واشنطن: دفعة جديدة من «المستشارين» الأميركيين للأنبار
قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد يومين على إعلانه خلال مؤتمر الدول السبع الكبرى في ألمانيا عن نية بلاده رفع مستوى «التجهيز والتدريب» لدى القوات العراقية، إرسال المئات من الجنود الأميركيين إلى العراق، في دفعة جديدة تضاف إلى أكثر من ثلاثة آلاف «مستشار» بدأت واشنطن بإرسالهم منذ آب الماضي.
وتزامن إعلان أوباما، أمس، عن إرسال 450 جندياً إضافياً إلى العراق مع حديث عدد من المسؤولين الأميركيين خلال اليومين الأخيرين، بشأن زيادة عدد مواقع التدريب التي أنشأتها الولايات المتحدة بغية تدريب المزيد من القوات العراقية.
وتضمن قرار أوباما، بحسب بيان البيت الأبيض، ذكراً لقوات البشمركة والعشائر السنية من ضمن القوات التي سيتم تدريبها وتجهيزها، ما يذكّر بمشروع القانون المطروح في الكونغرس الأميركي حول إمكانية التعاطي مع هذه القوات على أنها «كيانات مستقلة». كما أن الرئيس الاميركي كان قد ربط في ألمانيا بين مسألة زيادة «التدريب والتجهيز» والطلب من الحكومة العراقية إجراء «المزيد من الإصلاحات السياسية».
وذكر البيت الابيض أن «أوباما أذن بنشر 450 جندياً أميركياً إضافياً في العراق لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية التي تتصدى لداعش». وأوضح أن القرار يهدف إلى «تحسين قدرات الشركاء وفاعليتهم على الارض»، مشيراً الى موافقة الرئيس على أن تزود القوات العراقية سريعاً بمعدات عسكرية بالتنسيق مع الحكومة العراقية، على أن «يشمل ذلك البشمركة ومقاتلي العشائر المحلية التي تتحرك بقيادة عراقية».
وتقول الولايات المتحدة إنها وفرت، حتى الآن، مع شركائها في «التحالف الدولي» تدريباً عسكرياً أساسياً لنحو تسعة آلاف جندي عراقي، علماً أن ثلاثة آلاف آخرين هم قيد التدريب. وأبدى المسؤولون الأميركيون رغبتهم بتدريب القوات العراقية بوتيرة أسرع، «خصوصاً السنة»، بعد خسارة الرمادي.
وأوضح البيت الابيض أن «هؤلاء المستشارين الجدد سيعملون على تعزيز قدرات القوات العراقية، بما فيها مقاتلي العشائر المحلية، وتحسين قدرتها على التخطيط وتنفيذ عمليات ضد الدولة الإسلامية».
وتركز الولايات المتحدة في إستراتيجيتها على إعادة إحياء «الصحوات» التي عملت على إنشائها في العام 2006، مستندة بذلك على العشائر، خصوصاً في محافظة الأنبار. وفي هذا السياق قال أوباما، في ختام قمة مجموعة السبع في ألمانيا، «من دون هذه المشاركة المحلية، حتى لو أحرزتم نجاحات على المدى القصير، فمن الصعوبة بمكان استمرار السيطرة على هذه المناطق».
وأوضح مسؤولون أميركيون، أمس، أن أوباما لم يستبعد اتخاذ خطوات إضافية ضد «داعش» بعد قرار زيادة عدد المدربين. ونقلت وكالة «رويترز» عنهم أن القوات الأميركية في محافظة الأنبار ستساعد في «إدارة المهام وفي أعمال الاستخبارات وفي توفير حماية للمواقع»، مشيرين إلى أن وجودها «سيحسن قدرة الولايات المتحدة في توجيه الضربات الجوية».
بدورها، لفتت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن من شأن الزيادة في عدد المدربين المساعدة في «تسريع تدريب قوات العشائر السنية في محافظة الأنبار وتزويدها بالعتاد ودعم جهود قوات الأمن العراقية لاستعادة محور الرمادي ـ الفلوجة».
وقالت الوزارة إن قرار إرسال القوات الإضافية إلى قاعدة التقدم الجوية، وهي قاعدة استخدمتها قوات الاحتلال الأميركي في السابق ملاصقة لقاعدة الحبانية شرق الرمادي في محافظة الأنبار، ليس تغيراً في المهمة الأميركية في العراق وإنما سيسمح بزيادة مهمة التدريب بوجه عام.
وتزامناً مع الإعلان الأميركي، اجتمع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي مع قائد القيادة المركزية الأميركية لويد اوستن في بغداد، حيث عرضت وزارة الدفاع العراقية لقطات للاجتماع، مشيرة إلى أنه ناقش استعداد القوات المسلحة وخطط تحرير الأنبار والموصل من قبضة مسلحي «داعش».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد