موعد «جنيف 2» يتأرجح..اتصالات روسية إيرانية سورية ورهان أوروبي على تناغم موسكو وواشنطن
أصوات المعركة على أبواب القلمون، يرتد صداها بين دمشق وموسكو وبروكسل، وصولاً إلى مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.
رصاص الجبهات المتطاير، يسرّع وتيرة الديبلوماسية الغربية في العمل على الذهاب إلى جنيف قبل نهاية العام الحالي، على الرغم من ترجيح عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين تأجيله على الأقل حتى بداية العام 2014، والرهان شبه الأوحد على التوافق الأميركي - الروسي للبحث عن مخرج وصياغة ترتيباته وسط الاسئلة المحيرة التي أحاطت بالاجتماع الاوروبي في بروكسل، والتي ليس أقلها أهمية القلق من تداعيات النار السورية على الجوار، وخصوصا لبنان، على الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية.
وتحدث كل من وزراء خارجية النمسا مايكل سبيندلغر، ولوكسمبورغ جون اسلبورن، إيطاليا إيما بونينو، وليتوانيا ليناس لينكفسيوس، والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، على هامش اجتماع أوروبي في بروكسل أمس، حيث اعتبرت غالبيتهم أن تحديد منتصف الشهر المقبل موعداً لعقد مؤتمر التسوية السياسية المنتظر «غير واقعي»، وبالتالي سيتم تأجيله إلى شهر كانون الثاني المقبل على الأقل.
وفي بيانهم الختامي، أشار الوزراء الأوروبيون مطولاً وبالتفصيل إلى التأثير الإقليمي للأزمة السورية، وشددوا على ذكر لبنان والأردن، في ما يخص الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وحتى السياسية والأمنية.
ولفت الأوروبيون في بيانهم إلى إدراكهم أن التدفق الكبير للاجئين له تأثير مزعزع للاستقرار بالنسبة للمجتمعات المضيفة في البلدين المجاورين. وإزاء الاعتراف بالعبء الكبير على هذه الدول، شدد الاوروبيون على ضرورة زيادة المساعدات، ورحبوا بالجهود لإقامة مؤتمر ثان للمانحين في الكويت، داعين بقية الدول إلى الإيفاء بالتعهدات التي قطعتها سابقاً.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هدف المنظمة الأممية عقد مؤتمر «جنيف 2» في مدة أقصاها منتصف كانون الأول المقبل، وذلك في ظل مسعى روسي لجمع طرفي السلطة والمعارضة في لقاء غير رسمي في موسكو، وتشجيع اتصالات بين فصائل المعارضة نفسها، مع الإعلان عن أن المؤتمر الدولي قائم وإن لم تتوافر الظروف المثالية لانعقاده.
وقال بان كي مون أمس، إنه يتوقع أن يفتتح في منتصف كانون الأول المقبل مؤتمر جنيف للسلام في سوريا الذي أرجئ عدة مرات، قائلاً «لا أستطيع أن أعلن موعداً في هذه اللحظة لكن هدفنا هو منتصف كانون الأول».
وأوضح أن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي سيحاول تحديد هذا الموعد خلال لقاء مع ممثلين أميركيين وروس في 25 تشرين الثاني الحالي، مضيفاً أنهم «سيدرسون ذلك، وإذا كان الأمر ممكناً آمل أن يتمكنوا من تحديد موعد وأن أتمكن من إصدار بيان في هذا الشأن».
وبحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، الوضع في سوريا وعقد مؤتمر «جنيف 2»، خلال اتصال هاتفي جرى أمس، بطلب من الجانب الروسي. وذكر المكتب الإعلامي للكرملين أن الجانبين أكدا «تمسكهما بضرورة تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن نائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف عقدا جلسة من المباحثات مع وفد الحكومة السورية الذي يزور موسكو.
من جهة أخرى، بحث بوغدانوف مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الوضع السوري والتحضير لعقد مؤتمر «جنيف 2»، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية أمس.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن بعض اللاعبين الخارجيين يحاولون عرقلة التحضير لمؤتمر «جنيف 2»، إلا أنه رحب بانطلاق عملية تنسيق المواقف بشأن المؤتمر بين مختلف القوى السورية، وخاصة بين «الائتلاف الوطني المعارض» و«هيئة التنسيق الوطنية» والمنظمات الكردية في سوريا.
وقال الوزير الروسي، خلال مؤتمر صحافي، إن «الائتلاف الوطني يعمل على التوصل إلى اتفاق مع إحدى المنظمات الكردية بشأن صياغة مواقف مشتركة. وقد اتصل الائتلاف مع هيئة التنسيق الوطنية، أكبر فصائل المعارضة الداخلية السورية. ونحن نرحب بهذه العمليات».
وجدد لافروف تأكيد الدعوة الموجهة إلى المعارضة السورية لزيارة موسكو، قائلاً «عندما طرحنا مقترحنا (بشأن عقد لقاء غير رسمي لممثلي المعارضة والحكومة السورية في موسكو)، وجهنا دعوة إلى جميع المعارضين لكي نساعدهم على تشكيل وفد موحد».
وأكد لافروف أنه ينوي اللقاء بالوفد الرسمي السوري الموجود حالياً في موسكو، بعد أن يختتم الوفد الجزء الرئيسي من الأعمال المدرجة على جدوله.
وفي وقت سابق، شدد لافروف على ضرورة عقد «جنيف 2» قبل نهاية العام الحالي، حتى ولو لم تتوافر الظروف المثالية لذلك.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد