إسرائيل تحاصر معبر رفح وحماس ترفض الاستفتاء على الحكومة
للمرة الأولى منذ الانسحاب من غزة قبل أكثر من عام، سيطرت القوات الإسرائيلية على جزء من الحدود بين القطاع ومصر، حيث حاصرت معبر رفح وقتلت مقاومين فلسطينيين، بحجة الامتناع عن غض النظر عن تهريب السلاح الى القطاع كما فعلت في لبنان، فيما اعتبرت حركة حماس أن خطة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) لإجراء استفتاء على أي قرار يتخذ مستقبلا لحل الحكومة ستكون بمثابة انقلاب على الشرعية.
وقال مسؤولون امنيون فلسطينيون ان وحدات اسرائيلية، تدعمها دبابات، توغلت في رفح جنوبي القطاع قبيل فجر امس وسيطرت على جزء من الحدود، بينها المنطقة المحيطة بمعبر رفح. أضاف هؤلاء ان القوات الاسرائيلية أجرت عمليات تفتيش في المنازل، كما قامت الجرافات بعمليات تجريف واسعة بالقرب من الحدود بحجة البحث عن أنفاق. وحاصرت قوات الاحتلال معبر رفح، حيث احتجزت حوالى 60 من عناصر امن الرئاسة.
وقال سكان ان بعض الدبابات اتخذت مواقع لها أمام البوابة الرئيسية لمعبر رفح، موضحين ان جرافة عسكرية هدمت الطريق المؤدي لها. ولم يدخل الجنود الاسرائيليون المعبر نفسه، الذي لم يفتح سوى بشكل متقطع منذ بدء العدوان على غزة في 25 حزيران الماضي.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال ان جنودا إسرائيليين
كانوا ينفذون مهمة في جنوبي القطاع على مشارف الحدود المصرية، عثروا على خمسة أنفاق يتم استخدامها لتهريب السلاح وهم في صدد تفجيرها.
وقتل جيش الاحتلال الفلسطينيين أشرف مطيع المعشر (22 عاما) ومحمد أبو عرار (25 عاما) وهما من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، التي تصدت للتوغل الاسرائيلي.
وأعلنت حماس أن المعشر هو قائد ميداني في كتائب القسام وأحد مهندسي ومنفذي عملية اسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في 25 حزيران الماضي.
وذكرت الاذاعة الإسرائيلية أن قوة من جيش الاحتلال قامت بعملية عسكرية هي الأولى من نوعها منذ الانسحاب من القطاع، في محيط محور فلادلفي على الحدود الفاصلة بين غزة ومصر.
ويخشى الفلسطينيون أن تكون إسرائيل تستهدف، من خلال هذه العملية، إعادة احتلال معبر رفح في محاولة على ما يبدو لمنع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام، الموجود حالياً في القاهرة، من العودة الى غزة. وكان وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز قد دعا إلى اغتيال صيام، ومنعه من العودة الى القطاع بعد زيارتيه الى إيران وسوريا.
غير ان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آفيحاي أدرعي نفى ذلك. وقال إن منع صيام من العودة إلى القطاع يحتاج إلى قرار سياسي إسرائيلي يأتي بعده التنفيذ من قبل الجيش.
وقالت مصادر حدودية مصرية إن مسلحين فلسطينيين فجروا جزءا من الجدار الفاصل بين مصر والقطاع، غير ان احدا لم يمر عبره.
ورأت حماس ان ما اقدم عليه الاحتلال في رفح، هو اعادة احتلال إسرائيلي للمنطقة الحدودية. وناشدت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي والامم المتحدة اتخاذ خطوات جادة وحاسمة وعاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين.
وكان المقاومان في كتائب القسام زاهر الطناني (31 عاما) وغازي ابو دحروج (21 عاما) قد استشهدا، خلال تصديهما لتوغل الاحتلال امس الاول شرقي جباليا شمالي القطاع.
وبعدما ادى العدوان على القطاع الى انقطاع التيار الكهربائي منذ القصف الاسرائيلي لمعمل توليد الطاقة في حزيران الماضي، اعلن مكتب وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ان الاخير وافق على تزويد غزة بالكهرباء، موضحا ان السلطة الفلسطينية ستمول هذا المشروع بالكامل.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس في الكنيست إن إسرائيل لا تعتزم احتلال قطاع غزة مجددا والبقاء فيه، لكن لن نمارس سياسة غض النظر كما في لبنان مضيفا إنه إذا نجحت المنظمات الإرهابية بتهريب عشرات القذائف المضادة للمدرعات (إلى القطاع) فإننا لن ننتظر أن تكون هناك الآلاف منها.
ورد النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي على بيرتس قائلا إن فترتك (في وزارة الدفاع) هي الأقسى بالنسبة للفلسطينيين وهناك حتى من يشتاق الى وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز. أضاف الطيبي موجهاً كلامه إلى بيرتس أن أكثر من 350 فلسطينياً سقطوا منذ تولى الاخير منصبه، كما ارتفع عدد الحواجز العسكرية في الاراضي الفلسطينية. وسأل الطيبي بيرتس موفاز لم يدعِ أنه رجل معسكر السلام لكن ماذا عنك؟.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد حتى الآن الخيار المطروح لدينا هو خيار حكومة الوحدة الوطنية. هذه الحكومة ممكن ان تجمع مواصفات سياسية ومهنية وتجمع كلا الخيارين مضيفا ان المشكلة ليست بتشكيل حكومة كفاءات المهم ما هو مضمون هذه الحكومة.
واوضح حمد ان هناك اقتراحا مصريا وقطريا بأن تتألف الحكومة الفلسطينية من كفاءات ولا تشارك فيها حماس، مشيرا الى ان هذا الموضوع ما زال قيد الدراسة. وقال ان حماس اعطت خطوات متقدمة في رؤية سياسية اصبحت لديها مرونة في التعاطي مع الاتفاقيات مع الشرعية الدولية مع ميثاق الامم المتحدة وهناك تقدم كبير بموقفها.
في القاهرة، قال صيام بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى نحن نرفض أن نجعل من الاستفتاء الفزاعة التي نلجأ إليها في هذه الاوضاع... الأخ الرئيس محمود عباس لديه صلاحيات... نعم. ويمكن أن يمارس هذه الصلاحيات في حدود القانون ولكن الأمر لا يتعلق هنا بالصلاحيات. أي سيناريو أو أي قرار يمكن أن يتخذ يجب أن يدرس جيدا وما هي التداعيات، لأن الاستفتاء في حد ذاته يعتبر انقلابا على الشرعية التي حظيت بها هذه الحكومة. قبل ستة أشهر أو سبعة أشهر أجرينا انتخابات وكانت هذه النتائج.
وتساءل لماذا لا يريد البعض وجود حماس في الحكومة، هل هذا حرام؟ وهل الحكومة السابقة أوصلت الشعب الفلسطيني لما يريده؟ موضحا هناك دعم اميركي لكل من يريد اسقاط الحكومة.
وتابع قضية منعي من العودة أو اغتيالي، هذا لا أتوقف عنده كثيرا فقد وطنّا أنفسنا على أكثر من ذلك وليس الاحتلال من يقرر منعي ولا من يقرر اغتيالي لأن الأعمار بيد الله ولا أريد أن أقول إن هذا السؤال لا أريد الإجابة عليه موضحا لا يستطيع أي إنسان في هذا العالم منعي من العودة إلى قطاع غزة.
واوضح صيام انه أطلع القيادتين السورية والإيرانية على الحصار وآخر التطورات مشيرا إلى ان توقفه في القاهرة هو زيارة غير رسمية برغم اجتماعه مع نائب لمدير المخابرات المصرية عمر سليمان.
من جهته، بعث رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية برسائل الى عدد من القادة العرب يحثهم فيها على الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والمساهمة في رفع الحصار عنه.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد