لينا شماميان تواجه جمهور القاهرة
لينا شماميان كانت في القاهرة مساء أمس، حيث واجهت جمهوراً شبابياً جديداً عليها في «مسرح الجنينة». منذ تعرّفنا إلى المغنّية السورية الشابة في أسطوانتها الأولى «هالأسمر اللون» (2006) ونحن نأمل أن تزور لبنان لتقدم حفلةً حيةً، تضفي نكهة المباشر على ما وصلنا من صوتها في تسجيل الاستوديو. أقامت لينا أولى حفلاتها الغنائية وهي في الخامسة، ثم قرّرت أن تخوض مغامرة إعادة إحياء الغناء التراثي والشعبي في الموسيقى العربية. وهو تحدٍّ انخرط فيه عدد من المغنّيات مثل اللبنانيتين غادة شبير وريما خشيش والفلسطينية ريم البنا والأردنية مكادي نحّاس، وأيضاً موسيقيون مثل بعض الأعمال التي قدّمها عازف العود اللبناني شربل روحانا وعازف الكمان نداء أبو مراد.
بعد نحو سنة على باكورتها، صدر ألبوم لينا الثاني «شامات» (2007) الذي ضمّ ثماني أغنيات ومقطوعةً موسيقيةً، حاملاً مادةً فنية أكثر نضجاً وتبلوراً من «هالأسمر اللون». وذلك على مستوى الغناء والأداء مثلما على مستوى التوزيع الموسيقي في قالب جازي كلاسيكي ولاتيني وقد تولاه ـــــ مثلما في العمل الأوّل ـــــ عازف الساكسوفون والترومبيت السوري باسل رجوب.
منذ «هالأسمر اللون» الذي ضمّ مجموعةً من الموشّحات وأغاني من الفولكلور الشعبي في بلاد الشام، بدأت لينا شماميان تحقّق نجاحاً كبيراً في بلادها. تطوّر هذا النجاح عربياً بعد «شامات» الذي كرّس نمط شماميان الفنّي. هكذا، حلّت ضيفةً مميزةً على مهرجان الجاز في سوريا الذي أقيم مطلع تموز (يوليو) الماضي. وهناك، قدّمت حفلتين الأولى في قلعة دمشق والثانية في قلعة مدينة حلب الاثرية. وكان لافتاً الجمهور الغفير الذي غصّت به المدرجات، من كل الأعمار راح يطوّق فنانته عند انتهاء الحفلتين لالتقاط صورة معها أو الحصول على توقيع. واللافت أنّ الحفلات الأخرى التي قدّمتها فرق موسيقية محلية وعالمية في هذا المهرجان لم تحشد جمهوراً بقدر الذين زحفوا الى حفلتي لينا. أما في عمان، فكان لافتاً أن تتكرّر هذه الظاهرة في الحفلة اليتيمة التي قدّمتها شماميان ضمن مهرجان «برايم» للموسيقى البديلة، مطلع الشهر الجاري، علماً أنّ فرقاً محلّية شاركت أيضاً في المهرجان.
بعد سوريا والأردن، ها هي شماميان التي فازت بجائزة مسابقة «إذاعة مونت كارلو» العام الماضي تزور العاصمة المصرية بدعوة من مؤسسة «المورد الثقافي». هكذا، قدّمت أول من أمس حفلة لها في القاهرة على خشبة مسرح الجنينة أمام جمهور له تاريخه وحضوره في المشهد الموسيقي العربي القديم والجديد. أما مشروع «المورد الثقافي» فيهدف إلى تعريف الجمهور بالمواهب العربية الشابة في مصر وغيرها من البلدان العربية مثلما شرحته مديرة المؤسسة بسمة الحسيني.
شماميان التي تقوم تجربتها على إعادة تقديم روائع منسية من التراث الغنائي العربي، وتحديداً السوري، من موشّحات وقدود، دخلت المعترك الفنّي البديل بعد دراسة لأصول الغناء الكلاسيكي في المعهد العالي للموسيقى في دمشق. وقد نجحت في توظيف هذه الروائع بأسلوب يقارب الجاز في حيّز منه، ويحيي الأنماط الغنائية الشرقية. كذلك يأتي مطابقاً لهذا النَفَس أسلوب باسل رجوب في توزيع الأغنيات التي تختارها شماميان.
بعد مصر، ربما أصبحت حتمية زيارتها الى لبنان... إيمتى الزمان يسمح يا جميل؟
بشير صفير
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد