آل الحريري يكافئون شيراك على خدماته
يعيش الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، جاك شيراك، ساعاته الأخيرة في قصر الإليزيه، قبل أن يغادره إلى الأبد الأربعاء، يرافقه إلى الباب الخارجي الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي، الذي لطالما "جمعته" به خلافات عديدة.
وفيما تولى شيراك تهنئة خليفته بعد فوزه بمنصب الرئاسة، لم ينبس ساركوزي ببنت شفة حول سلفه، وفقا لأسوشيتد برس.
غير أنّ الملاحظين اعتبروا أنّ التهنئة الرسمية التي تقدم بها شريك لساركوزي أثناء اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء تضمنت تلميحات، حيث قال إن له (شيراك) "ثقة كاملة في الرئيس المقبل...حتى يقود فرنسا إلى نجاحات جديدة ضمن التعايش والوحدة واحترام ما هي عليه."
وبعيدا عن النشاط السياسي الذي تميز "بإصراره" على جمع الرئيس الجديد بنجل صديقه اللبناني الراحل رفيق الحريري، وكذلك متابعة تطورات ملف الرهينة الفرنسي في أفغانستان، يصر شيراك على اعتبار "كل هذه الفترة فترة مشاعر،" وفقا لما نقل عنه أحد المقربين منه. الأمر الذي بدا واضحا في لقاءاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني المتنحي بدوره طوني بلير.
وعندما يغادر نهائيا الإيليزيه الأربعاء، سيتذكر شيراك، من دون شكّ، أربعة عقود من السياسة، من ضمنها فترتان رئاسيتان، طبعت جميعها بكثير من الإخفاقات، وكذلك بعدد من محطات المجد.
ولا تنظر غالبية فرنسية بعين الارتياح لما قام به رئيسهم "السابق"، حيث اعتبر 54 بالمائة منهم، في استطلاع للرأي، أنّ حصيلته كانت سيئة، مقابل 44 بالمائة اعتبروها جيدة.
ومن المتوقع أن لا ينتظر شيراك طويلا قبل أن يبدأ إنشاء "مؤسسة شيراك من أجل التنمية المستدامة والحوار بين الثقافات،" والتي من المتوقع إطلاقها في الخريف.
كما من المنتظر أن يقضي شيراك فترات مهمة في السفر والاهتمام بهوايته التي عرفت عنه، وهي الفنون الأولية.
غير أنّ المهمة الأولى هي، من دون شكّ، البحث عن موطئ قدم نهائي لعائلة شيراك في باريس.
فشيراك وعقيلته سينتقلان للعيش، بمجرد مغادرتهما الإليزيه، في شقّة تقع في دائرة باريس السابعة، أهدتها لهما عائلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وهو ما أثار تعاليق شتى لدى ملاحظين حول سبب "الحرص الذي وصل حدّ الهوس" من جانب الرئيس المنتهية ولايته حول إنشاء محكمة دولية حول قضية اغتيال الحريري.
ويبقى السؤال حائرا حول ما إذا كان القضاء الفرنسي سيترك شيراك يقضي تقاعده في هدوء أم لا.
وتنتهي حصانة شيراك بمجرد مغادرته الإليزيه وانتقاله لشقته الهدية، بحيث بإمكان قاضي التحقيق استجوابه انطلاقا من منتصف يونيو/حزيران ضمن التحقيقات حول وظائف داخل حزب التجمع من أجل الجمهورية.
وفي هذا الصدد لم ينس الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي، عندما كان وزيرا للداخلية وقبل نحو العام، أن يؤّكد أنّه "ينبغي للعدالة أن تأخذ مجراها، وأن تطبق على الجميع وأن لا تستثني أحدا."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد