"الجولاني" ينزع خماره: "يا بو عيون جريئة"
منذ إعلان "أبو محمد الجولاني" تشكيل تنظيم "جبهة النصرة" في سوريا أواخر العام 2011، وتحوّله إلى فرع رسمي لتنظيم "القاعدة العالمي"، ظلّت شخصية "الجولاني" غامضة. رفض "الزعيم" الظهور الإعلامي واكتفى ببث صوته تارة وإظهار كتفه أو أنفه أو ظهره مرات أخرى، قبل ان يقرر أخيرًا "نزع خماره" والظهور بشكل علني على شاشات التلفزيون معلنًا تغيير اسم "جبهة النصرة" إلى "جبهة فتح الشام".
ظهور "الجولاني" الأخير بشكل واضح قوبل بردود أفعال متفاوتة على مواقع التواصل الاجتماعي. اهتمّ الناشطون للبيان الذي تلاه أحمد حسين الشرع (الاسم الحقيقي للجولاني) معلنًا انفصال "النصرة" عن "القاعدة" شكلياً. لكنّ التعليقات لم تتوقّف عند هذا الحدّ وكان للسخرية الحصّة الأكبر.
صفحة "د .أبو البراء" الساخرة على "فايسبوك" نشرت تعليقا جاء فيه: "الجولاني خلع حجابه، بانتظار أن يكشف الخليفة البغدادي عن لون سترنغ سماحته"، في حين تناقل عدد من الناشطين "سكرين شوت" لمنشور قديم لـ"المعارض" فراس طلاس ابن وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس يدعي فيه أن "الجولاني" هو نفسه رئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء علي مملوك.
بعض النساء على مواقع التواصل الاجتماعي تناقلن تعليقات حول شخصية "الجولاني" فجرى وصفه بأنه "جغل"، كما تغزلت بعض النساء بعيونه. الأكاديمي السوري محمد صالح الفتيح كتب في هذا السياق على صفحته على موقع "فايسبوك" "حاولت مناقشة ظهور الجولاني اليوم فكانت المفاجأة أن أكثر فكرة تكررت - من ثلاث نساء - هي أن الجولاني وسيم وعيونه لطيفة".
كذلك أثار اختيار "الجولاني" قناتي "الجزيرة" و"أورينت" لعرض بيانه المصور تعليقات ساخرة وأخرى تؤكد على أن القناتين تشكّلان "منبرًا للارهاب" خصوصا أن قناة "الجزيرة" عرضت لقائين مع "الجولاني" أحدهما كان على شكل حوار طويل أجراه الاعلامي المصري أحمد منصور، ظهر خلاله حافيًا، وأثار حينها موجة من التعليقات الساخرة. في حين عرضت قناة "أورينت" مؤتمرًا صحافيًا لـ"الجولاني" عمدت خلاله إلى تغطية وجهه فلم يظهر سوى أنفه. بعض المعلقين رأوا في ظهور "الجولاني" إعلانًا عن قرب مقتله، على اعتبار أن معظم من ظهروا على قناة "الجزيرة" القطرية قتلوا في أوقات لاحقة بدءًا بزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، ومؤسس "حركة أحرار الشام" حسان عبود ومجموعة من قياديي "الحركة".
محطات التلفزة تناولت ظهور وجه "الجولاني" كخبر لجذب المتابعين، إلا أنها خصصت غالبيّة التغطية للحديث عن محتوى بيانه، على اعتبار أن ظهوره لا يعتبر "مفاجئا" بالنسبة لكثيرين، خصوصًا بعد أن أجرت عدة محطات لقاءات معه، وقيام وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية بنشر صورة له قالت ان المخابرات العراقية سربتها العام 2013.
ظهر وجه "الجولاني" إذًا للعلن. لم يعد كتفه مغرٍ ولا أنفه، ظهر بلحيته المشذبة، وعيونه العسلية، معلنًا تغيير اسم فصيله الإرهابي، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار نهج "جماعته" وإن اختلفت المسميات، فظهر إلى جانبه قياديان من تنظيمه أحدهما مصري الجنسية هو "أحمد سلامة مبروك" الملقب بـ" أبي الفرج المصري" للتأكيد على استمرار دور التنظيم كـ"مركز استقطاب للجهاديين". كل هذه التفاصيل لا تهم بالنسبة للضحية طالما أن سيف الإرهاب مسلط على أعناقهم.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد