آفاق الدعم الإسرائيلي- الأمريكي لمحمود عباس
الجمل: بعد هزيمة فتح وإخراجها من قطاع غزة على يد حركة حماس، على ما يبدو فإن قيادة حركة فتح لا ترغب في الاستفادة وأخذ الدروس والعبر من أزمة الصراع الفلسطيني- الفلسطيني والعوامل التي حفزت على تصاعده.
· التقارير الجديدة:
نشرت وكالة اليونايتيد برس تحليلاً حمل عنوان (تحليل: إسرائيل ومحور محمود عباس يجددان التعاون). ويقول التقرير: إن حوالى 1000 بندقية تم شحنها سراً قبل حوالى ثلاثة أسابيع وعبرت نهر الأردن إلى الضفة الغربية، حيث سلمت إلى قوات الأمن الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس. وتمثل شحنة البنادق هذه الدفعة الأولى من شحنات أخرى من الأسلحة والعتاد العسكري الأمريكية الذي اتفقت واشنطن وتل أبيب على تقديمه دعماً لمحمود عباس.
· الدعم الإسرائيلي- الأمريكي لمحمود عباس:
ظلت إسرائيل لفترة طويلة، تصف الرئيس محمود عباس بأنه رئيس لا يتمتع بالكفاءة والفعالية اللازمة، إضافة إلى أنه يتميز بعدم القدرة على الإيفاء بتعهداته والتزاماته.
يقول بعض المراقبين بأن هذا الدعم يعكس بدء مرحلة جديدة في العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية. وأكد هذه المرة حسين الشيخ، رئيس الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية على مدى جاهزية واستعداد إسرائيل من أجل (استمرارية إبقاء التعاون المدني الكامل).
التنسيق بين إسرائيل وحركة فتح، يتضمن هذه المرة:
- عدم قيام إسرائيل باعتقال أعضاء ميلشيا حركة فتح المطلوبين بواسطة إسرائيل في حالة قيامهم بتسليم أسلحتهم إلى السلطة الفلسطينية، وإقرارهم بالالتزام بـ(نبذ) العنف ضد إسرائيل والإسرائيليين.
- تزويد السلطة الفلسطينية باحتياجاتها العسكرية والأمنية والاستخبارية.
- التعاون بين السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن الإسرائيلية في مكافحة (الإرهاب).
يقول المحلل السياسي جوشوا بريليانت المختص بشؤون الصراع العربي- الإسرائيلي بأن مصدراً مسؤولاً في وزارة الداخلية الإسرائيلية قد أكد له بأن التعاون الجديد بين حركة فتح وإسرائيل سوف يساعد جهاز الشاباك الإسرائيلي في التفرغ وتركيز جهوده في مكافحة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
كذلك أفادت المعلومات الإسرائيلية بأن الشرطة الفلسطينية التابعة لمحمود عباس سوف يتم السماح لها بحرية حركة أكبر داخل أراضي الضفة الغربية، وبالذات في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وذلك لمنع المقاومين الفلسطينيين من القيام بمهاجمة الإسرائيليين في مناطق الضفة الغربية التي لم تنسحب منها إسرائيل، وبالذات المنطقة (ب) التي يوجد فيها حضور مشترك عسكري إسرائيلي وإداري فلسطيني، وتقول المعلومات الإسرائيلية أيضاً بأن الجهود تجري على قدم وساق من أجل التوصل أيضاً للترتيبات اللازمة للتنسيق بين القوات الإسرائيلية وشرطة السلطة الفلسطينية بحيث لا يحدث الصدام بين الطرفين.
ويشير الإسرائيليون بأن عملية إطلاق سراح الـ250 أسيراً فلسطينياً هدفت إلى دعم محمود عباس، وذلك على أساس اعتبارات أن هؤلاء الأسرى التابعين لحركة فتح، سوف ينخرطون فوراً في قوات أمن السلطة الفلسطينية.
كذلك يقوم جهاز الشاباك الإسرائيلي حالياً بالتحضير للقيام بحملة اعتقالات واسعة داخل الضفة الغربية تهدف إلى اعتقال عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكل الأطراف الفلسطينية الأخرى المعارضة لحركة فتح والتي يمكن أن تلعب دوراً يضعف دور محمود عباس في هذه المرحلة الجديدة.
قال يوحانان تزوريف، كبير الباحثين بمعهد السياسة الخارجية لشؤون مكافحة الإرهاب، بأن التعاون بين السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية هو تعاون يعكس المصلحة المشتركة للطرفين في القيام بـ(اصطياد) حركة حماس.. وأشار بعض الإسرائيليين إلى أن تطورات عملية السلام في المرحلة الجديدة سوف تؤكد للفلسطينيين بأن محمود عباس مازال يقاتل من أجلهم ولكن عن طريق (الوسائل السياسية).
إضافة تعليق جديد