السويداء بعد المجزرة: بضع حقائق قاسية
لم يهدأ جرح السويداء بعد، ولن يهدأ قبل الاقتصاص من القتلة التكفيريين وعودة المختطفين. هذه هي حال المحافظة وأبنائها، وهذا هو قرار الدولة السورية والجيش وخياراتهما، والمسألة ما هي إلّا مسألة وقت قصير.
لم يهدأ جرح السويداء بعد، ولن يهدأ قبل الاقتصاص من القتلة التكفيريين وعودة المختطفين. هذه هي حال المحافظة وأبنائها، وهذا هو قرار الدولة السورية والجيش وخياراتهما، والمسألة ما هي إلّا مسألة وقت قصير.
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن “مناطق وجود القوات الأمريكية في التنف قرب الحدود السورية العراقية شهدت في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً لعدد إرهابيي “داعش”.
«الله أكبر... الله أكبر»، يختلط صراخ الملثّمين بصوت رصاصهم المنهمر على مدخل بيت أبو حسن (اسم مستعار، ستيني). «افتحوا الباب يا كفّار، ما رح نقتلكم، افتحوا الباب يا خ...ر».
أكد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة أن الجيش العربي السوري هو درع الوطن الحصين في مواجهة أعاصير الشر والعدوان ويحطم الحلقة تلو الأخرى في المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف الجميع دونما استثناء.
بعد الاعتداء الإرهابي الذي شنّته «داعش» على محافظة السويداء، وأدّى إلى سقوط ما يزيد على 220 شهيداً وأكثر من مئة جريح من أهل جبل العرب والمواطنين السوريين الأبرياء، وما تبع الحادث من مواقف تحريضية صدرت عن النائب السابق وليد جنبلاط في لبنان، ردّ أبرز قيادات جبل العرب، الأمير جهاد حسن الأطرش في بيانٍ عبر «الأخبار»... قال فيه:
ترتفع إشارات استفهام كبيرة حول ما حدث في السويداء في الأيام الماضية. وهول ما حملته من أعداد للضحايا والشهداء. جاءت المجزرة بالتوازي مع انتصارات الجيش في درعا والقنيطرة، وفي وقت كانت تحتفل فيه السويداء بالذكرى الثانية لتحرير الثعلة ومطارها.
يشهد سوق الإسمنت في سورية استقراراً واضحاً في هذه الأيام، حيث تنتج المؤسسة العامة للاسمنت، بحدود (4) ملايين طن في العام حالياً بعد انضمام شركة اسمنت الرستنإلى سلسلة المصانع المستمرة في الإنتاج فقبل استعادة هذه الشركة من براثن الإرهاب مؤخراً كان إنتاج المؤسسة – حسب مديرها العام طلال ابراهيم – يصل إلى (3,6) ملايين طن.
يبدو أن اختيار واشنطن نقطة التنف قاعدة عسكرية أميركية في الخاصرة الجنوبية الشرقية لدمشق، هو لدور تقوم به كما جرى سابقاً وكما جرى راهناً في مجزرة السويداء الأخيرة. المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن يكتسب أهمية استراتيجية كونه يُشكل عقدة مواصلات إقليمية تربط دول بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسوريا والاردن والعراق) بالجزيرة العربية، كما تصلها بإيران .
في السياسة، لا تغيب إسرائيل عن العبث بأمن السويداء، لأسباب باتت معروفة، تتعلّق بعودة سيطرة الجيش السوري على الجنوب، والعملية التي يخوضها الآن في حوض اليرموك ضد مسلحي «داعش» الذين أمضوا السنوات الماضية تحت حصار فصائل المعارضة وتنعمّوا بالدعم الإسرائيلي، من علاج جرحاهم إلى تزويدهم بالمؤن.
لن يُغلق ملفّ الآثار السوريّة المنهوبة في المدى القصير، ولا حتى المتوسّط. ولا يحتاج الأمر إلى بحثٍ طويل للوصول إلى الحقيقة الكارثيّة: ستلزمُ سنين طويلة كي تستعيد البلادُ جزءاً ممّا خسرته في سنوات الحرب، ويبقى مصيرُ أجزاء أخرى غامضاً.