مصر: بدء تنفيذ قرار حظر «الإخوان» ومؤيّدو مرسي ينقلون معركتهم إلى الجامعات
ردت السلطات المصرية، امس، على العنف الذي مارسه مناصرو جماعة «الإخوان المسلمون» خلال اليومين الماضيين، بأن بدأت الإجراءات العملية لتنفيذ قرار قضائي بحظرها، والتحفظ عن اموالها وكافة املاكها، في وقت بدا أن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي قد قرروا نقل تحركاتهم إلى الجامعات المصرية، التي شهدت بالأمس تظاهرات مؤيدة لـ«الإخوان» وأخرى مؤيدة للجيش المصري، ما يفاقم أجواء التوتر الامني، التي اتخذت منذ يوم الأحد الماضي شكلين خطيرين، اولهما الاشتباكات العنيفة في الشارع، وثانيهما الهجمات الدامية التي شنها مسلحون، يشتبه في أنهم إسلاميون متشددون، على أهداف للجيش والشرطة.
وكلفت الحكومة المصرية، أمس، وزير التضامن الاجتماعى، بشطب «جمعية الإخوان المسلمين»، وهي الإطار القانوني الوحيد المعترف به للجماعة، من سجل الجمعيات الأهلية المعتمدة في وزارة التضامن الاجتماعي.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة الأمنية برئاسة رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، وبحضور وزراء التعليم العالي والسياحة والتجارة والصناعة والداخلية والعدل والتضامن الاجتماعي، وممثل عن وزارة الدفاع والأمن القومي.
وقد تم حصر جميع الكيانات والممتلكات المشار إليها في الحكم الصادر عن محكمة الامور المستعجلة بحظر نشاط «جمعية الإخوان المسلمين».
وقررت اللجنة الأمنية تشكيل لجان فرعية لاستكمال اجراءات تنفيذ الحكم، وذلك «من منطلق حرص الحكومة على اعلاء سيادة القانون وضمان تنفيذ أحكام القضاء وتنفيذا للحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة في الدعوى الرقم 2315 بتاريخ 23 أيلول العام 2013».
وفي هذا الحكم القضائي قررت المحكمة حظر كل المؤسسات المنبثقة من الجماعة، والتحفظ عن أموال الجماعة السائلة والمنقولة والعقارية وتكليف الحكومة بإدارتها.
وأقام دعوى حظر «الإخوان المسلمين» والكيانات المتفرعة عنها محام ينتمي إلى «حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي» اليساري. وورد في صحيفة الدعوى ان الأسباب الموجبة للحظر هي أن «الإخوان» تنتهج العنف. وقد أصدرت المحكمة حكمها تأسيساً على ما تضمنته صحيفة الدعوى.
واستأنفت جماعة الإخوان الحكم قائلة إنه غير قانوني لصدوره في دعوى قضائية لم تكن مختصمة فيها.
من جهة ثانية، تظاهر مئات الطلاب المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي أمام جامعة القاهرة، حيث هتفوا بهتافات من بينها «يسقط حكم العسكر» وأخرى مؤيدة لـ«الإخوان» ومنددة بـ«الانقلاب»،
وقال شهود عيان إن احتجاجات طلابية شاركت فيها أعداد محدودة نظمت في جامعات مصرية اخرى، بينما سجل تنظيم تظاهرات عفوية من قبل الطلاب المؤيدين للجيش المصري رداً على ذلك.
وفي جامعة الزقازيق (شمال شرق) اشتبك مؤيدون لـ«الإخوان» مع سكان وطلاب يؤيدون الجيش بالأيدي والعصي والحجارة. وأصيب ثمانية أشخاص.
إلى ذلك، قال عضو مكتب الإرشاد في «الإخوان» محمد بشر إنه لا توجد أي مبادرات أو مفاوضات في الفترة الراهنة لرأب الصدع بين الجماعة والسلطات الانتقالية.
وأوضح بشر أن «الجماعة ليس لديها مانع من الجلوس مع أي طرف للوصول لحل الأزمة السياسية الراهنة»، مشيراً إلى أن «موقف الحكومة الرافض لكل سبل التنازلات هو الذي يؤدي إلى تصعيد الأزمة السياسية».
وأكد بشر أن الجماعة «ترحب بالحوار مع جميع المسؤولين السياسيين وأي طرف»، مؤكداً أن «هذا الحوار ينبغي أن يتطرق إلى جميع بنود الأزمة التي تعيشها البلاد والمتعلقة بالدستور المستفتى عليه، وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي وحملات الاعتقالات العشوائية ضد قيادات الإسلاميين».
وفي السياق الأمني، تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي شريطاً مصوراً منسوباً إلى ما يسمى «كتائب الفرقان» تعلن فيه مسؤوليتها عن إطلاق قذيفتي «آر بي جي» على محطة القمر الاصطناعي في حي المعادي في القاهرة امس الأول.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد