أخر التطورات .."طالبان" تدخل كابول و تسيطر على 30 من أصل 34 ولاية أفغانية
دخلت حركة "طالبان"، أمس الأحد، العاصمة الأفغانية كابول، بعد أن كانت سيطرت على مدن كبرى في أفغانستان، على الرغم من أن واشنطن أرسلت الآلاف من جنودها لردعها، كما قامت باستهدافها جواً لمنع تمدُّدها أو إعاقته، بينما كانت أنفقت، على مدى عقدين، مئات المليارات من الدولارات خلال وجودها هناك.
تعود حركة "طالبان" اليوم إلى السلطة في أفغانستان، مع قبول الرئيس الأفغاني أشرف غني الاستقالةَ، وتعهُّدِه نَقْلَ السلطة، وهروبِ عدد كبير من مسؤولي الدولة الآسيوية، وإجلاءِ عددٍ آخر منهم، الأمر الذي يشير إلى انتهاء تجربة غربية استمرت 20 عاماً.
تاريخياً، سيطرت "طالبان" على المدن الأفغانية، واحدة تلو الأخرى، وتحديداً منذ عام 1995 حتى عام 2001، حين سحبت السعودية والإمارات اعترافهما بالحركة، وغزت أميركا أفغانستان، وأنهت حكم "طالبان".
يختلف الماضي عن اليوم، إذ إن "طالبان"، منذ أن بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها في نيسان/أبريل الماضي، سيطرت على كبرى المدن والولايات في غضون أشهر قليلة، وبسرعة قياسية. وباتت تمتلك ترسانة هائلة من السلاح غنمتها من القوات الأفغانية المدعومة أميركياً.
وتسيطر حركة "طالبان" اليوم على 30 ولاية أفغانية من أصل 34، بعد إعلان سيطرتها على عواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي.
هذا التقدم السريع لمقاتلي "طالبان" في أفغانستان يعكس فشل جهود الولايات المتحدة في تحويل الجيش الأفغاني إلى قوة قتالية قوية ومستقلة، ويشير إلى الحسابات الأميركية الخاطئة خلال الأيام الماضية، بعد أن كان مسؤول عسكري أميركي نقل مؤخّراً عن المخابرات الأميركية قولها إن "طالبان" قد تستولي على كابول في غضون 90 يوماً.
وكان قادة حركة "طالبان" سيطروا على قصر الرئاسة الأفغاني ودخلوه في العاصمة كابول بعد مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني أفغانستان، متوجهاً إلى طاجيكستان.
وقال مسؤولان من "طالبان" لوكالة "رويترز"، إنه "لن تكون هناك أي حكومة انتقالية في أفغانستان، والحركة تتوقع تسلم السلطة كاملة".
كلام القائدين في "طالبان" جاء بعد أن أمرت الحركة قواتها في بيان بدخول العاصمة كابول.
وكان المتحدث باسم "طالبان" أكد من جهته، أن "الحركة تريد انتقال سلمي للسلطة"، مطمئناً رعايا السفارات الأجنبية بأن "لا خوف عليهم ويمكنهم البقاء في البلاد".
بالتوازي قالت وكالة "آوا" الأفغانية في بيان لها إن قوات الجيش الوطني في كابول تلقت أوامر بتسليم قاعدة "باغرام" الجوية لحركة "طالبان".
وأضافت الوكالة أن "عناصر طالبان استولت على سجن باغرام، وأفرجت عن السجناء من أنصارها"، وأن "عناصر طالبان تتقدم باتجاه مطار كابول".
الوكالة أشارت إلى أن "وحدات عسكرية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحاول إقامة جبهة لمنع طالبان من مطار كابول".
وعقب هذه التطورات المتسارعة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس السبت، إن "أي عمل من جانبهم على الأرض في أفغانستان، من شأنه أن يعرّض الأفراد الأميركيين أو مهمتنا هناك للخطر، سيُقابَل برد عسكري أميركي سريع وقوي".
في السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تعمل مع شركائها على عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان، مؤكدة ضمانة "طالبان" لأمن السفارات في كابول.
بالتوازي، بدأت الولايات المتحدة وألمانيا إجلاء موظفي سفارتيهما في كابول، اليوم الأحد، في ظل تسارع التطورات وسيطرة "طالبان" على أجزاء واسعة من البلاد.
إضافة تعليق جديد