وساطة قبلية لاطلاق سراح أكثر من 120 جندي باكستاني مختطفين
يتوسط زعماء القبائل لإطلاق سراح أكثر من 120 جندياً باكستانياً فقدوا قرب الحدود الأفغانية تبنت مليشيات متشددة مسؤولية اختطافهم في حادثة قد تمثل إحراجاً بالغاً للجيش الباكستاني.
وفيما أكدت أربعة مصادر أمنية وحكومية، رفضت الكشف عن هويتها، احتجاز عناصر مسلحة للمجموعة العسكرية، قدم الجيش الباكستاني إفادات متضاربة بشأن الواقعة.
وأعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال وحيد أرشد، الخميس إن الجنود فقدوا الاتصال بقاعدتهم العسكرية نظراً لتردي الأحوال الجوية، فيما أعلن الجمعة أن المجموعة حوصرت وسط مواجهات مسلحة بين قبائل موالية للحكومة ومليشيات مسلحة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ودحض أرشد تقارير تعرض القوة المكونة من 120 جندياً للاختطف، ونفى قائلاً "هذا ليس صحيحاً"، دون أن يدلي بتفاصيل.وكشف مصدر استخباراتي، رفض تسميته، أن القوة العسكرية كانت تتنقل على متن رتل عسكري من 16 شاحنة في جنوب وزيرستان النائية عندما أجبرهم تردي الطقس على التوقف والتخييم في المنطقة.
وأوضح المصدر أن مليشيات مسلحة حاصرت المجموعة العسكرية لاعتقادها أنها تنفذ عملية عسكرية ضدهم.وأردف مصدر عسكري رفيع، آثر عدم الكشف عن هويته، قائلاً إنه لم تقع مواجهات بين الجانبين.وبطلب من حكومة إسلام أباد، يتوسط زعماء القبائل لإطلاق سراح المجموعة العسكرية المختطفة.
وأضاف المصدر الاستخباراتي قائلاً "أوضحنا الإلتباس.. وتمكنا من التوصل للجنود المفقودين وهم في آمان وسيعودون قريباً إلى قاعدتهم العسكريةإلا أن قيادي من العناصر المسلحة أكد احتجاز القوة العسكرية مشيراً إلى اعتقال الحركة إلى قرابة 300 جندي باكستاني.
وأكد وساطة زعماء القبائل لإطلاق سراح الجنود "المختطفين" إلا أنه نفى التوصل لقرار بشأن الإفراج عنهم.
وكانت مصادر صحفية قد أكدت الجمعة أن الجيش الباكستاني تمكن من العثور على الجنود المفقودين.وقال مسؤول في الاستخبارات العسكرية إن جهود تتبع الجنود المفقودين وإنقاذهم قد بدأت.
وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد أشار في وقت سابق من أغسطس/آب أن باكستان وأفغانستان ترزحان تحت وطأة تصاعد المد المتشدد والراديكالي المسلح فيما تتسابق بقية دول العالم نحو التنمية الاقتصادية.
وقال إن "طلبنة" المناطق الحدودية بين الدولتين حالت دون استفادة الجارتين من العولمة، مضيفاً "بجانب أفغانستان، شهدت باكستان تصاعد المد المسلح والعنف الذي يهاجم مجتمعاتنا.. لا يمكن أن نظل منغمسين في الماضي."
وأشار الرئيس الباكستاني إلى أن الدولتين تواجهان "شكلاً حالكاً من الإرهاب" المدعوم بنفوذ أجنبي.
وكان الجيش الباكستاني قد شن الشهر الفائت عملية عسكرية في مناطق القبائل هي الأقوى منذ انسحابه من النقاط الرئيسية في المنطقة بموجب اتفاقية سلام مع المليشيات الموالية لطالبان الأفغانية.
وانتقدت واشنطن وكابول بحدة اتفاقية سبتمبر/أيلول العام الماضي المثيرة للجدل.
إلا أن إسلام أباد أعادت نشر قواتها في المنطقة منذ قرابة شهر مما أدى لانسحاب المليشيات من الاتفاق واستئناف الهجمات.
ويتعرض الرئيس الباكستاني، برفيز مشرف، لضغوط بالغة من واشنطن لسحق المليشيات المسلحة، منذ أن خلصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن الاتفاقية أتاحت لتنظيم القاعدة إعادة تنظيم صفوفه.
وتزايدت حدة العنف في باكستان، تحديداً من المناطق المتاخمة لأفغانستان شمال غربي البلاد، منذ الغارة التي نفذها الجيش على المسجد الأحمر في مطلع يوليو/تموز الفائت.
ولقي ما يزيد عن 350 شخصاً مصرعهم خلال هجمات انتحارية أو اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين.
وتنشر باكستان 90 ألف جندي في المنطقة الحدودية لمواجهة العناصر المسلحة ومنعها من التسلل وشن هجمات على القوات الغربية في أفغانستان
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد