«السورية للتجارة» تعيد تأهيل المسلخ بقيمة 1,3مليار ليرة

15-11-2020

«السورية للتجارة» تعيد تأهيل المسلخ بقيمة 1,3مليار ليرة

المشهد يعود من جديد إلى أسواق اللحوم التي تضاعفت أسعارها بصورة لم تعد مقبولة لأسباب كثيرة, منها الموضوعي ومنها لأسباب تتعلق بضعاف النفوس من التجار فالأسباب الموضوعية تحمل في طياتها جملة من الصعوبات فرضتها سنوات الحرب الكونية ودمرت خلالها العصابات الإرهابية معظم مكونات الثروة الحيوانية وسرقتها وخربت المنشآت وخاصة «الدواجن» وغيرها، الأمر الذي أدى إلى خروج المئات منها من سوق العمل، والأهم عمليات التهريب التي نشطت خلال سنوات الحرب وخاصة للثروة الغنمية سواء من قبل العصابات الإرهابية أو من خلال ضعاف النفوس من التجار..

هذا ما أكده أحمد نجم – المدير العام لـ«السورية حول واقع اللحوم والإجراءات التي تتخذها المؤسسة لزيادة تدخلها الإيجابي في السوق المحلية وفرض حالة من الوفرة والاستقرار بسوق اللحمة بنوعيها الأحمر والأبيض.

وأضاف نجم: إن ارتفاع أسعار المادة العلفية أثر بصورة سلبية في هذا الواقع, ما ساهم بخروج العديد من المربين و أفقد السوق حالة التوازن كما ساهم بظهور طبقة من التجار للمتاجرة بالمادة بصورة غير صحيحة مستغلين قلة المادة العلفية من جهة وحتى الثروة الحيوانية والدواجن من جهة أخرى، الأمر الذي أدى لتدخل المؤسسة في السوق بصورة مباشرة بأسعار مناسبة ومواصفات ضمن الشروط المطلوبة لتحقيق نوع من التوازن في السوق المحلية برغم ضعف الإمكانات وغيرها.

وأوضح نجم أن حالة تدخل إيجابي جديدة تسعى المؤسسة لتنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة من خلال إعادة تأهيل مسلخ اللحوم التابع للمؤسسة في منطقة الزبلطاني بدمشق بتكلفة إجمالية تزيد قيمتها على 1,3 مليار ليرة وذلك بعد أن تعرض للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة حيث تم توقيع العقد لإعادة التأهيل والمباشرة به حيث تبلغ المدة العقدية للتأهيل بحدود ستة أشهر.

بدوره مجدي البشير – مدير المسالخ الفنية التابعة للمؤسسة قال : شهدت أسعار اللحوم ارتفاعاً كبيراً في الأسواق بمعدل عشرة أضعاف مابين أعوام 2010وحتى 2018 نتيجة الأحداث والظروف التي تمر فيها البلاد ومقارنة بسيطة تتضح لدينا هذه الطفرة في الأسعار..
 على سبيل المثال سعر كيلو غرام لحم الغنم بعظمه 350 ليرة والعجل 300 ليرة والفروج 120 ليرة وفي عام 2019.. وحسب النشرة التموينية كان سعر الكيلو غرام هبرة غنم بلدي 4700 ليرة والعجل هبرة 3250 ليرة والفروج 1200 ليرة في حيث كانت الأسعار الحقيقية في السوق هبرة الغنم 7000 ليرة وهبرة العجل 4800 ليرة للكيلو غرام الواحد.. 

وفي عام 2020 حدث ارتفاع كبير في الأسعار حيث وصل سعر كيلو غرام هبرة الغنم إلى ما بين(16_18) ألف ليرة والعجل (13_15) ألف ليرة, علما أن سوق اللحمة تخضع لعملية العرض والطلب ويلعب سعر الصرف دوراً كبيراً في استقراره سواء لجهة المربي والتاجر والقصّاب والمستهلك وفي هذه الحلقات تزداد الأسعار من مرحلة لأخرى.

وأضاف البشير أن الحكومة منذ منتصف الثمانينيات لم تعد تتدخل بالأسعار واستبدلت آلية التسعير الإداري بالتسعير التأشيري…. كل ذلك أدى إلى انخفاض نصيب الفرد من اللحوم من 13كغ عام 2009 إلى 8 كغ سنوياً لعام 2018 وأقل من ذلك في العام الحالي.

وبالنسبة للكميات المستهلكة في سورية حاليآ من اللحوم (11500 طن لحم غنم، 4875 طن لحم عجل، 350 ألف طن لحم فروج) وكان للمؤسسة السورية للتجارة دور كبير في المساهمة للحد من ارتفاع أسعار اللحوم وحسب الإمكانات المتوافرة لديها وذلك من خلال توفير المسالخ ومراكز التوضيب اللازمة لعمليات الذبح المباشر للمواشي والفروج وبأسعار رمزية, ما يخفف من التكاليف المضافة على أسعار اللحوم وإن عمليات توضيب وتجهيز اللحوم تتم بإشراف فتي وصحي وبيطري من خلال فريق عمل مشترك من دائرة السلخ والدائرة الصحية التابعة لمحافظة مدينة دمشق.

وتعمل المؤسسة على مكافحة الذبح العشوائي خارج المسلخ بالتعاون مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق والجمعية الحرفية لنقابة اللحامين ومحافظة دمشق.تقوم المؤسسة حاليآ بإعادة تأهيل المسلخ الفني القديم في دمشق والذي سيتم وضعه في الخدمة بعد ستة أشهر، إضافة إلى إنشاء مسلخ جديد في حمص تم وضعه في الخدمة عام 2020 وتمت إعادة تأهيل مسالخ وزرائب حماة وتعمل المؤسسة على تجهيز فني نموذجي في مدينة اللاذقية, علماً أن المؤسسة لعبت دوراً كبيراً سابقاً في تخفيض أسعار اللحوم في الأسواق من خلال استيراد اللحوم المجمدة والتي بلغت ذروتها 30 ألف طن 2010.

و المؤسسة بحاجة إلى دعم مستمر من الجهات الحكومية لإنشاء مسالخ ومراكز توضيب جديدة في المحافظات المنتجة لهذه المادة.

أما عن أسباب ارتفاع اللحوم فقد حددها مدير مسلخ دمشق – المهندس إبراهيم محمود بوجود مراعِ جيدة عام 2019 غير مكلفة, ما أدى لعزوف المربين عن بيع المواشي واللجوء إلى تسمينها وتهريب المواشي للدول المجاورة، وأيضاً أصبحت أعداد الثروة الحيوانية غير قادرة على توفير العرض الملائم للطلب، إضافة إلى انخفاضها بنسبة 25% مقارنة بعام 2011، وتطورات أسعار صرف الليرة مقابل القطع الأجنبي وعدم السماح باستيراد اللحوم المجمدة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج.

وأوضح محمود المقترحات اللازمة لتذليل الصعوبات بإعادة التوازن السعري للّحوم في السوق المحلية وذلك من خلال زيادة المعروض من المادة عن طريق السماح لـ«السورية للتجارة» باستيراد اللحوم المجمدة والمبردة كإجراء إسعافي ومنحها إجازات الاستيراد اللازمة لذلك مع السماح باستيراد أغنام ذكور بيلا (حية) راسين مقابل تصدير رأس غنم ذكر عواس بلدي وفق الشروط والضوابط التي تضعها وزارة الزراعة لاستيراد الحيوانات الحية، وأيضاً منع نقل القطيع الحي حديث الولادة باتجاه المحافظات الحدودية المتاخمة لدول الجوار بحجة توفير المراعي وذلك منعاً لتهريبها مع التشدد بضبط الحدود من خلال حرس الحدود والجمارك.


تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...