العراق: خطف قاضٍ ووكيل بوزارة الصحة
تصاعد العنف الطائفي والعسكري أمس في العراق، اذ قتل ما لا يقل عن 53 شخصاً في سلسلة حوادث دامية كان أبرزها في مدينة الحلة الشيعية حيث قضى 22 عاملاً وجرح 44 آخرون بانفجار سيارة "ميني فان"، كما قتل ثلاثة أولاد بانفجار "دمية مفخخة"، فضلاً عن العثور على 45 جثة في العاصمة ومناطق عراقية اخرى. وخطف مسلحون وكيل وزير الصحة عمار الصفار.
وأفاد مصدر أمني عراقي أن مسلحين يركبون أربع سيارات خطفوا الصفار من منزله في منطقة الأعظمية بشمال بغداد واقتادوه الى جهة مجهولة.
وصرح مسؤول في وزارة الداخلية بأن المسلحين كانوا في ست سيارات ووصلوا عقب الغروب الى منزل وكيل وزارة الصحة الذي يعيش فيه مع أخته.
وتلا حادث الخطف مقتل أحد الأعضاء البارزين في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" أحد حلفاء حزب الدعوة في الحكومة وزوجته في اغتيال يبدو أن له دوافع طائفية.
وقالت الشرطة أن "مسلحين مجهولين خطفوا القاضي مظفر العبيدي الذي يعمل في الأمانة العامة لمجلس الوزراء من داخل منزله في حي الخضراء، غرب بغداد، واقتادوه الى جهة مجهولة".
وتحدثت مصادر أمنية في العاصمة العراقية عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل واصابة 45 آخرين بجروح بانفجار ثلاث سيارات داخل موقف للحافلات بفارق زمني بسيط في ضاحية المشتل جنوب شرق بغداد، مشيراً الى احتمال ارتفاع هذه الحصيلة. وقالت أن "ثلاثة أشخاص قتلوا وان ثلاثة من رجال الشرطة اصيبوا اثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة قرب ساحة ميسلون، جنوب شرق بغداد".
وفي حادث منفصل، اطلق مسلحون "يركبون اربع سيارات رباعية الدفع النار على سيارة العقيد في الشرطة ياسين ابرهيم مما أدى الى مقتله مع أحد مرافقيه بالاضافة الى خطف سائقه".
وأكدت مصادر أمنية "العثور على 45 جثة في كل مناطق بغداد بين الساعة السادسة صباحاً وساعات المساء الأولى" أمس.
وفي الحلة على مسافة مئة كيلومتر جنوب بغداد، اكدت مصادر أمنية وطبية ان 22 شخصاً قتلوا و44 جرحوا عندما فجر انتحاري يقود سيارة "ميني فان" مفخخة نفسه وسط تجمع للعمال في منطقة باب الحسين وسط المدينة الساعة السابعة صباحاً. واوضح مدير مستشفى الحلة الجراحي الطبيب محمد ضياء ان "عدد القتلى في التفجير الانتحاري بلغ 22 شخصاً اثر وفاة خمسة أصيبوا بجروح بالغة".
وتبنت مجموعة "سرايا ليوث الحق" العراقية المسلحة غير المعروفة سابقاً هجوم الحلة "رداً على جرائم الشيعة ... ضد أهل السنة ورداً على اختطاف العشرات من أهل السنة العزل من احدى دوائر وزارة التعليم العالي".
وروى شاهد أن "منطقة باب الحسين مخصصة لتجمع عمال البناء والمياومين". وقال حيدر علي (25 سنة) ان "الانتحاري توقف وسط تجمع العمال، وقال: "أريد عدداً من العمال لانجاز عمل، ولدى تجمع نحو مئة من العمال حول السيارة، فجرها الانتحاري مما ادى الى مجزرة".
ولاحقا، اعلنت قوى الامن العراقية ان الانتحاري سوري الجنسية، مشيرة الى اعتقال ثلاثة اشخاص احدهما عراقي والاخران مصريان بتهمة التورط في تفجير الحلة.
وصرح النقيب في شرطة مدينة حويجة محمود جاسم الجبوري بأن ثلاثة أولاد، بينهم شقيقان، قتلوا وان رابعاً جرح عندما انفجرت "دمية مفخخة" عثروا عليها بينما كانوا يلهون أمام منزل أحدهم. وقال ان "دمية مفخخة انفجرت في حي السرايا، شرق حويجة، عندما لمسها أحد الأولاد مما أدى الى مقتل ثلاثة منهم هم الشقيقان عبد الله معيوف حسن وعمر معيوف حسن وادريس محمد أحمد واصابة أحمد محمد أحمد بجروح بالغة". وأضاف أن "هذه العملية هي أغرب تفجير شهده العراق".
وقالت شرطة بعقوبة ان ثمانية من عمال المواسم الزراعية قتلوا عندما اطلق مسلحون النار على حافلة ركاب صغيرة كانت تنقلهم في طريق عودتهم من أحد البساتين شرق المدينة. كما نقلت الشرطة 11 جثة لضحايا عمليات اغتيال واعدام الى مستشفى بعقوبة.
وأبلغ قائد شرطة كركوك اللواء تورهان يوسف عن "مقتل ثلاثة أشخاص واصابة 22 آخرين بجروح عندما فجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه في مجلس عزاء لأحد الشبان الأكراد الذي قتل مساء (السبت) في حي العروبة، شرق كركوك". وأضاف أن "الانتحاري دخل مجلس عزاء عصام محمد رشيد الكاكي، وهو من طائفة العليين الأكراد، وهم غير الفيليين الأكراد (شيعة)، وفجر نفسه وسط الأشخاص الموجودين هناك".
وقال الرائد محمد أحمد من شرطة الموصل ان "مسلحين مجهولين اغتالوا ضابطا برتبة رائد من جهاز حماية المنشآت مع سائقه في حي الزهور وسط المدينة لدى توجهه الى عمله".
الى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه قتل ثمانية مسلحين مشتبها فيهم واعتقل اثنين آخرين السبت في مدينة الرمادي على مسافة 110 كيلومترات غرب بغداد.
وقالت وزارة الدفاع العراقية أن الجيش قتل مسلحا مشتبها فيه واعتقل 45 آخرين في الساعات الأربع والعشرين الاخيرة في أجزاء مختلفة من العراق. وأعلنت الشرطة العراقية في محافظة ديالى أنها قتلت أحد قادة تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" كريم الصحابي المعروف بـ"أبو سلام" خلال عملية أمنية في مدينة المقدادية. كما قتل ابنه في الاشتباك.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد