرائم خطف وتعذيب وقتل واغتصاب ويقود عصابة مسلحة على حد تعبيرهم.
جميلات المخابرات السورية !
حظيت فدوى سليمان باهتمام كبير في الصحافتين الغربية والإسرائيلية، حيث رشحتها جريدة يديعوت أحرونوت الصهيونية لجائزة نوبل أسوة بالناشطة اليمنية توكل كرمان (اعتقلت مدة 19 ساعة !) ، ونشرت الصحيفة مطالب معجبيها في دير بعلبة و البياضة بأن تمثل دورها النجمة أنجيلينا جولي في فيلم بعد نيلها الجائزة ، فدوى أشيع خبر تصفيتها على يد " ثوار " حمص لثبوت تعاملها مع المخابرات السورية، وما يزال مصيرها مجهولاً حيث اختفت أخبارها منذ أكثر من أسبوع ، ولم تظهر في الإعلام لتنفي الاتهامات، أو لتطمئن معجبيها ومؤيديها على حياتها .
وقبل اتهام فدوى سليمان، سرت شائعة تسببت بطرد الناشطة الشابة هديل كوكي (عشرون عاماً)، من اجتماعات المجلس الوطني في تونس مؤخراً ،حيث اتهمت بأنه لديها خط مباشر تبث من خلاله وقائع الجلسات للمخابرات السورية، وحصلت مشاجرة في المؤتمر تم على إثرها وضع كوكي في غرفة الناشطة كاترين التلي لحمايتها من صقور المعارضة الإسلامية الذين اتهموها بناء على بلاغ من المخابرات التونسية، وما لبث أن تم تعميم ذلك على صفحات الفايسبوك ، ليحدث ذلك صدمة لدى بعض المعارضين العلمانيين كون الاتهامات أشارت لكون كوكي تنتمي لدين غير الإسلام وأنها تتجسس على "طائفة الثورة" .
الاتهامات التي طالت فدوى سليمان وهديل كوكي، شكلت صدمة للوسط العلماني، المنحدر من طوائف صغيرة، حيث سارع هؤلاء للدفاع عن أنفسهم، وبالأخص أنهم متهمون من قبل بيئاتهم الاجتماعية بالانسلاخ والانضمام لجماعات سلفية وإخوانية تريد إسقاط النظام العلماني الوطني، وإقامة نظام إسلامي متشدد، تابع للغرب وسيكون العلمانيون والطوائف المعروفة بتحررها الاجتماعي أولى ضحاياه .
يقول "سامر – أ " وهو طالب في كلية الآداب والذي يؤكد مدى صداقته لهديل كوكي: ما يقولونه عنها أمر غريب وسخيف ، طالبة اعتقلت ثلاث مرات وعمرها 20 سنة فقط، و اضطرت للهرب خارج سورية، يتهمونها بالعمالة للأمن السوري ويتحدثون بلغة طائفية معها، هذا الأمر هو أكبر هدية للسلطة الأمنية .
ويضيف الصديق: "الاتهامات هي نتيجة عقل اقصائي لا يحترم الآخرين ، لا أعرف كيف عرفوا أنها عميلة للأمن ، ونحن طوال شهور في حلب لم نعرف ولم نحس بأنها تمرر أخبارنا للأمن ؟ !
هديل كوكي المشهورة بجمالها اللافت تمكنت من جمع عشرات الشبان حولها في جامعة حلب، و التخطيط للخروج بمظاهرات، كما زارت إدلب وتعرفت على قيادات التنسيقيات فيها، واعلنت أنها لا تخشى من وصول الإسلاميين إلى الحكم، وأشادت باحتضانهم لها في إدلب، لكن اليوم اختلف الأمر فقد نشرت صفحة إسلامية للثورة السورية، تدعى "ضد مرتزقة حلب" مخصصة لنشر صور " الشبيحة " المهدور دمهم بسبب تعاونهم مع السلطة.
يتندر صديق للفتاة الحسناء هديل كوكي ويدعى " فادي - م " بأن المؤيدين تحولوا إلى معارضين من خلال عيونها فقط ، وهي تتعامل مع الأمن وتوقع بالجميع، لقد التصقوا بها وبالأخص الشبان المكبوتين والمحرومين جنسياً من مؤيدي القاعدة والإخوان المسلمين، وصاروا يتبجحون بقبولهم للآخر، وما إن تغيب هديل كوكي و شلتها اليسارية العلمانية حتى يعودون للحديث عن دولة الإسلام القادمة والانتهاء من حكم الرافضة !.
الصديق الثاني أكد أن فشل المظاهرات في حلب يعود لعيني هديل الملونتين ودلعها البالغ الذي " سوسح" كل الشباب فصارت زعيمة تعرف الشاردة والواردة، مما اضطر الأمن لتمثيلية اعتقالها عدة مرات و تكليفها بعمل خارجي !
الاتهامات لم توفر فتاة واحدة من فتيات المعارضة الجميلات فوصلت لريما فليحان كاتبة السيناريو الشابة، وميادة خليل، وريتا ديوب .. وغيرهن من المعارضات ، اللواتي ينحدرن من طوائف يغلب الانفتاح على واقعها الاجتماعي
الاتهامات يصفها حسن سويد، وهو طالب معارض في جامعة دمشق بأنها خطيرة جداً، ويقول لا يعنيني هل الأمن وراء تلك الاتهامات، أو التعصب والهوس الطائفي الاقصائي المهم أنها تفعل فعلاً سلبياً لدى المتهمين، وبيئتهم الاجتماعية، وتجعلهم في موقف بالغ الصعوبة ، علينا أن نفكر بمشاعرهم، وهم يتلقون اتهامات من هذا النوع، اعتقد أن النتيجة كارثة على الثورة .
وللموساد رجاله الوسيمون
فضائح المعارضة بدأت مع نشر صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقابلة مع اثنين من المعارضين السوريين في الثلاثينيات، أحدهما طالب إسرائيل بقصف القصر الرئاسي السوري وكلاهما طالبا بتحالف إسرائيل مع الثورة لإسقاط النظام ، وتبين لاحقاً أنهما محمد العبد الله و عهد الهندي حيث تبادلا الاتهامات بشأن الهوية الحقيقية لمن طلب قصف القصر الرئاسي، والمساعدة الإسرائيلية لقلب نظام الحكم في سورية .
وشكل ظهور شخص ملثم على التلفزيون الإسرائيلي يدعى خالد كعضو في المجلس الوطني اختلفت التقارير الإعلامية في كونه خالد خوجة أم خالد الخلف أو غير ذلك ليدعو إسرائيل للتحالف ودعم الثورة السورية لان فشلها يعني إبادة اليهود ،مفاجأة كبيرة للأوساط الشعبية والمعارضة على حد سواء،و أظهر الخطاب الطائفي له بضرورة عدم انتصار الشيعة على السنة في سورية لأن الشيعة سيبيدون اليهود مما أدى إلى موجة استنكار كبيرة تعاظمت مع ظهور بسمة قضماني برفقة كتاب إسرائيليين أبدت لهم كل المودة و أن إسرائيل حاجة للعرب وذلك بمناسبة الذكرى الـ 60 لقيام دولة"إسرائيل" أي نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من وطنه !
موقع الحقيقة نشر ترجمة مقابلة يديعوت احرونوت الإسرائيلية لإثنين من المعارضين السوريين الشبان في واشنطن التقت بهما مراسلتها أورلي أوزلاي، التي زارت السعودية عدة مرات، وترجح أن أحدهما هو محمد العبد الله أو صديقه عهد الهندي أثار صدمة كبيرة للوسط المعارض كون الشخصين من رموز الحراك الشبابي ، الأمر الذي أعقبه اشتباك "إلكتروني" بين الاثنين حيث سارع كل منهما لنفي التهمة عنه وإلصاقها بالآخر، حيث اتهم العبد الله صديقه الهندي بأنه يعمل مع منظمة للديمقراطية تتمول من "إسرائيل" .
ووصل الأمر بعهد الهندي حد نشر صورة لمحمد العبد الله في ملهى ليلي برفقة ديفيد كييز مدير تنفيذي في المنظمة التي اتهمه العبد الله بأنه يعمل معها، وهو يعرف أنها تتمول من "إسرائيل"، وهي منظمة مختصة بدعم نشطاء الديمقراطية السوريين والإيرانيين على شبكة الانترنت ، لكن الهندي لم يأت على ذكر علاقته نفياً أو تأكيداً بضابط أمن السفارة الإسرائيلية السابق في واشنطن الليفتنانت إحتياط في المخابرات العسكرية الإسرائيلية " نير بومس " المعروف بصداقته أيضاً للمعارض السوري عمار عبد الحميد.
وفي سياق الحديث مع أزولاي بحسب ترجمة موقع الحقيقة ، يفتح "عمار" ( الاسم المستعار للهندي أو للعبد الله ) حاسوبه الشخصي ليريها باعتزاز صوراً وأشرطة فيديو أرسلها له أصدقاؤه في سورية تظهر مشاهد لمتظاهرين في حمص يحرقون أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله. وهذه " ظاهرة جديدة في سورية" ، يضيف "عمار" بسعادة ، قبل أن يؤكد على سعادته بأن المتظاهرين في سورية" لم يحرقوا علما إسرائيلياً واحدا منذ بداية الانتفاضة في الوقت الذي أحرقوا فيه أعلاماً إيرانية .
جديد المعارض السوري محمد العبدالله ، المقيم في واشنطن ، تهديده لأحد أصدقائه على الفايسبوك بحذفه صباح اليوم التالي، في إشارة إلى وزنه لدى الأميركيين حيث طلب من صديقه الذي اتهم الصحفي مازن درويش وبعض الناشطين بالعمالة للأمن السوري أن ينتظر طلوع الصبح في واشنطن لكي يقوم بحذفه من الـ"فايسبوك" ، وهو تعبير باللهجة السورية لا يفهمه سوى السوريون (بكرة بسكرلك ياها، بس خلي الصبح يطلع بواشنطن ).
وقال " محمود – ع " وهو من تنسيقية إدلب درس الحقوق في لبنان مع العبد الله "أوضاع المعارضين السوريين باتت بالحضيض، نحن نفقد احترام الشعب لنا، بعضنا يتصرف بنرجسية مثل محمد العبد الله ،الذي يهدد بحظر صفحة صديقه على الفايسبوك مستقوياً بعلاقته مع المخابرات الأميركية ، أشعر بالمرارة حقاً مما جرنا إليه أشخاص آخر همهم الشعب والوطن، وهمهم الوحيد إسقاط النظام وإرضاء من يدفع لهم من بدءً من آل الحريري وصولاً إلى "السي أي ايه" .
وأضاف عضو التنسيقية نحن مصرون على إسقاط النظام بطرق سلمية، ولكن يبدو أن الرؤوس الحامية المقيمة في واشنطن واسطنبول والدوحة تريد إسقاطه بدمنا فقط، ولحساب من يستضيفهم ويقدم لهم المال، و لشباب إدلب السلاح لكي يقتلوا جيشهم وجيشهم يقتلهم
معارض مخضرم يشرح
الاتهامات بالتعامل مع الأمن هي خبز المعارضة السورية لفترات طويلة، ويقول معارض تاريخي للنظام في سورية أنه سئم هذا النهج في مقاربة هذه القضية البالغة السوء، والتي تنتهك قدسية أي عمل معارض حسب قوله .
الاتهامات بالتعامل الأمني هي سلاح موروث من مرحلة العمل السياسي السري، ويجب أن تغيب من التداول نهائياً، وهي سلاح بعض ضعاف النفوس داخل بعض التنظيمات والقوى، لإقصاء المختلفين معهم بالرأي، والمنافسين على المناصب القيادية أو المكاسب .
الاتهامات هي وسيلة أمنية سورية لزرع الشكوك و الإرتياب بين الأعضاء بما يعود بالضرر على العمل التنظيمي، ويخفف من قدرة التنظيم على التحرك ، ويبعد العناصر القيادية النظيفة، وغالباً ما يتم هذا على يد عملاء الأمن الذين يتهمون العناصر النظيفة، والمبدعة بهذه الطريقة أو يتمكنوا من تحجيمهم على الأقل، وزرع اليأس والصدمة في قلوبهم.
ويضيف المعارض مؤخراً، أعني في السنوات العشر الأخيرة، دخلت المخابرات الأجنبية وبالأخص الأميركية والفرنسية بقوة على خط المعارضة السورية، التي سبق للمخابرات السورية أن" خردقتها بالمخبرين "، وبعضهم يحتل اليوم شاشات الفضائيات العربية، وينفث حقداً على السلطة نفسها بينما ضباط المخابرات السورية ينفثون دخانهم بغبطة كبيرة، لرؤية عملائهم يقودون الثورة إلى حتفها نتيجة الرعونة والتطرف .
المعارض الذي قضى عشر سنوات في سجن تدمر الرهيب، أوضح أن "السي أي ايه"، والموساد والـ "ام أي 6 البريطاني" ، التي جندت العشرات من المعارضين السوريين وشكلت منهم مجلس اسطنبول، لا تتردد في تسريب وثائق تفضح عمالة رموز المعارضة السورية للإعلام ،فهدفهم جميعا هو تعهير وتدنيس العمل السياسي الوطني المعارض، وكسر المحرمات وجعل الآخرين أكثر قابلية للعمالة وتوقيع صكوك العمل الأمني .
وشدد المعارض على أن أساليب المخابرات الأجنبية أقذر بكثير من أساليب المخابرات السورية فمهما وصل الأمر بضابط سوري فإنه لن يقوم بفض بكارة مراهقة عمرها 16 سنة ، (مثلما فعل الضابط النمساوي الذي جند الطفلة طل الملوحي لحساب السي أي ايه) ،لكي يقوم بتشغيلها للتجسس على ميشيل كيلو أو لؤي حسين أو فراس سواح أو هيثم المالح ، فلدى الأمن السوري الكثير من مثقفات السرير !!
المصدر: عربي برس
إضافة تعليق جديد