إسرائيل تدق إسفيناً: علاقة بين «داعش» و«حماس»
بعدما شاعت أنباء عن تقارب بين حركة «حماس» ومصر ما قاد إلى فتح معبر رفح لمرور الأفراد والبضائع، أبدى مسؤولون إسرائيليون قلقاً من مرور مواد البناء على وجه الخصوص.
وانطلق عدد منهم ليشير إلى أن فتح المعبر لا يدل على تغيير في سياسة مصر تجاه «حماس» وحكمها في غزة. وذهب آخرون إلى حد القول بأن الانفراجة في العلاقات مردها إلى ما بات ينشأ من مصالح مشتركة، أساسها مجابهة تنظيم «داعش» الذي يعلن معاداته لكل من مصر و «حماس» على حد سواء.
ولكن في ظل هذا الكلام والتقديرات، كان لافتاً إعلان وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتس، والذي يعتبر من غلاة المتطرفين، أنه رغم الاحتكاكات بين «حماس» و «داعش» في القطاع، إلا أن بينهما تعاونا في سيناء، خصوصا في مسائل تهريب السلاح.
وبدا كلام كاتس وكأنه تحريض على العلاقة بين «حماس» ومصر، أكثر مما يدل على وجود معلومات أكيدة حول ذلك. وكان يمكن الاقتناع بذلك نظراً لكثرة ما تحدث مسؤولون إسرائيليون حول «شراكة مصالح» ضد «داعش»، حتى مع «حماس».
واستغل وزير الاستخبارات الإسرائيلي مؤتمراً عقد في تل أبيب قبل بضعة أيام حول الاستخبارات والوحدات الخاصة ليعلن أن «كل التغييرات في منطقتنا تستدعي الاستثمار في الاستخبارات. فجمع المعلومات يزداد قيمة في نظر صناع القرار. في الماضي كانت الاستخبارات تقدم تقديرات وتنبؤات، لكن نوايا العدو حالياً تلزمنا باتخاذ قرارات فورية. وجمع المعلومات يسمح بذلك. فقد صار أصعب حالياً حسم المعارك. وقد رأينا ذلك في الجرف الصامد».
وأضاف أن «التكنولوجيا تغير حاليا القدرات، في سلاح المشاة وفي الوحدات المؤللة، والمستوى السياسي هو مستهلك للمعلومات الاستخباراتية. التنظيمات في سوريا بدأت جميعها بمناهضة (الرئيس السوري بشار) الأسد، لكنها سرعان ما خرجت الواحدة ضد الأخرى. كما أن علاقات حماس وداعش في سيناء، فيها تعاون بينهما في مجال تهريب الأسلحة والعمليات. والمصريون يعرفون ذلك وكذلك السعوديون. ومع ذلك فإن داعش داخل غزة يتحدى حماس. وهناك قاسم مشترك ضد اليهود، داخل وخارج الدولة».
وأمس، وفي إطار التعليقات الإسرائيلية على عمليات «داعش» ضد الجيش المصري في سيناء، كتب المراسل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن رجال الذراع العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة يقيمون علاقات وثيقة مع قسم من نشطاء «داعش» في سيناء. ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هذه العلاقات هي السبب الأساس وراء غضب مصر من «حماس»، وأن الهجمات الأخيرة قد تعود وتدهور العلاقات بين النظام المصري وقيادة الحركة في القطاع.
وأشار هارئيل إلى أن العلاقات بين الذراع العسكري لـ «حماس» ورجال «داعش» في «ولاية سيناء» تجري رغم تحفظ القيادة السياسية للحركة. كما أن هذه العلاقات تتناقض مع واقع الصدام القائم بين «حماس» والتنظيمات السلفية في القطاع التي يميل بعضها إلى «داعش»، لدرجة اعتقال «حماس» لنشطاء سلفيين بعد قيامهم بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وأضاف أن هناك اتهامات مصرية «تلقى تأييداً من مصادر إسرائيلية» بأن «حماس» تعالج جرحى التنظيمات السلفية من سيناء في مستشفيات غزة. كما أن هذه التنظيمات تسمح بالمقابل للحركة بالاحتفاظ بمخازن سلاح في سيناء، وتساعد في محاولات تهريبها عبر الأنفاق إلى غزة.
وخلص هارئيل إلى أن مصر خففت في الأسابيع الأخيرة من ضغطها على القطاع، وسمحت بفتح المعبر في محاولة لتلطيف الأجواء مع «حماس»، خصوصا في ظل مطالب سعودية. وتوقع أن تؤدي موجة العمليات الأخيرة في سيناء إلى تدهور العلاقات بين الطرفين في ظل اتهامات القاهرة لـ «حماس» بمساعدة التنظيمات الإسلامية في سيناء.
من جانبه، أشار مراسل الشؤون العربية في موقع «والا» الإخباري آفي يسسخاروف إلى أن ما جرى في سيناء يتوقع أن يجد طرفاً يدفع الثمن، عدا «داعش» وجماعة «الإخوان المسلمين». وأشار إلى أن هذا الطرف هو حركة «حماس»، والتي فتحت مصر لها معبر رفح مؤخراً وبشكل أساسي بسبب «تحسن الوضع الأمني في سيناء». ولاحظ أن «هذه الحفلة يتوقع أن تنتهي. فقد فهم الجيش أن قسما من كبار قادة الذراع العسكري لحماس، ممن يعملون من دون إذن المستوى السياسي، يتعاونون مع رجال داعش في سيناء، خصوصاً لأسباب مالية. وحسب مصادر مصرية، فإن الإرهابيين استخدموا بشكل واسع في بداية هجومهم صواريخ مضادة للطائرات في محاولة لضرب الطوافات الحربية، وهذا ما قاد إلى إرسال طائرات إف 16 للمنطقة. من هنا يمكن التكهن أيضا باستحالة استبعاد أن لا تقف الهجمات المصرية عند الحدود مع غزة وأن تنزلق عبر الحدود».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد