أمريكا تواجه حرباً متصاعدة في أفغانستان
قال أحد أبرز المسؤولين في باكستان يوم الجمعة إن الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي يواجهان حربا متصاعدة في أفغانستان وسيواجهان كارثة عسكرية ما لم يساندا المساعي السلمية لانهاء الصراع.
وقال علي محمد جان أوراكزاي حاكم الاقليم الحدودي الشمالي الغربي المتاخم لافغانستان إن واشنطن وحلف شمال الاطلسي والحكومة الافغانية "يتعامون" عن حقيقة أن الاستراتيجية المبنية على استخدام القوة العسكرية تزيد الامور سوءا.
وأضاف أوراكزاي لرويترز "اما أنه عدم فهم أو افتقار للشجاعة للاعتراف باخفاقاتهم."
وتابع "والامر كما هي الحال في العراق هو الافتقار للشجاعة للاعتراف بأخطائهم. أقروا بها الآن لكن الثمن كان باهظا للغاية."
وقال إن قوات حلف شمال الاطلسي لم تعد تقاتل حركة طالبان فحسب بل تواجه أيضا تمردا أوسع نطاقا من الاغلبية العرقية من البشتون في أفغانستان التي زادت نفورا بسبب التفجيرات العشوائية والحرمان الاقتصادي والافتقار للتمثيل.
وقال "الناس بدأوا ينضمون لطالبان. إنها تتحول الى حركة قومية ان لم تكن قد أصبحت كذلك بالفعل. انها تتحول الى حرب مقاومة من نوع ما."
وقاد أوراكزاي وهو لفتنانت جنرال متقاعد القوة الباكستانية في الاقليم والحزام القبلي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي من بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة مباشرة وحتى مارس اذار 2004 وهو مساعد موثوق به للرئيس الباكستاني برويز مشرف حليف الولايات المتحدة.
وعينه مشرف حاكما للاقليم في مايو أيار الماضي.
وكان أوراكزاي مهندس اتفاق تم التوصل اليه في سبتمبر أيلول مع زعماء القبائل في اقليم وزيرستان الشمالي توقف بموجبه القتال بين الجيش والمتشددين القبليين وكان يهدف الى منع التسلل الى أفغانستان للانضمام لطالبان.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون ان أنشطة المسلحين زادت الى ثلاثة أمثالها منذ الدعوة للهدنة لكن أوراكزاي قال ان من غير المنطقي ربط الاحصاءات باتفاق السلام.
ويسعى أوراكزاي الآن لإبرام اتفاق مماثل بين قبائل البشتون على جانبي الحدود من خلال مجلس قبلي.
وقال "اذا استطعنا تحقيق هذه الاهداف من خلال العملية السياسية فأعتقد أنها ستكون الطريقة الاكثر نفعا لعمل ذلك. اذا نجحنا فسيكون ذلك أمر جيدا للغاية واذا فشلنا فمن يمنعنا من العودة للاستراتيجية العسكرية ..."
وقال أوراكزاي انه طرح اقتراحه على الرئيس الامريكي جورج بوش عندما رافق مشرف في زيارة للبيت الابيض في سبتمبر أيلول.
وأخبر بوش أنه بعد خمس سنوات فشلت الاستراتيجية العسكرية في تحقيق أي من أهداف الولايات المتحدة في أفغانستان.
وذكر أن أسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا محمد عمر لا يزالان هاربين وأن عمليات اعادة الاعمار تسير بشكل بطيء وأن الديمقراطية تقتصر على "بضعة أماكن في كابول."
وتابع "حان الوقت للتفكير مليا ان كانت هذه الاستراتيجية فعالة أم لا. من الواضح أنها ليست كذلك."
وتعيش أفغانستان هذا العام أكثر مراحل القتال دموية منذ أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة حركة طالبان في 2001. ووفقا لبعض التقديرات قتل أكثر من 3700 شخص أكثر من ربعهم مدنيون.
ويرى أوراكزاي أن عدد جنود قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها بريطانيا وقوامها 32 ألف جندي لا يكفي لدحر أنشطة المسلحين.
وقال في مقارنة مع باكستان التي نشرت 80 ألف جندي على الحدود "اذا كانوا يعتقدون أن القوة العسكرية هي الحل الوحيد فعليهم أن يجلبوا 50 ألف جندي آخرين"
وتبادل مشرف والرئيس الافغاني حامد كرزاي الادعاءات بشأن العنف اذ اتهم كرزاي باكستان بالسماح للمتشددين أجانب وباكستانيين ومقاتلي القاعدة باستخدام المناطق القبلية في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي كنقطة انطلاق.
ورفض أوراكزاي هذه الاتهامات قائلا ان معاهدات السلام في شمال وجنوب وزيرستان أوقفت عمليات التسلل. وقال انه لا يزال يأمل في التوصل لاتفاق مماثل في منطقة باجاور القبلية.
وفي أواخر الشهر الماضي شنت باكستان غارة جوية على مدرسة دينية في باجاور قالت السلطات انها أسفرت عن مقتل 80 متشددا. وأعقب هذه الغارة تفجير انتحاري انتقامي قتل فيه 42 مجندا. وأرسل مشرف الجيش الى وزيرستان عام 2003 لطرد مقاتلي القاعدة. ولاقت هذه الحملة استياء شعبيا كبيرا اذ رأى الكثير من الباكستانيين أن مشرف يقتل أبناء وطنه بطلب من واشنطن.
وقال أوراكزاي ان الاضطراب كان يتزايد قبل معاهدة السلام في وزيرستان الشمالي. وقال "لو كان سمح لهذا النهج أن يتواصل لربما هدد ذلك الاستقرار في جميع أنحاء البلاد."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد