لجنة مؤتمر القاهرة تزور موسكو غداً ومصادر دبلوماسية أوروبية تؤكد أن روسيا ستقود قريباً حراكاً سياسياً بـ«تفويض أميركي»
أعلن عضو «لجنة مؤتمر القاهرة» وعضو «شباب الحراك الثوري» المعارض فراس الخالدي، أن أعضاء من اللجنة سيتوجهون إلى موسكو، الخميس المقبل، للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، في اليوم الذي يليه.
ويضم الوفد بحسب وكالة سبوتنيك كلاً من هيثم مناع وخالد محاميد وفراس الخالدي وجهاد مقدسي وسيهنوك ديبو، وهم أعضاء اللجنة المنبثقة عن مؤتمر القاهرة. وأكد الخالدي أن الزيارة تأتي في إطار مقاربة الرؤى و«عرض رؤيتنا لحل الأزمة والاستماع لرؤية الجانب الروسي حول القضية السياسية وتطوير الحل السياسي التفاوضي»، موضحاً أن «مؤتمر القاهرة» أكد أن «الخيار العسكري ليس حلاً، ونحن نقترح الحل السياسي التفاوضي، لتحقيق مطالب الشعب السوري».
وأوضح أن «القاهرة قامت بتوحيد صفوف المعارضة السورية»، مؤكداً أن روسيا الاتحادية تسعى إلى مقاربة وجهات النظر، وأن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية السعودي أكدا أن الحل السياسي، هو آلية لإنهاء أزمة سورية».
وأشار إلى أن الحرب على تنظيم «داعش» ستبدأ عقب إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، موضحاً أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أكد لهم أن الحرب على «داعش» تبدأ بحلول سياسية لأزمة سورية، وأن عدم وجود حل سياسي، سيؤدي إلى انضمام العديدين للتنظيم الإرهابي.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن روسيا تقوم بإعداد اجتماع موسع جديد يضم مختلف المعارضات السورية بهدف حل الأزمة في سورية.
وقال بوغدانوف في تصريح للصحفيين: «إن موسكو أعدت قائمة بأسماء المشاركين في هذا الاجتماع وهي تنوي تسليمها إلى الولايات المتحدة الأميركية والسعودية» مشيراً إلى أنها مستعدة لإجراء مزيد من الاتصالات في موسكو أو دمشق أو في مكان آخر إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وأضاف بوغدانوف: إن «الائتلاف المعارض طلب لقاء مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ونحن دعوناه وسيحدد موعد هذا اللقاء اليوم أو غداً» لافتاً إلى أن لقاءات لافروف مع ممثلين آخرين عن المعارضة قد تجري هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
وأكد بوغدانوف أن ممثلي المعارضة الذين سيزورون روسيا لن يجتمعوا معاً بل سيلتقون الجانب الروسي، لافتاً إلى أن موسكو على استعداد لاستضافة أي لقاء جديد بين ممثلي الحكومة والمعارضة إذا كانت هناك رغبة لهم في ذلك.
في الأثناء دعا الرئيس السابق لـ«المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون الائتلاف المعارض إلى عدم تلبية دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو.
وفي تدوينة له بعنوان «إجهاض المبادرة الروسية»، قال غليون: «بوضعه النقاط على الحروف وتأكيده أنه لن يكون هناك مكان (للرئيس بشار) الأسد في أي تسوية سياسية للأزمة السورية وأن على (الرئيس) الأسد الرحيل، وأنه جزء من المشكلة وليس من الحل، وضع عادل الجبير، وزير خارجية السعودية حداً للشائعات التي أطلقها محور الممانعة حول وجود تفاهم دولي على مبادرة». وأضاف غليون: إن الجبير «أظهر أن روسيا لا تزال بعيدة عن أن تكون الوسيط الدولي والإقليمي القادر على إيجاد تسوية تحفظ مصالح الجميع، وأن هوسها لم يتغير في حماية النظام ومصالحه ومصالح حلفائها في طهران».
وأشار إلى أنه «بعدما ظهر، لا أعتقد أنه بقي لمشروع سفر الائتلاف إلى موسكو الآن، أي معنى، وليس لدعوة لافروف للمعارضة هدف آخر سوى إتاحة الفرصة لأولئك الذين يريدون، ممن يسمون المعارضة المعتدلة، أن يتصيدوا في بحر موسكو في سبيل عزل الائتلاف وبقية منظمات وفصائل المعارضة المسلحة حتى يصعدوا على أنقاضهم».
واعتبر أنه «لو ذهب الائتلاف، على الرغم من كل ما يستحقه من انتقادات، لوضع نفسه في الموقع نفسه الذي يضع فيه الروس ما ذكروه من المنظمات والشخصيات التي كانت أكثر عداء لـ(ثورة) الشعب السوري ومطالبه من عدائها للنظام».
وقبل أيام، أعلن الائتلاف موافقته على تلبية دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو ولقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، من دون أن يحدد موعدها النهائي بعد، وفق ما أكد نائب رئيس الائتلاف هشام مروة لوكالة «فرانس برس».
في الأثناء قال دبلوماسيون أوروبيون لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء: إن روسيا ستقود خلال المرحلة القريبة المقبلة حراكاً سياسياً نتيجة تفويض أميركي وهو ما أسفرت عنه لقاءات وزيري الخارجية الروسي والأميركي خلال الأسبوعين الأخيرين.
ووفق قيادات في المعارضة السورية، فإن روسيا دعت مجموعات مهمة من المعارضة لزيارة موسكو حيث سيقدم كل وفد على حدة تصوّره للحل الممكن في سورية، ويقول قياديون من المعارضة السورية بحسب «آكي»: إن هناك إمكانية لاجتماع المعارضات معاً على طاولة حوار لتقريب وجهات النظر والبحث عن آفاق للحل قابلة للتطبيق.
ويؤكد معارضون سوريون على صلة وثيقة بموسكو «أن الأخيرة لم تغيّر موقفها من الأزمة السورية بشكل كبير، وهي ما زالت تُصرّ على التغيير التدريجي في سورية، وأن يكون هناك تعاون بين المعارضة والنظام لإيقاف مد التنظيمات الإرهابية والمتشددة، وهو ما قد لا يوافق عليه كثير من المعارضين السوريين مرحلياً على الأقل».
وتقول المصادر الدبلوماسية لوكالة «آكي»: إن «الاتفاق النووي الإيراني لم يتضمن بنوداً مباشرة تتعلق بالأزمة السورية، لكنّه تضمّن ما يشدد على ضرورة أن تحد طهران من تدخّلها في أزمات المنطقة وتتحول من علاقة نفوذ إلى علاقة مصالح».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد