الاتحاد الاوروبي يُقدّم مليار يورو لمساعدة اللاجئين وبدء مرحلة استخدام القوة ضد المهربين
أعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك، مساء الاربعاء، أن القادة الأوروبيين قرّروا تقديم مليار يورو إضافية على الأقل إلى وكالات الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا.
وقال توسك، في ختام القمة الأوروبية الطارئة التي عُقدت في بروكسل للتباحث في سبل التعامل مع أزمة اللاجئين، إن القسم الأكبر من هذا المبلغ سيذهب الى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الاغذية العالمي.
من جهة ثانية، أوضح رئيس المجلس الأوروبي أن القادة الاوروبيين قرّروا إقامة مراكز خاصة بتسجيل وإيواء اللاجئين في كل من اليونان وايطاليا "بحلول نهاية تشرين الثاني".
وستقام هذه المراكز في اليونان وايطاليا اللتين تشكلان بوابة دخول اللاجئين الى الاتحاد الاوروبي، وهي تهدف الى تسهيل عمليات تسجيل هؤلاء اللاجئين والتحقّق من هوياتهم وأخذ بصماتهم، وذلك بمساعدة من وكالات الإتحاد الأوروبي.
وهناك حالياً مراكز لتسجيل اللاجئين وإيوائهم في كل من اليونان وايطاليا، ولكن هذه المراكز بحاجة إلى إخضاعها لعدد من الضوابط ووضعها تحت إشراف الاتحاد الأوروبي كي تنطبق عليها المواصفات التي اتفق عليها القادة الأوروبيون.
ومع استمرار تدفّق اللاجئين عبر دول غرب البلقان باتجاه شمال اوروبا، أعلنت الشرطة المجرية، اليوم الخميس، أن 10046 لاجئاً دخلوا البلاد الاربعاء وذلك في رقم قياسي جديد.
ومن أصل هذا العدد، دخل ما مجموعه 9939 لاجئاً من كرواتيا وهي البلد الذي يكرّ منه منذ تسعة أيام جميع اللاجئين تقريباً في طريقهم عبر البلقان.
وكان الرقم القياسي السابق سُجّل في 14 أيلول الماضي، عندما عبر 9380 لاجئاً قبيل إغلاق المجر حدودها مع صربيا.
وأدى اغلاق المجر لحدودها مع صربيا الأسبوع الماضي إلى تدفّق آلاف اللاجئين على كرواتيا بشكل فاق قدرتها على الاستقبال فقامت بنقلهم بالحافلات إلى الحدود المجرية.
وبعد دخولهم المجر، نقلتهم قطارات إلى الحدود النمساوية. وسجّلت مقاطعة بورغنلاند شمال النمسا الاربعاء وصول 5900 لاجئ إضافة إلى 2200 آخرين منذ منتصف الليلة الماضية (22:00 بتوقيت غرينيتش).
ومن النمسا يسعى اللاجئون إلى الوصول إلى شمال اوروبا وخصوصاً السويد والمانيا التي خفّفت قوانين اللجوء بالنسبة للسوريين، لكنّها شدّدت المراقبة الحدودية.
من جهة أخرى قرر الاوروبيون، أمس الخميس، زيادة ضغطهم على مهربي المهاجرين في "المتوسط" اعتبارا من السابع من تشرين الاول المقبل بالتدخل ضدهم بما في ذلك عبر استخدام القوة، في المياه الدولية قبالة ليبيا.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني للصحافيين في ختام زيارة الى مقر قيادة العملية في العاصمة الايطالية ان "المرحلة الثانية من العملية الاوروبية لمكافحة مهربي المهاجرين ستبدأ في السابع من تشرين الاول المقبل".
وكان الاتحاد الاوروبي وافق قبل عشرة ايام على استخدام القوة العسكرية لمكافحة مهربي المهاجرين الذين يعملون انطلاقا من ليبيا، بما في ذلك مصادرة زوارقهم، في اطار تعزيز عمليته البحرية في "المتوسط".
واصبح يمكن للسفن الحربية الاوروبية التدخل ضد المهربين شرط البقاء في المياه الدولية وعدم دخول المياه الاقليمية الليبية، بحسب ما ذكرت موغيريني.
واطلقت العملية الاوروبية التي تحمل اسم "ناف فور ميد" في اواخر حزيران الماضية في المتوسط وتشارك فيها اربع سفن وحاملة طائرات ايطالية واربع طائرات و1318 عسكريا من 22 بلدا اوروبيا، بحسب المسؤولة الاوروبية.
وقالت انها تنوي ان تقترح على الاوروبيين تغيير اسم العملية ليصبح "صوفيا"، وهو اسم طفلة ابصرت النور في آب الماضي على السفينة الالمانية "شليفيغ هولشتاين" التي تشارك في هذه العملية بعدما انقذ طاقم السفينة والديها المتحدرين من الصومال قبالة سواحل ليبيا.
وكانت هذه العملية تقتصر حتى الآن على المراقبة انطلاقا من المياه الدولية للشبكات الاجرامية التي ترسل يوميا من السواحل الليبية مراكب هشة محملة بالمهاجرين الى ايطاليا.
وقالت موغيريني "لكن اعتبارا من تشرين الاول، وبدلا من الاكتفاء بجمع المعلومات، سنكون قادرين على اعتراض هذه السفن (المهربين) وتفتيشها ومصادرتها".
وتهدف العملية الى منع هؤلاء المهربين من اطلاق سفن محملة بالمهاجرين وحتى اعتراضهم عندما يدخلون المياه الدولية لمواكبة هذه الزوارق.
وقالت موغيريني ان العملية الاوروبية رصدت في الاسابيع الاخيرة عشرين مركب "مواكبة"، 17 منها ليبية وثلاث مصرية كان يمكن للعسكريين ان يتدخلوا ضدها لو كانت المرحلة الثانية قد اطلقت.
واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبية ثقتها بان هذه المهمة "ستكون فعالة جدا" وان كانت تقتصر حاليا على المياه الدولية، بانتظار ضوء اخضر من مجلس الامن الدولي وموافقة الحكومة الليبية للعمل في المياه الاقليمية الليبية.
وقالت ان "احد الاساليب التي يلجأ اليها المهربون هو مواكبة المهاجرين وهذا الامر سيصبح صعبا عليهم".
من جهة اخرى، قالت موغيريني ان تدفق المهاجرين على طريق وسط البحر المتوسط اي من ليبيا الى ايطاليا استقر منذ بدء عملية "ناف فور ميد" الاوروبية.
واوضح المتحدث باسم هذه العملية انطونيلو رينزيس سونينو ان العملية تتألف من اربع مراحل، موضحا انه في المرحلة الثالثة يمكن ان تتخذ كل الاجراءات الممكنة ضد المهربين على الاراضي الليبية وليس في المياه الاقليمية فقط.
واضاف ان المرحلة الرابعة تقضي خصوصا بإنهاء المهمة وتراجع الوحدات المنفذة لها.
وكالات
إضافة تعليق جديد