إياد علاوي يتحفز للانقضاض على نوري المالكي واحتلال مكانه
الجمل: على خلفية توتر العلاقة بين الإدارة الأمريكية ونوري المالكي رئيس الوزراء العراق، تحاول الإدارة الأمريكية والأطراف الغربية المتحالفة معها، إلقاء اللوم عن طريق التسويق لأطروحة أن ضعف الحكومة العراقية هو السبب الرئيس في تزايد العنف العراقي، وذلك في محاولة واضحة تهدف لصرف النظر عن أي محاولة للربط بين وجود قوات الاحتلال الأمريكية الغربية، ومقاومة العراقيين للاحتلال.
تتناقل وسائل الإعلام الغربية حالياً، تصريحات إياد علاوي، التي أدلى بها في لندن، وتصفه بـ(الرجل القوي)، الذي قد يعود إذا فشلت حكومة (نوري المالكي) في تحقيق استقرار العراق، ركّز إياد علاوي في تصريحاته الأخيرة، على النقاط الآتية:
- الانتخابات العراقية التي تم إجراؤها وأدت إلى تشكيل حكومة المالكي، لن تقدم أي حل، وذلك لأن الانتخابات في حد ذاتها لا معنى لها في ظل وجود الأزمة الأمنية الشاملة.
- ان العراق ليس جاهزاً ومستعداً لتطبيق الديمقراطية، وذلك لأن تطبيق الديمقراطية في العراق يستلزم ويتطلب الكثير من الإجراءات التمهيدية، بما يعزز قابلية الواقع العراقي للحكم الديمقراطي.
- لقد وعد نوري المالكي رئيس الوزراء بنزع أسلحة فرق الموت والقضاء على قوة الميليشيات، وبالذات جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وكتائب بدر التابعة لعبد العزيز الحكيم.
- ان نوري المالكي يعتمد بقدر كبير على دعم وتأييد مقتدى الصدر وعبد العزيز الحكيم.
- في حالة عدم قبول الميليشيات الكف عن العنف، فإنه يتوجب مواجهتها والقضاء عليها بالقوة.
- ان قوات الأمن والشرطة العراقية الحالية، لا فائدة منها، لأن عناصر الميليشيات قد تغلغلت فيها، وأصبحت مخترقة تماماً، وبالتالي فإن ولاءها أصبح لقادة وزعماء الميليشيات وليس للعراق، ومن ثم يتوجب القيام بتغيير هذه القوات، عن طريق حلها وتسريحها، وبناء قوات جديدة يكون ولاؤها للوطن.
- لقد عقد السياسيون العراقيون عدداً من الاجتماعات في دبي، وعمان، وداخل العراق، والأمريكيون لهم علم كامل بهذه الاجتماعات التي تطرقت للوضع السياسي العراقي الراهن وتقييم أداء حكومة نوري المالكي.
كذلك قال إياد علاوي بأنه قد أخبر أصدقاءه الغربيين بأنه لا جدوى من محاولتهم الهادفة إلى استنساخ ديمقراطيتهم الغربية في العراق.
وصفت صحيفة التايمز اللندنية إياد علاوي بأنه كان على صلة وثيقة بأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية خلال فترة القيام بعملية غزو العراق في مطلع عام 2003م، وأضافت الصحيفة قائلة بأن إياد علاوي قد تعرض لانتقادات العديد من الأطراف العراقية وغير العراقية والتي وصفته بالولاء والارتباط الشديد بالإدارة الأمريكية، وعلى وجه الخصوص.
ينتقد الشيعة العراقيون موافقة إياد علاوي لقوات الاحتلال الأمريكية بمهاجمة جيش المهدي في مدينة النجف والاعتداء على أماكنها المقدسة، وأيضاً ينتقد السنة العراقيون موافقته للقوات الأمريكية بالاعتداء على مدينة الفلوجة واقتحامها.
قال إياد علاوي، مجيباً على السؤال حول مدى رغبته في العودة على كرسي قيادة الحكومة، بأن حكومته كانت تعاني من العزلة، ووجدت نفسها تقف وحدها.
وتقول صحيفة التايمز بأن إياد علاوي لمح مؤكداً بأنه مستعد لكي يقوم بـ(المحاولة النهائية) لتحقيق الاستقرار والأمن في العراق.
تقول صحيفة التايمز اللندنية، بأن فترة ولاية حكومة إياد علاوي قد انتهت عندما اكتسح التحالف العراقي الشيعي الحكومة العراقية، ولكن تدهور الأمن في ظل حكومة المالكي الحالية أصبح الهم الشاغل الرئيس للإدارة الأمريكية.. وبعد مواجهة نوري المالكي للانتقادات من جانب الإدارة الأمريكية، فقد واجه تحذيراً من الجنرال جون أبو زيد، قائد القيادة الوسطى الأمريكية، والمسؤول عن كل القوات الأمريكية الموجودة في الشرق الأوسط بان على نوري المالكي أن يقوم بتسريح الميليشيات الشيعية وأن يقدم للأمريكيين الدليل على ذلك.
تقول بعض التوقعات الغربية: إن البرلمان العراقي قد يجتمع في الفترة القادمة، ويقرر حل حكومة نوري المالكي، ويبدأ بعد ذلك بعملية تشكيل حكومة تكنوقراط،تتمتع بـ(قيادة رجل قوي)، لكي تتصدى لأزمة أعمال العنف، وتعيد الأمن والاستقرار للعراق.
آخر ما قاله إياد علاوي في لندن، بأنه سوف يعود بعد بضعة أيام إلى العراق، وبأنه سوف يعمل من أجل تكوين محور قوي من (المعتدلين) في الشرق الأوسط لتدعيم ما طالب به طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني في الأسبوع الماضي، وعلى وجه الخصوص إجراء المباحثات والمشاورات الإقليمية، وتجديد الجهود الرامية إلى حل المشكلة الإسرائيلية- الفلسطينية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد