أقدم «مهاجر» سعودي ينشقّ عن «جبهة النصرة»
أعلن قيادي بارز انشقاقه عن «جبهة النصرة» وانضمامه إلى صفوف «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
ووسط تقليل أوساط «جبهة النصرة» من أهمية حادثة الانشقاق، تحدث القيادي المنشق عن حقائق مهمة قد يكون من شأنها التدليل على عمق الخلاف بين «النصرة» من جهة، و«داعش» من جهة أخرى.
فقد أعلن «أبو ذر الجزراوي»، سعودي الجنسية، ويعرف أيضاً باسم «جعفر»، انشقاقه عن «النصرة» ومبايعته لأمير «داعش» أبي بكر البغدادي.
وعزا الجزراوي سبب انشقاقه إلى صدمته من تآمر قيادات في «النصرة» على «الدولة الإسلامية» واعتبار قتالها شرعياً. وتحدث في شريط مسجل لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق عن اشتراك كل من المفتي العام لـ«الجبهة» أبي ماريا القحطاني وشرعيين آخرين هما أبو حسن الكويتي وسلطان بن عيسى العطوي، في الحملة التي تستهدف شيطنة «الدولة الإسلامية».
وذكر الجزراوي أن أبا ماريا القحطاني قال أمامه «إذا كان زهران علوش عميلاً للسعودية، فإن أبا بكر البغدادي عميل لإيران»، كاشفاً عن عقد «جبهة النصرة» اجتماعاً برئاسة القحطاني لدراسة الاستعدادات في حال حدث تصادم بين «النصرة» و«داعش»، ومؤكداً أن القحطاني يسعى ليلاً نهاراً إلى تشويه صورة «الدولة» بحسب قوله.
ويكشف انشقاق الجزراوي العديد من الحقائق المهمة، كما يؤكد حقائق أخرى سبق أن أكدنا بعضها، لاسيما لجهة الهوية الحقيقية لأبي ماريا القحطاني.
فقد أكدنا في تقرير سابق أن القحطاني هو نفسه «ميسر الجبوري» الذي أصدرت وزارة المالية الأميركية في أواخر العام 2012 قراراً بمعاقبته بسبب علاقته ببعض العمليات الإرهابية في العراق، ولأنه أحد قيادات «جبهة النصرة» في سوريا.
ولكن القرار الأميركي لم يذكر الاسم الحركي الذي يستخدمه القحطاني في سوريا، إما لعدم توافر هذه المعلومات عند صدور القرار، أو لغاية أخرى في نفس من أصدره.
وما يؤكد هذه الحقيقة، أن الجزراوي، وعند حديثه عن القحطاني، ذكر اسمه على النحو التالي «أبو ماريا الجبوري»، وهو ما يعزز أنه نفس الشخص الذي تحدث عنه قرار العقوبات الأميركي، والذي يعرف أيضاً في أوساط خصومه بلقب «البقّال» الذي يطلق للتشهير به.
وقد ذكر أصدقاء الجزراوي، في سياق التعريف به وبأهمية انشقاقه عن «النصرة» وانضمامه إلى صفوفهم في «داعش»، أنه يعتبر من أقدم «المهاجرين السعوديين» إلى سوريا، وقد كان لافتاً تأكيدهم أنه جاء إلى سوريا قبل أن يكون هناك «جيش حر» أو «أحرار الشام»، وبذلك يكون الجزراوي أقدم «مهاجر سعودي» معروف حتى الآن يصل إلى الأراضي السورية، وهو ما يعزز القناعة أن توافد المقاتلين الأجانب إلى سوريا قد يكون سبق اندلاع الأزمة فيها بأشهر عدة.
ويذكر أن الجزراوي كان قيادياً بارزاً في «جبهة النصرة»، حيث كان الأمير العسكري لها في مناطق مهمة مثل دير الزور والقلمون، ويأتي انشقاقه في ظل الحرب التي تشنها «الجبهة الإسلامية» وحلفاؤها «جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» على «الدولة الإسلامية». هذه الحرب التي يفترض أن من أبرز أهدافها الضغط على «المقاتلين الأجانب» في «داعش» للانشقاق عنها وعدم القتال في صفوفها.
من جهة أخرى، أعلنت صفحات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عن توبة مسؤول «أحرار الشام» في القاطع الشرقي من محافظة دير الزور، مشيرة إلى أنه هو من بادر إلى تسليم نفسه لـ«داعش»، والتبرؤ من حركة «أحرار الشام» و«الجبهة الإسلامية».
عبد الله سليمان علي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد