التعاون الأميركي ـ التركي في الإنعاش: غرفة عمليات حوار كيليس تلفظ أنفاسها
تعرض التعاون العسكري الأميركي ـ التركي في الشمال السوري، الذي لم يكن بأفضل حالاته أساساً، لنكسة قوية جراء تقدم تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي مؤخراً.
تعرض التعاون العسكري الأميركي ـ التركي في الشمال السوري، الذي لم يكن بأفضل حالاته أساساً، لنكسة قوية جراء تقدم تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي مؤخراً.
تعود أنقرة من جديد إلى محاولة استمالة حليفتها واشنطن وعرض خدماتها العسكرية كبديل من «قوات سوريا الديموقراطية» التي تخوض معركة لـ«تحرير» الرقة، بدعم أميركي.
انفرط أمس عقد وفد معارضة الرياض إلى جنيف، حيث استقال كبير المفاوضين في الوفد محمد علوش من منصبه، فيما هدد رئيس الوفد أسعد الزعبي بالاستقالة أيضاً من منصبه، وذلك وسط أنباء عن اجتماع لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» في العاصمة السعودية بهدف إعادة هيكلة الوفد.
على الرغم من مساعي الولايات المتحدة الأميركية للتهدئة تجاه الحليف التركي تصاعدت حدة انتقادات نظام رجب طيب أردوغان لواشنطن بسبب دعمها للمقاتلين الأكراد في سورية، وذلك بعد أن أظهرت صور كوماندوس أميركيين يرتدون شارات «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة «إرهابية».
الهجوم الذي شنّه تنظيم «داعش» على ريف حلب الشمالي لا يستهدف خصومه من «الصحوات» و «الفصائل المفحوصة» كما يسميها، بل هو محاولة لإعادة التوازن من وجهة نظره إلى المشهد العسكري في الشمال السوري، الذي اختلّ نتيجة زحف الأعلام الصفراء نحو عاصمته السورية.
وسط تعثّرٍ واضح، استمرت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين «قوات سوريا الديموقراطية» التي يهيمن عليها العنصر الكردي من جهة، وتنظيم «داعش» في قرى ومزارع ريف الرقة الشمالي من جهة ثانية، وذلك في ظل معلومات تؤكد أن المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني يقوم بدور رئيسي في قيادة العمليات العسكرية ضد الحملة الكردية.
بعد فضيحة الشاحنات الثلاث التابعة لجهاز مخابراته والموجهة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية، سمح النظام التركي لجهاز مخابراته بشراء الأسلحة ونقلها من دون وثائق رسمية، في محاولة للتغطية على دعمه المفضوح للتنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
يحدث أن تتقاطع في «عاصمة» تنظيم «داعش»، في الرقة، تعقيدات المصالح المختلفة التي تحكم معارك الحرب السورية. تعقيدات الخندق الواحد، أو ما يفترض أنه كذلك، وأيضاً الخصوم الذين يقفون خلف أطراف الصراع المحلي. الأبرز هو الخلاصة التي نقلتها مصادر عديدة عن خلافات أميركية ـ تركية تمنع تحرير الرقة، إطلاق معركتها، لدرجة تلويح أنقرة بأنها لن تمنع فقط استخدام قواعدها العسكرية، بل اجوائها.
اختُرقت شبكة الأمان التي كانت تحيط بمدينتي طرطوس وجبلة، بعد خمسة أعوام من الحرب، بسبعة تفجيرات متزامنة، بعضها انتحاري، تبنّاها تنظيم «داعش»، وذهب ضحيتها حوالي 400 شخص غالبيتهم الساحقة من المدنيين.
وقام «داعش» باستعراض دموي جديد في مدينتي جبلة وطرطوس في نقطتين حيويتين للنقل المدني، تمثلتا في كراجي البلدتين، حيث تتجمع فيهما وسائل النقل القادمة من القرى وتنطلق داخل المدينة، وبالعكس.