كيري: لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها في كل مكان
القمع والمزيد من القمع لا يلغيان الاحتجاجات الفلسطينية. هذه هي الحقيقة الميدانية الوحيدة حتى الآن، التي ثبتت في الأيام الماضية من عمر الهبّة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
القمع والمزيد من القمع لا يلغيان الاحتجاجات الفلسطينية. هذه هي الحقيقة الميدانية الوحيدة حتى الآن، التي ثبتت في الأيام الماضية من عمر الهبّة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
برغم الحشود العسكرية في القدس وباقي المناطق المحتلة، والتي استهدفت تبديد الذعر في صفوف اليهود، استمرت العمليات وتفاقم الخوف، ولم تجد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، بنيامين نتنياهو، سوى مهاجمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخطابه الذي أشار فيه إلى إعدام صبي فلسطيني بقي حياً. وبدا أن الحملة على الرئيس وعلى السلطة الفلسطينية ترمي إلى صرف الأنظار عن تدهور مكانة نتنياهو وحكومته في استطلاعات الرأي.
لو كتبت هذه السطور قبل أيام قليلة لكانت مقدمتها مختلفة، ولكان يجب أن نركز على استشراف مستقبل هذه الانتفاضة في فلسطين، ومستقبل المواقف المختلفة منها.
كان الوقت وقت صلاة. توقف المقاتلون لأداء صلاتي المغرب والعشاء. طلب أحد المرافقين تأجيل الصلاة إلى حين الوصول إلى القاعدة العسكرية التي نتجه إليها، فالطريق لن تستهلك أكثر من ثلث ساعة، لكن قائد المجموعة لم يُرِد تأخير الصلاة أكثر. رُكِنت السيارة عند نقطة للجيش العراقي على أعتاب مصفاة بيجي، حيث السيطرة على الجزء الأكبر من الأرض لتنظيم «الدولة الإسلامية».
على قاعدة «التراكمات الكمية تؤدي إلى تغييرات نوعية»، غيّرت إسرائيل من تعاطيها مع الهبّة الشعبية الفلسطينية، ولم تعد تعتبرها «موجة إرهاب» وإنما «حرباً وجودية».
انطلقت أمس المرحلة الثانية من خطة تحالف «4+1» في سوريا، إذ بعد إطلاق الجانب الروسي لعملياته الجوية ضد المجموعات المسلحة، أرسلت إيران، أمس، دفعة أولى من قوات الحرس الثوري التي ستنضم إلى قوات الجيش السوري ومجموعات حزب الله للشروع في حملة برية تستهدف في المرحلة الأولى إعادة السيطرة على مناطق في شمال غرب سوريا.
اشتدت حدة الهبة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع ومناطق 48 باستمرار التظاهرات والصدامات وتنامي الدوافع الفردية لتنفيذ عمليات شعبية.
وازدادت أعداد حالات الطعن التي ينفذها فلسطينيون في القدس وداخل الخط الأخضر، ما زاد في زعزعة شعور الإسرائيليين بالأمان الشخصي.
أظهرت الهبّة الشعبية الدائرة في الأرض المقدسة، أكثر من أي شيء آخر، أن حدود فلسطين لا ترسمها اتفاقيات هدنة أو صلح أو سلام، ولا تقف عند خطوط خضراء أو بنفسجية، بل ترسمها دماء الشهداء والجرحى وهتافات المؤمنين بها.
«موجة الإرهاب»، وفق توصيف رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تحولت أمس إلى «تسونامي».