القوات السورية تسيطر على الغوطة الغربية: قطع أهم طرق إمداد المسلحين في ريف دمشق
الغوطة الغربية في ريف دمشق باتت تحت سيطرة القوات السورية، بعد استرداد بلدات السبينة الصغرى والكبرى وغزال، التي تفصل الغوطة الغربية عن القسم الشرقي، في وقت استمرت الاشتباكات حول مخازن الأسلحة في مهين، وكذلك في دير الزور، التي تسعى القوات السورية لاستعادة ما فقدته فيها من أحياء ومناطق.
وحقق الجيش تقدماً استراتيجيا جديدا في ريف دمشق بسيطرته على بلدة السبينة جنوب العاصمة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية («سانا»)، فيما أقرت «تنسيقيات» المعارضة بسقوط المنطقة، ملقية اللوم على من أسمتهم «بالكتائب المتخاذلة ونقص الذخيرة والسلاح».
وكانت السبينة شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين استمرت تسعة أيام.
وأدت سيطرة القوات السورية عليها إلى قطع كل خطوط الإمداد بالمسلحين والسلاح.
وتقع السبينة على الطريق السريع الذي يربط دمشق بالحدود الأردنية، وهي متاخمة لمنطقة الحجر الأسود بالضواحي الجنوبية للعاصمة.
وقال مصدر امني سوري إن «المنطقة كانت تشكل صلة وصل بين الغوطتين الشرقية والغربية، وكانت مركز إمداد للمسلحين بالذخيرة والعناصر»، مشيراً إلى «استكمال السيطرة على الغوطة الغربية بالكامل تقريبا، وتضييق الخناق على القسم الشرقي منها».
وقال ضابط في الجيش للتلفزيون السوري إن «الإرهابيـــين فروا باتجــــاه منطـــقتي الحــــجر الأســــود والقـــدم والمناطق المحيطة بهما، وإن الجيش سيلاحقهم هناك».
وأكد التلفزيون السوري السيطرة على بلدات السبينة الكبرى والسبينة الصغرى وغزال في ريف دمشق. وعرض لقطات مباشرة من السبينة، أظهرت دمارا هائلا وشوارع مقفرة وتحصينات عسكرية.
وتأتي المعركة الأخيرة بعد سلسلة من النجاحات الميدانية التي عمدت القوات السورية خلالها إلى اعتماد طريقة «القضم التدريجي»، بداية من الحسينية والذيابية ثم الحجيرة فالبويضة وأخيرا السبينة، لتصبح بلدات يلدا وببيلا ومخيم اليرموك تحت مرمى النيران المباشرة تمهيداً للتقدم نحوها والسيطرة عليها.
ويشير بعض نشطاء المعارضة إلى ان المشكلة الأساسية تتعلق بصعوبة فتح طرق الإمداد من جهة والخلافات الداخلية بين الكتائب، سواء لجهة الانسحابات وسط المعركة أو لجهة تخزين السلاح ورفض استعماله في الجبهات الكبرى.
في هذا الوقت، سقطــت قذائـــف هـــاون في محيط ساحة باب توما في المدينة القديمة في دمشق، وكذلك في حي القصاع، ما اسفر عن سقوط سبعة جرحى .
وفي دير الزور، ذكرت «تنسيقيات» المنطقة إن قذائف عدة قد سقطت على المتحف الوطني والمصرف العقاري، فيما تشهد الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة هجوماً ضاريا تشنه القوات السورية في مسعى لاستعادتها.
وفي هضبة الجولان المحتلة، بث معارضون عبر الإنترنت مقطعاً مصوراً يقولون فيه إن ألوية وكتائب في «الجيش الحر»، منها ألوية «الصحابة» و«أحفاد الرسول» سيطرت على تلة حربون في جبل الشيخ، وهي أعلى قمة عسكرية في سوريا، من دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي.
وفي ريف حمص، تواصلت المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مهين، برغم إعلان «تنسيقيات المعارضة» السيطرة التامة على البلدة والاستيلاء على مخازن ضخمة للأسلحة والذخيرة. وقالت مصادر في المعارضة إن «البلدة تعرضت إلى قصف عنيف بالصواريخ اثر تـــسريب عدد من النــشطاء صوراً لمخـــازن ومواقع تمت السيطرة عليها، إضــافة إلى ذكر تفاصـــيل مهمة سواء عبر الفضائيات أو عبر مواقـــع التواصل الاجتماعي، ما أعطى القوات السورية معلومات عن أماكن تواجد الكتائب».
وقال مصدر عسكري لوكالة «سانا» إن «وحـــدات من الجـــيش قضـــت على مجموعات إرهابيـــة مســلحة على الطـــريق الواصل بين بلدة الحميرة التابعة لريف دمشـــق وبـــلدة مهـــين بريف حمص وأحكمت سيطرتها عليه».
وفي محافظة الحسكة، حقق المقاتلون الأكراد تقدما إضافيا على حساب الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة، بسيطرتهم على قريتين تضافان إلى المناطق الواسعة التي سيطروا عليها في الأسابيع الماضية».
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد