ظهرت «جبهة النصرة» في المشهد السوري أوّل الأمر بوصفها واحدة من المجموعات المسلّحة الهادفة في الدرجة الأولى إلى «حماية الشعب السوري، والسعي إلى إسقاط النظام». ورغم مجاهرة بيان تأسيسها بأنها تسعى إلى إسقاط النظام وتحويل سوريا إلى دولة «تحكم بشرع الله»، فإن تحاشي الكشف عن صلتها بتنظيم «القاعدة»، أفلح في إبقائها (مؤقتاً، وظاهريّاً) بعيدةً من تبعات السمعة المتطرفة التي يوصم بها التنظيم الأم.
ما إن بدأت الأحوال الجوية بالتحسن، حتى عاود الجيش السوري استكمال عمليته التي كان قد بدأها قبل ثلاثة أسابيع في الريف الشمالي الغربي لمحافظة درعا، والتي تهدف إلى فصل الجبهات في منطقة تقاطع أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، تحصيناً للعاصمة دمشق وأريافها.
أنهى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا جولة محادثات سريعة في دمشق، وتوجه إلى بيروت، على أن يعود بعد يومين إلى العاصمة السورية، للاطلاع على سير نتائج محادثاته الأخيرة.
مرة أخرى، يكون السلاح النوعي الذي قدمته بعض الدول الغربية إلى فصائل مسلحة في سوريا من نصيب «جبهة النصرة»، المصنفة عالمياً على أنها تنظيم إرهابي.
أفاد مراسل المنار في الحسكة شمال شرق سورية أن الجيش السوري استطاع بسط سيطرته الكاملة على 31 قرية في ريف تل براك بالحسكة، حيث اصبح على بعد 2 كلم من تل براك. وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، فقد أحكمت وحدات من الجيش السوري السيطرة على منطقة رجم الصيد بريف دمشق الجنوبي الغربي، بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي جبهة النصرة فيها.
بدأ المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، زيارة جديدة لدمشق، حيث يلتقي اليوم الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، فيما كانت السلطات استبقت وصوله بطرد ثلاثة موظفين امميين، احدهم «لديه القدرة على الاتصال المباشر بالمقاتلين في حلب»، الأمر الذي وضعه البعض في إطار «عرقلة تنفيذ الخطة المقترحة» لتجميد القتال، والتي يبدو أنها انكمشت لتشمل حي صلاح الدين.
تميل درجات الحرارة للارتفاع لتصبح أعلى من معدلاتها بقليل نتيجة تأثر البلاد بامتداد مرتفع جوي في طبقات الجو كافة.
وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية في نشرتها الصباحية اليوم أن يكون الجو بين الصحو والغائم جزئيا بشكل عام والرياح متقلبة إلى جنوبية شرقية خفيفة السرعة والبحر خفيف ارتفاع الموج.
كما توقعت المديرية أن توالي درجات الحرارة ارتفاعها غدا لتصبح أعلى من معدلاتها بنحو 4 إلى 6 درجات مئوية ويكون الجو دافئا بين الصحو والغائم جزئيا بشكل عام مع فرصة لهطل زخات محلية من المطر فوق المناطق الشمالية الغربية والساحلية ليلا.
خلافاً لما أشيع في المرحلة الماضية حول انهيار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وتخلخل صفوفه، جراء الهزيمة التي لحقت به في عين العرب (كوباني) شمال حلب، جاء الاختراق المباغت في ريف الحسكة، الذي يقوده القائد العسكري عمر الشيشاني، كي يثبت، ليس احتفاظ التنظيم بقوته وقدراته العسكرية فحسب، بل ليعطي دليلاً دامغاً على أنه ما زال قادراً على المبادرة والهجوم.
لليوم الرابع على التوالي، يشهد محيط بلدة تل تمر مواجهات عنيفة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية و«المجلس العسكري السرياني» و«حرس الخابور» الآشوري من جهة، ومسلّحي «داعش» من جهة أخرى، على خلفية مهاجمة الأخير عشرات القرى الآشورية في الجهة الجنوبية والغربية من البلدة، وأسر المئات من أبنائها وإحراق الكنائس والبيوت في بعضها.
فتح تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، أمس، جبهة جديدة في ريف الحسكة، حيث سيطر على قريتين ذات غالبية أشورية، وأسر عشرات المسيحيين، ودمّر كنائس تاريخية.
وفي هذا الوقت، بدأ وفد برلماني فرنسي، من أحزاب مختلفة، زيارة إلى دمشق تختتم غداً، في أول زيارة من نوعها منذ إغلاق السفارة الفرنسية في العاصمة السورية في العام 2012.
