قاعدة أميركية في إسرائيل: قتال في خندق واحد
كشف النقاب أمس، للمرة الأولى عن قيام الجيش الأميركي بإنشاء قاعدة عسكرية سريّة له، في إطار مساعيه لتوفير دفاع جوي ضد الصواريخ.
وأشار موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي إلى أن القاعدة الجديدة توجد حالياً في مراحل بناء متقدمة، وهي محصّنة ضد الصواريخ ومجهّزة للتشغيل على مدار الساعة، على أن تكون جاهزة لمواجهة حالات الطوارئ. وتعتبر القاعدة أكبر إسهام أميركي مباشر في حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، من التي تملكها إيران وسوريا و «حزب الله».
وأشار المراسل العسكري لموقع «والا» الإخباري أمير بوحبوط إلى أن الولايات المتحدة تبني في وسط إسرائيل قاعدة عسكرية أميركية محصّنة ضد الصواريخ، وستكون مشغولة طوال الوقت وبشكل دائم وجاهزة لمواجهة حالات الطوارئ. وشدّد على أنه تلقى هذه المعلومات من جهات أمنية، أكدت أن القاعدة توجد حالياً في مراحل بناء متقدمة، وستكون على ارتباط بمحطة الرادار «X» المقامة قرب ديمونا، والتي يشغلها أيضا جنود أميركيون.
ومعروف أن أميركا سبق وأنشأت في إسرائيل قاعدة الرادار «X» في النقب، التي يقال أنها قادرة على رصد أي إطلاق للصواريخ من مسافة آلاف الكيلومترات. كما أن لأميركا مخازن للأسلحة والذخائر تحتفظ فيها بكميات كبيرة، تعمد بين الحين والآخر لتسليمها للجيش الإسرائيلي خارج نطاق المساعدات المالية المقررة، وضمن ما يسمى بـ «فائض الأسلحة والذخائر» الأميركية.
لكن الفارق كبير بين قاعدة الرادار التي توفر لإسرائيل إنذاراً مبكراً هائل القيمة ومخازن الأسلحة والذخائر من جهة وقاعدة الدفاع الجوي في وسط إسرائيل. فالقاعدة الجديدة تعني مشاركة أميركية فعّالة بالنيران في مواجهة المخاطر الصاروخية التي قد تتعرض لها إسرائيل.
وكانت أميركا عمدت، في السنوات الأخيرة، في إطار مناورة الدفاع الجوي الأكبر في العالم التي تجريها مع إسرائيل، وتسمى «جونيفر كوبرا»، إلى إرسال معدات وبطاريات صواريخ محمولة جواً وبحراً. ويبدو أنها قررت أن تنشئ قاعدة دائمة تخدم أيضا في إطار المساعي الأميركية لإقناع إسرائيل بأن لا خوف عليها وأن المظلة الأميركية حقيقية وقائمة.
وتعني إقامة القاعدة الأميركية ليس فقط إجراء تدريبات على التواصل بين الأجهزة الأميركية والإسرائيلية في حالات الطوارئ، وإنما إنشاء جسر دائم بين منظومات السيطرة والرقابة في الدولتين. وعدا ذلك يدفع إنشاء القاعدة إلى بلورة نظرية قتال مشتركة واضحة تعني الكثير لإسرائيل في هذا الوقت بالذات.
وكانت مناورات الدفاع الجوي، التي تجريها أميركا وإسرائيل، قد أوضحت أن إحدى نقاط الضعف المهمة تمثّلت في هامش الوقت بين بدء الهجوم المفترض على إسرائيل ونشر أميركا لمنظوماتها الدفاعية في المنطقة. وهكذا، فإنه خلال سيناريو المناورة الأخيرة كان يفترض أن ترسل أميركا سفن صواريخ مزودة بمنظومات دفاع جوي من طراز «ثاد» و «ايجيس» لتعزيز طبقة الدفاع الإسرائيلية المكونة من منظومات «حيتس»، «باتريوت»، «عصا الساحر» و «القبة الحديدية». وحسب جهات الأمن الإسرائيلية فإن إنشاء القاعدة الأميركية في إسرائيل يمثل خطوة جوهرية في الدفاع عنها.
وتقول إسرائيل إن جبهتها الداخلية عرضة لمخاطر تتضمن صواريخ ذات مدى أبعد من أي وقت مضى. والأمر يتعلق بصواريخ قصيرة، لمدى 15 كيلومتراً، وصواريخ بقطر 122 ملليمتراً يصل مداها الى 22 كيلومتراً، وصواريخ «فجر» التي يبلغ مداها 43 كيلومتراً، وصواريخ «فروغ 7» التي يصل مداها الى 70 كيلومتراً، وصواريخ 220 ملليمتراً يزيد مداها عن 70 كيلومتراً، وصواريخ 302 ملليمتر يبلغ مداها 110 كيلومترات، وصواريخ «SR250 « التي يبلغ مداها 240 كيلومتراً، وصواريخ «سكود ب» مداها 300 كيلومتر، وصواريخ «سكود ج» مداها 500 كيلومتر، وصواريخ «سكود د» ومداها 700 كيلومتر.
وتعلن إسرائيل أن «حزب الله» بات، منذ العام الماضي، يملك ما يزيد عن 120 ألف صاروخ، وأنه زاد من جهوده لاستيعاب صواريخ أكثر دقة لاستهداف منشآت إستراتيجية وعسكرية إسرائيلية. وتؤمن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن حركة «حماس» في قطاع غزة ستكمل، حتى صيف العام الحالي، ترسانتها الصاروخية التي كانت استنزفت في الحرب الأخيرة في العام 2014. وقد زادت «حماس»، حسب الإسرائيليين، مؤخراً من وتيرة تطويرها وتجاربها وإنتاجها للصواريخ بهدف زيادة مداها ودقتها.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد