استمرار المظاهــرات ضــد الإســاءة إلى الإســلام: 13 قتيلاً و100 جريح في باكستان
لم تهدأ التظاهرات في الدول العربية والإسلامية احتجاجاً على فيلم «براءة المسلمين» المسيء للرسول، فضلاً عن الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الفرنسية، وقد تصاعدت الاحتجاجات خصوصاً في باكستان حيث أسفرت عن سقوط 13 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، في وقت، عززت فيه الدول حماية البعثات الديبلوماسية وخصوصاً الفرنسية والأميركية خوفاً من وصول المحتجين إليها.
وأسفرت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين في المدن الباكستانية وقوات الأمن عن سقوط 13 قتيلاً على الأقل. وقتل ثلاثة متظاهرين وسائق يعمل لدى قناة تلفزيونية في صدامات مع الشرطة في مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد فضلاً عن إصابة 40 آخرين، في حين قتل تسعة آخرون بينهم شرطي وأصيب 65 آخرون في كراتشي في الجنوب. وأشعل المحتجون في المدينتين دوراً للسينما. كذلك، خرج ما يزيد عن 10 آلاف شخص إلى الشوارع في مظفر آباد عاصمة كشمير الباكستانية.
وقال قائد شرطة بيشاور أشرف الطاف إنه تم فتح تحقيق في «أعمال الشغب»، مشيراً إلى أن عناصر من الشرطة قد يمثلون أمام القضاء. وأضاف «لم نطلب من احد فتح النار على المتظاهرين لكن الشرطة تعرضت أيضاً لإطلاق النار». وكانت السلطات الباكستانية أعلنت أمس الجمعة عطلة رسمية، احتجاجاً على الفيلم، تحت عنوان «يوم في حب النبي».
وفي العراق، خرج حوالي ستة آلاف متظاهر إلى شوارع مدينة البصرة، من بينهم أعضاء في جماعة «كتائب حزب الله» وزعماء قبائل وطلاب. وداس المتظاهرون على العلمين الإسرائيلي والأميركي قبل إضرام النار فيهما، وحملوا صوراً للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
إلى ذلك، تظاهر قرابة مئة شخص أمام مقر السفارة الفرنسية في القاهرة احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية. ووضعت البعثة الديبلوماسية الفرنسية في القاهرة تحت حراسة أمنية مشددة منذ يوم الأربعاء الماضي. وكانت الطرق المؤدية إلى السفارة مغلقة بأحزمة أمنية مشددة.
ورفع متظاهران لافتة رسم عليها صورة لزعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن، وأخرى لزعيمه الحالي أيمن الظواهري، وكتب عليها «رحم الله المجاهدين. هؤلاء هم الرجال الذين نصروا الله ورسوله. أين أنتم؟!». ورفع آخرون لافتة تنتقد الأحزاب والحركات الإسلامية التي نأت بنفسها عن التظاهرات، كتب عليها «سيذكر التاريخ أن الأحزاب الإسلامية جمعت لنصرة محمد بن مرسي أضعاف أضعاف ما جمعته لنصرة محمد بن عبد الله».
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تظاهر مئات اليمنيين من دون أن يتمكنوا من الاقتراب من السفارة الأميركية التي تحميها قوات أمنية كبيرة. وردد المتظاهرون هتافات من بينها «الموت لاميركا» و«الموت لاسرائيل»، وحاولوا التوجه إلى السفارة في شمال العاصمة، لكن قوات الأمن المنتشرة بكثافة على بعد حوالي 600 متر من المبنى الديبلوماسي، وتساندها آليات مدرعة وشاحنات مزودة بخراطيم مياه، أوقفت تقدمهم.
إلى ذلك، تظاهر حوالي مئة فلسطيني في ساحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة. وسار المتظاهرون مع المصلين إلى خارج المسجد حتى وصلوا إلى باب العمود البوابة الرئيسية للقدس القديمة، من دون حدوث أي احتكاك مع شرطة الاحتلال.
وفي اندونيسيا، احرق العشرات من أعضاء حزب «جبهة المدافعين عن الإسلام»، العلم الأميركي أمام قنصلية واشنطن في مدينة ميدان في إقليم سومطرة في الشمال، ورفعوا لافتات كتب عليها «من يهين النبي محمد يستحق الموت» و«اسرائيل واميركا دولتان إرهابيتان». كما تظاهر حوالي مئتي شخص أمام قنصلية فرنسا في سورابايا.
وفرضت السلطات التونسية إجراءات أمنية استثنائية في العاصمة، وحول سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، تحسبا لتعرضها إلى هجمات. وحظرت وزارة الداخلية توقف أو مرور السيارات في شارعي الحبيب بورقيبة الرئيسي في وسط العاصمة وطريق تونس / المرسي حيث مقر السفارة الفرنسية والأميركية.
وتظاهر المئات في العاصمة البنغالية دكا، وفي كولومبو في سريلانكا. كما تظاهر العشرات أمام السفارة الفرنسية في العاصمة البريطانية لندن، وتجمع العشرات في وسط روما في إيطاليا، حاملين لافتات كتب عليها «محمد هو أفضل ما في الإنسانية».
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أنه لم يسجل أي حادث لدى بعثاتها ومصالحها ولا لدى رعايا فرنسيين في الخارج.
من جهتها، صرّحت الولايات المتحدة أنها «اتخذت إجراءات مشددة» لحماية كل بعثاتها الديبلوماسية في العالم، وقد أقفلت سفارتها في نيودلهي وأمرت موظفيها بالبقاء داخل المبنى. ونبّهت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كل الدول إلى أنه من «واجبها» حماية البعثات الديبلوماسية لدول أخرى.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد