يوميات الإرهاب الوطني:استمرار مسلسل القتل والسلب وقطع الطريق بين حمص وحماة
تابع أعضاء وفد المراقبين الدوليين في محافظة حمص أمس جولاته حيث انقسم إلى قسمين القسم الأول قام بزيارة ناحية تلبيسة شمال مدينة حمص مدة ساعتين التقى خلالها مسلحين. وبحسب المعلومات المتوافرة قام الوفد بتصوير أحد عربات الجيش المحروقة التي استهدفها المسلحون بالرصاص والقذائف الصاروخية يوم الإثنين.
أما القسم الثاني فتجول مع وفد إعلامي أجنبي في أحياء حمص القديمة والخالدية والوعر والقصور، وبحسب مصادر ما قالت مصادر خاصة قام الوفد الإعلامي الغربي بتصوير التخريب والدمار الذي ألحقه المسلحون بالممتلكات العامة والخاصة.
ميدانياً، صعدت المجموعات المسلحة في حمص «مدينةً وريفاً» من استهدافها لحواجز حفظ النظام وللمدنيين وللسيارات العابرة، حيث قامت إحدى المجموعات بقطع الطريق الدولي بين محافظتي حمص – حماة في منطقتي الرستن وتلبيسة نحو ساعتين قبل تدخل قوى حفظ النظام وإعادة فتح الطريق.
وفي سياق متصل، استهدفت مجموعة مسلحة حافلة لنقل العمال بالقرب من قرية السودا ما أدى إلى استشهاد ثلاثة عمال وإصابة آخرين منهم. و قالت مصادر: إن مجموعة مسلحة استهدفت حافلة لنقل العمال عائدة لشركة كاليتون للأحذية بين محافظتي حمص وحماة بالقرب من منطقة السودا وأطلقت النار الكثيف تجاهها ما أسفر عن استشهاد ثلاثة عمال وإصابة عدد آخر بجروح بعضهم بحالة خطرة، على حين أقدمت مجموعات مسلحة في أحياء «الخالدية– القصور– باب السباع- الميدان– باب هود- سوق الحشيش– سوق الهال– البياضة– باب التركمان– الورشة» على استهداف حواجز حفظ النظام في تلك الأحياء ومحيطها مستخدمةً الأسلحة الرشاشة والقناصة وقذائف الآر بي جي في أوقات متفرقة ما أسفر عن استشهاد عنصر وإصابة ما لا يقل عن ثمانية عناصر بجروح.
هذا وقد أصيب أربعة مدنيين برصاص قناصة بينهم الطفل وضاح إسماعيل 14 عاماً الذي أصيب بطلق قناصة في العضد من قبل مسلحين بشارع اسكندرون، كما أصيبت الطالبة الجامعية دانا طنوس بطلق نار بالوجه ما أدى لخسارتها أحد عينيها وهي بحالة غير مستقرة.
أما في ريف حمص فقد تجمع في منطقة الرستن أعداد كبيرة من المسلحين في عدة أماكن من المنطقة وقاموا بإشعال الإطارات في المنطقة الصناعية المحاذية للطريق العام واستهداف نقطة للجيش في تلك المنطقة وبعض حواجز حفظ النظام ما أدى لإصابة ثلاثة عناصر بجروح أحدهم بحالة خطرة، كما أقدم مسلحون منهم على قطع الطريق الدولي بين حمص وحماة في المنطقة ذاتها مدة ساعتين لتأتي بعدها قوى من عناصر حفظ النظام وتشتبك معهم وتفتح الطريق.
وفي منطقة تلبيسة أقدمت مجموعة مسلحة على قطع الطريق الدولي في منطقة الرمادي لساعات وأعاقت مرور السيارات العابرة قبل تدخل السلطات المختصة التي أعادت فتح الطريق، وفي الوقت نفسه استهدف مسلحون بالأسلحة الرشاشة والقناصة حواجز لقوى حفظ النظام في منطقة تلبيسة ما أدى لإصابة عدد من عناصر تلك الحواجز بجروح بليغة.
أما في منطقة القصير فقد استشهد أحد عناصر حفظ النظام وأصيب آخر بجروح في استهداف لحواجزهم من قبل مسلحين بالنيران والقذائف الصاروخية.
من جانب آخر قال مصدر في المستشفى العسكري بحمص: إن جثامين ثلاثة شهداء هم المجند عبد الفتاح شكري عمرو والعريف أدهم إسماعيل الحريري والرقيب أحمد علي شيخ بني وصلت إلى المشفى.
وفي السياق نفسه تجاوز عدد المصابين العسكريين الذين توافدوا إلى المستشفى يوم أمس 15 مصاباً بعضهم بحالة حرجة وغير مستقرة تم استهدافهم من قبل مسلحين في أحياء ومناطق المحافظة «القصير– البياضة– الرستن– سوق الهال– تلبيسة– الخالدية– طريق زيدل».
إلى ذلك قال مصدر أمني مطلع في حمص: إن 32 مسلحاً من منطقتي القصير وتلكلخ سلموا أنفسهم للجهات المختصة لتسوية وضعهم كما سلموا أسلحتهم للسلطات وتعهدوا بعدم حمل السلاح مجدداً وتم إخلاء سبيلهم على الفور.
وفي حلب وريفها كذلك سلم 165 مواطناً ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء أنفسهم للجهات المختصة حيث تمت تسوية أوضاعهم بعد تعهدهم بعدم العودة لحمل السلاح أو التخريب.
أما حماة فلم تطق صبراً على الإضراب العام الذي عمل المسلحون على فرضه عليها حتى اليوم الخميس، كما جاء في المنشورات والقصاصات الورقية التي رموها أمام المحال أو التي وزعوها على أصحابها، أو في الرسائل الشفوية التي بلغوها للفعاليات التجارية.
فقد سئم الحمويون من تلك الحال المقيتة، التي شلَّت مدينتهم وعطَّلتْ أعمالهم وأشغالهم، لذلك أقدموا يوم أمس غير هيَّابين، على فتح محالهم التجارية ومطاعمهم وبقالياتهم وأفرانهم، وانطلق الموظفون منهم إلى دوائرهم ومؤسساتهم، وظلوا فيها حتى نهاية وقت الدوام الرسمي، وطلاب الصفوف الانتقالية إلى مدارسهم، وطلاب المعاهد والجامعات، عاد منهم من انقطع عن الدوام إلى معاهدهم وكلياتهم الجامعية، للدوام بشكل طبيعي وليستعد للامتحانات التي قررت في 16 الشهر القادم إذا لم يطرأ طارئ.
وشهدت أسواق المدينة ازدحاماً كثيفاً، والمحال التي فتحت، حركة بيع وشراء نشطة، ما انعكس على حركة وسائط النقل الداخلي، والآليات العامة، والأهم على حركة الناس التي انتعشت، فخرج المواطنون إلى الحدائق في أحيائهم، وتحلقوا في مجموعات صغيرة هنا وهناك يشربون الشاي ويدخنون الأراكيل، وعاد الصخب إلى مقاهي الرصيف في حي الأندلس، حيث ارتادها زبائنها من الشبان والصبايا، وعادت الحيوية إلى مطاعم الوجبات السريعة، وكذلك مقاهي النت، التي دبت فيها الحيوية أيضاً.
على الصعيد الأمني، خفت حدة الاعتداءات على مراكز ونقاط حفظ النظام، وقضى الحمويون ليلة أول من أمس بهدوء، واستطاعوا النوم في غرف نومهم أو صالونات شققهم السكنية وبعمق ولأول مرة منذ أيام، حُرموا فيها لذة النوم أو إغماضة جفن!!. ولم يسمعوا منذ ليل الثلاثاء وحتى الساعة السابعة من صباح أمس الأربعاء، أزيز رشقات عيارات نارية، ولا دوي انفجار قنابل صوتية أو عبوات ناسفة، سوى دوي عبوة ناسفة واحدة فقط، فجرها مسلحون صباحاً في حي الأربعين بمنطقة الحاضر، ولم توقع أي إصابات بين عناصر حفظ النظام أو المواطنين الأبرياء. وباستثناء إصابة المواطن إبراهيم صالح الأحمد، بعيار ناري برأسه أثناء خروجه من جامع الصفا في حي الأربعين، لم يُسجَّلْ أي خرق أمني أمس بالمدينة، على العكس من بعض أرياف المحافظة، التي يحاول المسلحون توتيرها لترويع المواطنين الآمنين، وإشغال الجهات الأمنية بحوادث متفرقة هنا وهناك.
فقد أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة مؤلفة من 25 مسلحاً، على سلب حمولة 3 قاطرات من القمح، على الطريق العام سلمية – الرقة، وما بحوزة سائقيها من أموال وهواتف خليوية، ومن ثَمَّ تركوهم والشاحنات الفارغة من حمولتها!!. أما في صوران، فقد عثرت الجهات المختصة على جثة رجل مقتول، مجهول الهوية ضمن غرفة غير مسقوفة، فنقلتها إلى مشفى حماة الوطني لتحديد هوية صاحبها وأسباب الوفاة.
وفي قرية قمحانة شمالي حماة، أقدم مسلحان على سلب المواطن أحمد محمود الإبراهيم كل متعلقاته الشخصية، وذلك أثناء عمله بأرضه الزراعية الواقعة شمالي القرية. كما اختفى المدعو محمد علي سليمان، مع شاحنته الكيا أثناء إيصاله ابن عمه إلى حمص.
أما المراقبون الدوليون الأربعة العاملون في حماة (يمنيان وغاني ومصري) فقد جالوا يوم أمس في حي جنوب الملعب، المعروف بسخونته، الذي شهد خلال الأيام الأخيرة عدة اعتداءات على قوى حفظ النظام، وتفجير عدة عبوات ناسفة قتلت وشوهت العديد من المواطنين وبينهم أطفال، كان قد زرعها المسلحون على دواره وقرب حاويات القمامة في شوارعه الرئيسية ومدارسه.
حمص-نبال إبراهيم، حماة- محمد أحمد خبازي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد