انطلاق مهرجان سورية شباب للموسيقا من حلب
الجمل ـ حلب ـ باسل ديوب : انطلقت من حلب فعاليات مهرجان سورية شباب للموسيقا، الذي تنظمه وزارة الإعلام السورية، ويشمل ثلاث محافظات أخرى هي اللاذقية، وطرطوس، ودمشق، بمشاركة ست فرق موسيقية شبابية، بالتوازي مع النشاطات التي تقيمها جهات عدة، رسمية، وشعبية، ونقابية، بمناسبة الاستفتاء على ترشيح الرئيس بشار الأسد لمنصب رئيس الجمهورية لولاية دستورية ثانية.
وكان من المقرر أن يجري الحفل في الهواء الطلق في ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، لكن تم نقله إلى صالة الأسد التي تتسع لحوالي 2500 مشاهد، خشية هطول أمطار ربيعية عاصفة تكرر هطولها الغزير في الأيام الأخيرة بحلب كما قال: «رشاد كامل» مدير المهرجان.
والفرق الستة هي: «لينا شاماميان، إطار شمع، جين، أنس وأصدقاؤه، إنسانيتي، كلنا سوا».
قدم للحفل الفنانان الشابان «نادين سلامه، وسعد مينه» و كانت البداية لفرقة «لينا شماميان» التي غنت بحضور المحافظ وقائد الشرطة الذين غادرا بعد انتهاء وصلتها، ولم يستمتعا بصخب بعض أغاني الروك التي قدمت بعدها، وقدمت «شماميان» أغان تراثية ولفنانين آخرين أصرت على أنها تراثية، ولم تنس في نهاية الوصلة أن تدعو الجمهور لشراء سيدياتها الجديدة «شامات »، وأشارت إلى أنها موجودة على الستانادت في مدخل الصالة، وقدمت باقي الفرق أغانيها القديمة والجديدة، في ظاهرة لم تشهدها حلب لهذا النوع من الفرق الموسيقية.
وقدمت باقي الفرق أغان قيدمة وجديدة لها في جو حماسي صاخب، وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مهرجان موسيقي من هذا النوع، يقوم على تواصل الموسيقيين مع الجمهور في الساحات العامة، إلا أن نصيحة الأرصاد الجوية دفعت إدارة المهرجان إلى نقله إلى صالة مغلقة تحسباً لمفاجأة مطرية تثير غضب الجمهور والفرق.
ولإقامة المهرجان بالتوازي مع الحملة المرافقة للاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية فلسفة خاصة، تعتمد على إشاعة أجواء الفرح، وانطلاق الشباب، وحيويتهم، وتطلعهم لأفكار الحداثة الاجتماعية، وتعبير هذه الشريحة في المدن السورية عن تمسكها بالنهج الذي يسير عليه الرئيس بشار الأسد، الذي عرف عنه اهتمامه بالفنون، وارتياد المسارح، وحضور الحفلات العامة كمواطن، ودعا مقدم الحفل الفنان «سعد مينه» الشباب للمشاركة بالاستفتاء يوم 27 أيار القادم.
الدعاية للمهرجان لم تكن موفقة، ففي حفلة سابقة لفرقة واحدة من الفرق الست، في نفس المكان، لم تتسع الصالة للجمهور، الذي بقي كثير منه خارجاً، كما يقول «خالد عمران» عازف الغيتار في فرقة أنس وأصدقائه، وفي اليوم التالي كانت الحفلة حديث الطلاب في الجامعة، حيث أبدى الكثيرون أسفهم لعدم تمكنهم من معرفة موعد الحفلة، خاصة وأنها تضم ست فرق شبابية، بعضها له شهرة كبيرة في أوساط طلاب الجامعة كفرقة «كلنا سوا، وإطار شمع، ولينا شماميان»، ورغم أن الملصقات وزعت في نفس يوم الحفل، إلا أن حوالي الألفين من الشبان والشابات حضروا، وغنوا، و رقصوا، مع الفرق الست لكن الخصوصية الحلبية الجديدة، أبت إلا أن تفرض نفسها على منظمي الحفل حيث فصلوا بين ما يسمى بالعائلات أي المجموعات التي تحضر معاً من الجنسين، وبين الشبان الذكور، تحسباً لاحتكاكات «مسيئة».
وهكذا كان حظ الشبان المساكين هي مقاعد الدكة التي "بلا مسند" في الجهة العلوية من الصالة، ربما لكي يجدوا ملاذهم في الوقوف والرقص، أما « أنس» مؤسس إحدى الفرق المشاركة فيعتبر أن التعاون أثمر نجاح.
«رامي صناع» الطالب في كلية الحقوق السنة الثالثة حضر لسماع فرقة «لينا شماميان» حيث يتابع الفرقة منذ بداية تأسيسها وهو يرى "أن هنالك انسجاما من حيث المبدأ بين الاستفتاء للرئيس بشار، وبين رعاية ميول شريحة من الشباب، لكنه لا يرى في ذلك تحسباً لشيوع مزاج أصولي متزمت بين الشباب، فالشباب السوري كله يحب الرقص والغناء والحياة الشبابية". على عكس ما قاله «أنس» وهو جامعي متخرج حديثاً "يجب أن يسمح لجميع الشرائح أن تعبر عن نفسها بحرية، الشباب طاقة ديناميكة كبيرة، ويجب أن يتاح لها التعبير عن نفسها، وهذا يخفف من الميول العنيفة". لكن صديقه «محمد» لا يوافقه الرأي تماماً فهو يعتبر أن "الميل الأصولي في بلدنا له وجهان وطني، ومتزمت، وهما متداخلان بقوة، هذا الميل له وجه إيجابي، ووجه سلبي، ونحن مع بداية عهد الرئيس بشار تطورت الجامعة عندنا في حلب، وكثرت النشاطات الشبابية، والسينما، والمسرح، والحفلات غير التقليدية، لكن بعد احتلال العراق عاد الشبان للتفكير بهذا التهديد لأمتهم.
«نايا توما، وفادي يغمور» أبديا أسفهما على عدم وجود فرقة حلبية بين الفرق الست علماً أن هكذا فرق كان لها حضور في حلب وآخرها النشوة "euphforia" وقالت نايا طالبة إدارة الأعمال وخريجة الأدب الفرنسي: "ترددت كثيراً في الحضور كون الدعوة عامة، وهذا يعني حضور شرائح مختلفة منها من لا يتفهم هكذا أجواء، في حلب النشاطات من هذا النوع ضعيفة عموماً ،رغم أنه كان لوقت قريب في المدينة فرق لها شهرة، وجمهور كبير و آخرها " euphforia" التي تقيم نشاطات محلية ولا يوجد دعم لها ". .أما فادي فيرى أن وجود فرقتي "كلنا سوا، ولينا شماميان" هو ما دفعه للحضور" وهو يرى أن الإعلان " كان ضعيفاً و أن كثيرين كانوا حضروا لو علموا بالحفل، عندما رأيت المقاعد الفارغة اتصلت بعدد كبير من الأصدقاء والصديقات لكي يحضروا نحن لم نعرف بالحفل إلا قبل ساعات " ويضيف فادي أن " النشاطات الثقافية والفنية يحضرها في دمشق أكثر مما يحضرها في حلب، والفرق الحلبية الشبابية تراجعت وحالياً يقتصر الأمر على نشاطات محلية لفرقة " euphforia" و لفادي ونايا رأيين متطابقين في التقارب بين الاستفتاء، وموضوع الحفل، ففادي يرى أن رعاية احتفال للشباب وموسيقا حديثة راقصة غير تقليدية يعبر عن دعم لهذه الشريحة يقول فادي: "الرئيس اعتمد على الشباب في تسيير أمور البلد فالتوجه نحو الشباب قبل الاستفتاء مهم لأنهم روح الوطن وهم من يدفع به إلى أن يتطور، و نسبة الشباب أكثر من 50 % وكان دور الشباب قبل الرئيس ضعيفاً ومهمشاً بشكل كبير، المواهب الشبابية في كل المجالات كانت مهمشة، وعندما تسلم الرئاسة اهتم بأمر الشباب وكذلك زوجة الرئيس تدعم النشطات الشبابية" و«نايا» تعتبر أن من مصلحة هذه الشريحة التجديد للرئيس الذي يمثل توجهاً شبابياً عصريا ً ومنفتحاً.
وتنتقل الفرق الست إلى مدينة اللاذقية لتقدم حفلاً يوم 19 أيار وبعدها إلى طرطوس في يوم 21 منه وتنهي جولتها يوم 25 أيار في العاصمة دمشق.
الجمل
إضافة تعليق جديد