جمعية للمراسلين الحربيين ورابطة لمحرري الصفحات الوطنية

15-12-2016

جمعية للمراسلين الحربيين ورابطة لمحرري الصفحات الوطنية

انعقدت جلسة مجلس الشعب اليوم بحضور المهندس رامز ترجمان وزير الإعلام وقد وجه 35 نائباً أسئلتهم واستفساراتهم ونقدهم لأداء مؤسسات الإعلام الوطني، وقدمتُ بدوري المداخلة التالية:
بعد تجربة ربع قرن لي في العمل الإعلامي، لا أستطيع أن ألوم وزراء الإعلام تماماً على الترهل الإعلامي الذي تعاني منه وزارة الإعلام، حيث أن قرار الإعلام لم يكن بيدهم بقدر ما هو بيد الجهات الوصائية «المحافظة»، أي أن الوزير يعمل كمخرج منفذ، وهذا أمرٌ كتبتُ عنه الكثير ولم يستمع إلينا أحد، حتى فاجأتنا الحرب الكونية وفي مقدمتها الكتائب الإعلامية.. ورغم مرور ست سنوات على الحرب فإن الجهات الوصائية لم تغير أو تسمح بتغيير بنية الخطاب الإعلامي، حتى بتنا نرى إعلاميين سوريين جيدين عندما يعملون في مؤسسات خارجية، وبائسين عندما يعملون في مؤسساتنا الرسمية.
وبما أن مسألة الإعلام المزمنة لن تحل ببضعة خطابات أو توصيات، فقد اقترحت منذ حوالي الشهر،على السيد وزير الإعلام، تأسيس جمعية للمراسلين الحربيين الذين تطهروا بنار الحرب وخبروا تجربتها الإعلامية، كي يكونوا رافعة عملية للإعلام الوطني، دون انتظار تحرير وتطوير الإعلام من الأعلى.. فلنبدأ من القاعدة، ومن خط الدفاع الأول الذي هو المراسلون الحربيون، إعلاميو المستقبل الذي نريده.. وبانتظار السيد الوزير أن ينفذ وعده سيكون لنا كلامٌ آخر، وخطة إستراتيجية لما يمكن أن أسميه «كومونة الإعلام الوطني الجديد» ..
هذا وقد أكد الوزير في معرض أجوبته على التزامه بالوعد، لتأسيس جمعية للمراسلين الحربيين، كما ذكرني بوعده بإنشاء رابطة لمحرري الصفحات الوطنية على مواقع التواصل الاجتماعي والتعاون معهم بالتراضي دونما تأطير ..

وقد تراوحت أسئلة الزملاء النواب وانتقاداتهم بين البطالة المقنعة في الإعلام، وحاجة الإعلام إلى قرارات جريئة ودورات تأهيلية للكوادر الإعلامية، وتصحيح المصطلحات السياسية، وصناعة محتوى إعلامي جديد، وإمكانية تسجيل كوادر الإعلام الإلكتروني في اتحاد الصحافيين. كما وُجهت أسئلة حول أسباب إغلاق محطة (تلاقي) وآلية التقييمات الإعلامية في عملية نقل ألف عامل في التلفزيون، ودور الإعلام في فضح أكاذيب المحطات المعادية، ومتى سيتخلص الجهاز الإعلامي من موظفي التنفيعة والمحسوبيات، ومعالجة التضخم وضعف الإدارة في الهيئة العامة للتلفزيون، وحقوق الصحفيين المهدورة. كما طالبوا بتأمين شامل على الصحفيين المرافقين للقوات المسلحة، وعن وضع خطة لزيادة عدد القنوات الفضائية التي يحتاجها ملاكنا الإعلامي. كما تم انتقاد حوارات التلفزيون الجامدة مع ضيف واحد وأنه من الأفضل أن تأخذ طابع الندوات ، كما تم المطالبة بوضع خطة لتسويق الإنتاج الإعلامي بحيث يغدو رابحاً، وأخيرا المطالبة بإنشاء قناة رياضية أسوة بالدينية والتربوية والدراما..

وفي معرض رده أكد الوزير ترجمان أنه يوجد خطة متكاملة لتطوير الخطاب الإعلامي وسيرسل نسخاً عنها للمهتمين بالموضوع، كما برر إغلاق قناة (تلاقي) بالوضع المالي السيء لوزارة الإعلام، وأن أجور استضافتها على الأقمار الاصطناعية بلغت 600 ألف دولار سنوياً إضافة إلى تراكمات 4 ملايين دولار كأجور سابقة، لذلك تم توزيع نشاط القناة على محطات الوزارة الأخرى.

نبيل صالح

التعليقات

أ. نبيل ،أبارك لك همتك ،ونشاطك في المجلس ،وخارجه ،لكن فاتك سؤال مهم ،وهو :لماذا تم إلغاء المجلس الوطني للإعلام ؟،وهو المجلس الأفضل من بقية مجالسنا الحكومية و...الخ. (الجمل): أخي فايز ، لم أدافع عن المجلس المذكور حين سمعت فكرة إلغائه، لأني لم أشعر بوجوده طوال الفترة التي عاشها..مودتي

للأسف لم ترد في مطالعتك ولو لمرة واحدة كلمة "حرية الإعلام" ورفع يد أجهزة الأمن المتغولة على الإعلام كما غيره، انت كصحافي وكاتب تعرف بأن الشرط الأساسي لنجاح الإعلام هو "الحرية الإعلامية"، انا أفهم أن الشعب صار يتحسس من كلمة"حرية" ولكن صدقني بدون ترك الصحافيين يعملون بسقف عال وبدون مراقبة من العسس في كل شاردة وورادة سيبقى الإعلام السوري يتراجع حتى يصل إلى مرحلة تشبه الإعلام المصري الحالي الذي أفرز توفيق عكاشة وأمثاله. (الجمل): كلامك صحيح لولا أنه ، بعد الحرب، نشأت لدينا طبقة من الصحفيين المأجورين والخونة ..

آخ ياصديقي آخ ، أية فئة لم يظهر بها خونة ومأجورين؟! الصحفيين فقط؟! وهل أجهزة الأمن كانت سمن على عسل ؟! أليس رئيس فرع الأمن العسكري في حلب محمد مفلح هو من سلم حلب للإرهابيين بدون أن يطلقوا رصاصة واحدة؟أوليس كثير من ضباط الجيش كانوا يعفشون طعام العسكر وميزانية الدفاع عن الوطن؟ أين مناف طلاس ومئات الضباط الخونة؟ حتى رئيس الوزراء حجاب صار خائنا وحاجبا في بلاط الملك السعودي!! الحرية شرط لنقوم والصحافة عمود اساسي في تطهير بلادنا من كل الكذب والبذاءة والخيانة التي تزنرها كما تزنر الفواجع حياتنا هذه الأيام.

منذ تسلّم حزب العدالة والتّنمية السّلطة في تركيا وتحقيقه نجاحاً كبيراً في إدارة الدّولة تمّ وعلى نطاقٍ واسع التّرويج لما يسمّى "الإسلام التّركي" ,وقد صدع رؤوسنا الكثير من المتأسلمين وأشباههم ممن روّج لهذا النّمط من الإسلام "العصري" الذي يأخذ الصّيغة المتماشية مع روح العصر والمقبول من الغرب عموماً والبعيد كلّ البعد عن الصّورة الشّيطانيّة القديمة للإخوان المسلمين والمخالف تماماً للنهج الاسلامي السّلفي القبيح الخارج لتوّه من الفتحة الشرجيّة للتاريخ . ما قبل الأزمة كنت أنظر بعين الرّيبة لهذه التّرويج الخبيث المترافق بغزوٍ كاسح لأسواقنا بالبضائع التّركيّة ولمحطاتنا التلفزيونيّة بالمسلسلات التّركيّة المدبلجة،وأقول "بريبة" لأنني أنا ابن الرّيف السّوري الذي يحتفظ في رأسه بذاكرة حيّة متوارثة عن الآباء والأجداد ويعي تماماً ما فعل العصملي ببلادنا وكيف بعد خروجه مكّن العائلات التركمانيّة من التّسيّد على السّوريين باسم الاقطاع والبرجوازيّة إلى أن جاء حزب البعث ليعيد الحقوق لأصحابها. البارحة تماماً وبعد سنوات من التّرويج والخداع تعرّفت وشاهدت مباشرةً الإسلام التركي : كان يرتدي بذةً أنيقةً مع ربطة عنق ..نعم وليس جلابيّة طويلة ولا قصيرة . كان حليق الذّقن حسن الوجه .. نعم ولم يك ينتعل لحية قبيحة قميئة . كان ينتعل حذاءً أنيقاً .. وليس شاروخ أبو أصبع. ولكنّه كان يتكلّم ويفكّر ويتصرّف مثل أصحاب الجّلابيات ،المنتعلين لحى صفراء خبيثة ،الخارجون لتوّهم من الفتحة الشرجيّة للتّاريخ. كان يحمل سلاحاً .. ويصيح الله أكبر ..وبجانبه السّفير الرّوسي ممدداً على الأرض ينازع سكرات الموت.. في صالة معرض للفن الحديث ،يريد أن يُظهر هذا المعرض للعالم "روسيا في عيون أتراك" .. وقد شاهدناها كما يرغب الأتراك المتأسلمون أن تكون في عيونهم وأمام مرمى سلاحهم. هذا هو الاسلام التّركي يا سادة .. فتعرفوا عليه جيداً ..تغيير على مستوى الشّكل فقط ،بينما من الدّاخل نفس الأمراض التكفيريّة الإجراميّة المزمنة والمتوارثة عبر جينات المسلمين عموماً والتي عندما تتحرّض و تتفعّل يتحوّل المسلم عندها إلى إخونجي مجرم أو سلفي مجرم وابن عاهرة. شكراً للمتابعة وإلى اللقاء مع نوعٍ جديد آخر من الاسلام المختلف بالشّكل فقط المتطابق بالجينات تماماً لكل هذا القبح الذي نشاهده ونعيشه في الحظيرة الإسلاميّة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...