المحور الجديد ومصير العراق
الجمل: نشر الباحث كا في إل افراسيابي تحليلاً في صحيفة اسيا تايمز الصادرة صباح يوم 21 تشرين الثاني 2006، حمل عنوان: (هل أصبح مصير العراق معلقاً على كتف المحور الجديد).. كذلك نشرت البرافدا الروسية الصادرة صباح اليوم أيضاً تقريراً عنوانه (إيران وسوريا يمكن أن يقدما فرصة للعراق وبوش).. كذلك نشر موقع اليرت نيت التابع لمؤسسة رويتر تحليلاً حمل عنوان: (عرض سوريا إزاء العراق يمثل إشارة للولايات المتحدة).
وعلى خلفية تعدد وتنوع وكثافة التحليلات العالمية والدولية المتعلقة بالتداعيات والتأثيرات القائمة والمحتملة لزيارة وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم لبغداد، وما يمكن أن يترتب عليها من تغييرات في مجرى توازنات القوى وتوزيع المصالح الإقليمية والدولية في منطقتي شرق المتوسط والخليج العربي، يمكن القول: إن المعالم البارزة لهذه التحليلات تشير إلى الحقائق الآتية:
* في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة الأمريكية باستكشاف وجهات النظر البديلة المعلقة بالخلاص والمخرج من ورطة تدخلها في العراق، فإن الوقائع والأوضاع الإقليمية سوف تملي ديناميكياتها، على نحو ليس من الضروري التوقع بأنه سوف يأتي منسجماً ومتماشياً مع المصالح الأمريكية، بل ربما يسفر عنه بروز تحالف جديد يعمل بقوة من أجل تحرير العراق، وتخليصه من قبضة القوى الغاشمة القابضة بالحديد والنار على صدره.
يقول محرر صحيفة كيهان الإيرانية: إن مخاوف الإدارة الأمريكية من ظهور تحالف ثلاثي جديد في المنطقة تعتبر (مخاوفاً طبيعية)، وذلك لأن لقاء دمشق- بغداد- طهران، سوف يعمل من أجل القضاء على حالة القتل والعنف والفوضى المتزايدة في العراق، وهو ما لا تريده لا إسرائيل ولا أمريكا، وذلك لأن السلام والاستقرار يوحّد العراقيين، وبوحدة العراقيين لن يكون أمام قوات الغزو والاحتلال سوى الخروج.
حالياً، مازالت الإدارة الأمريكية تعتمد نفس استراتيجيتها المزدوجة إزاء بلدان الشرق الأوسط، فهي من جهة تطالب سوريا وإيران بالتعاون والتفاهم لإحلال الامن والسلام في العراق.. وفي الوقت نفسه من الجهة الأخرى تتبنى الضغط والتهديد ضد إيران في مسألة برنامجها النووي، وتسعى لتسريع قيام المحكمة الدولية المتعلقة بلبنان قبل اكتمال الإجراءات القانونية والدستورية، إضافة إلى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش، تبرع متعجلاً باتهام سوريا وإيران بزعزعة أمن واستقرار لبنان بمجرد سماعه خبر اغتيال بيير الجميل وزير الصناعة اللبناني، وهو اتهام لم يفعله حينها حتى والده أمين الجميل، والذي طالب الجميع بالتزام الهدوء وعدم الانتباه للشائعات والأقاويل.
أصبحت كل دول الشرق الأوسط، بما في ذلك حلفاء أمريكا مثل مصر وغيرها، يدركون جيداً أن إسرائيل قد استطاعت أن تسير جيداً وتوجه أمريكا لبسط نفوذها على المنطقة، وإذا كان الأمريكيون يحاولون التذرع بحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، وإذا سلمنا جدلاً بأن النفط العراقي يدخل ضمن دائرة هذه المصالح.. فأي مصالح لأمريكا في لبنان؟؟ بالتأكيد لا يوجد شيء يستحق من البيت الأبيض كل هذا العناء والاهتمام بالشأن اللبناني، إلا شيء واحد، هو المصالح الإسرائيلية، والتي أصبح البيت الأبيض، أو بالأحرى، استطاعت إسرائيل ومن وراء ظهر الشعب الأمريكي أن تركب على ظهره، وتدفعه لخدمة المصالح الإسرائيلية بما يفوق خدماته التي يقدمها لرعاية المصالح الأمريكية.. وكم من المصالح الأمريكية في المنطقة ضاعت وتبخرت بسبب تحيز البيت الأبيض لرعاية المصالح الإسرائيلية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد