جرَّاحو الدماغ وعلماء الصواريخ ليسوا أكثر ذكاء منك!
توصل باحثون إلى أن مهندسي الفضاء وجراحي الدماغ ليسوا بالضرورة أكثر ذكاءً من عامة الناس، إذ راجع هؤلاء الباحثون بيانات 329 مهندس فضاء، و72 جراح أعصاب، أتموا 12 مهمة عبر الإنترنت باستخدام اختبار ذكاء بريطانيا العظمى (GBIT) على منصة Cognitron، وأجابوا أسئلة عن العمر والجنس ومستويات الخبرة في تخصصهم.
وركزت هذه المهام على جوانب مختلفة من الإدراك، مثل التخطيط والاستدلال والذاكرة العاملة والانتباه وقدرات تحليل المشاعر، ثم قارن الباحثون هذه النتائج بنتائج أكثر من 18 ألف فرد من الشعب البريطاني.
النتائج النهائية التي نُشرت في النسخة الاحتفالية من المجلة الطبية البريطانية، ونقلتها صحيفة The Guardian البريطانية، أن الفرق البارز كان مع جراحي الأعصاب وحدهم، حيث كانت سرعتهم في حل المشكلات مرتفعة، وقدرتهم على استرجاع الذكريات بطيئة مقارنةً بعموم السكان.
إذ قال الباحثون: “هذه القدرة التي أبداها جراحو الأعصاب في سرعة حل المشكلات ربما ناشئة عن الطبيعة السريعة لجراحة الأعصاب، التي تجذب من يتمتعون بميل فطري للتحليل السريع، أو قد تكون، وإن كان أقل احتمالاً، نتاج تدريب على سرعة اتخاذ القرار في المواقف الحرجة”.
وأضاف الباحثون أن الدراسة أُجريت، جزئياً، لإنهاء الجدل بخصوص إن كان لمهنة دون غيرها اليد العليا من حيث القدرات العقلية، وهو التساؤل الذي أثاره مقطع ميتشل وويب الشهير، حيث ألجم خبير في الفضاء لسان جراح أعصاب متباهٍ بالسؤال: “جراحة الدماغ ليست بتعقيد علم صواريخ، أليس كذلك؟”.
على أن الفريق وجد اختلافات محدودة بين القدرات المعرفية لمهندسي الصواريخ وأطباء الأعصاب، وإن أشارت النتائج إلى أن مهندسي الصواريخ حققوا نتائج أعلى في الانتباه والتلاعب العقلي -مثل التدوير العقلي للأشياء- فيما حقق جراحو الأعصاب نتائج أعلى في حل المشكلات الدلالية، مثل تعريفات الكلمات النادرة.
يقول أسوين شاري، المتدرب في جراحة الأعصاب بمستشفى غريت أورموند ستريت، وأحد المشاركين في الدراسة: “ما نحسب أن هذه الدراسة تبينه هو أن لكل شخص مجموعة من المهارات، وبعض الأشخاص أفضل في بعض الأشياء، والبعض الآخر أفضل في أشياء أخرى، ومن الصعب جداً أن تكون الأفضل في كل شيء”.
وقال عن العاملين في المهنتين موضوع الدراسة: “هم ليسوا الأفضل في كل شيء، لكنهم أفضل في أشياء معينة تجعلهم يجيدون ما يفعلونه”. وأضاف الباحثون أنه قد يكون من الأفضل الاستعاضة عن مصطلحي “علم الصواريخ” و”جراحة الدماغ” في اللغة الإنجليزية “It’s not rocket science/brain surgery”، بمصطلح مثل “إنها مجرد نزهة في الحديقة” “it’s a walk in the park”، وتابعوا: “من الجائز أيضاً أن مهناً أخرى قد تستحق هذه النظرة، ويُفترض أن تركز الدراسات المستقبلية على تحديد المهن الأكثر استحقاقاً”.
إضافة تعليق جديد