بوش يهدد سوريا بـ "عواقب" ودوائره تواصل التحريض "النووي"
هدد الرئيس الأمريكي جورج بوش سوريا ب “عواقب وخيمة” إذا واصلت ما سماه “تدخلها” في لبنان، في وقت واصلت دوائر أمريكية حملة التحريض ضد دمشق، وضخ المزيد من التقارير بشأن تعاون نووي مزعوم مع كوريا الشمالية.
وقال بوش انه ليس متأكدا من انه سيستطيع منع التدخلات الأجنبية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، لكنه أكد رغبته في العمل بشكل تتحمل معه سوريا العواقب في حال تدخلت بشؤون جارها. ولم يوضح بوش ما هي “العواقب” في وقت تخضع فيه سوريا لعقوبات أمريكية. وأعرب أيضا عن “سخطه” من البطء في تشكيل المحكمة الدولية الخاصة لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وقال “إنها لا تتقدم”.
وردا على سؤال لمحطة العربية حول ما إذا كان بإمكانه ان يضمن للبنانيين بأنه سيمنع أي تدخل أجنبي في الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 تشرين الاول/اكتوبر، أجاب بوش “ربما يكون وعدا لست متأكدا من إنني سأتمكن من تنفيذه”. وبعد ان أعرب عن “قلقه العميق” من التدخلات الأجنبية في هذه الانتخابات، أشار إلى انه عمل مع فرنسا في مجلس الأمن الدولي لوضع حد “للتدخلات” السورية (في لبنان). وقال “لكني اشك في انه لا يزال الكثير من النفوذ لسوريا في لبنان وهو غير مساعد”. وأوضح أن “إحدى الوسائل بالنسبة للولايات المتحدة كي تؤكد بوضوح لحكومة “الرئيس بشار الأسد إننا لا نثمن ذلك هي (...) درس العقوبات التي نفرضها أصلا على هذه الحكومة والتفكير في وسائل لمواصلة توجيه الرسالة” خصوصا مع أوروبا. وأضاف “بتعبير آخر، إن مواصلة سوريا تدخلها ستكون له عواقب”. وأكد بوش انه لا يدعم أي مرشح للانتخابات الرئاسية ولكنه تحدث عن “رغبة عميقة” لمساعدة الديمقراطية اللبنانية.
على صعيد آخر، نقل موقع مجلة “افياشن ويك” المتخصصة عن خبراء عسكريين أمريكيين قولهم إن المقاتلات “الإسرائيلية” التي شنت غارة على سوريا في أيلول/سبتمبر الماضي تمكنت من الإفلات من الرادارات السورية بفضل نظام يرسل إشارات خاطئة إلى هذه الرادارات، وذلك حسب ما نقل موقع مجلة “افياشن ويك” المتخصصة عن خبراء عسكريين.
وقال مسؤولون عسكريون وصناعيون في مجال الدفاع الأمريكي إن طائرات ال (اف-15) و(اف-16) “الإسرائيلية” كانت مجهزة بنظام “سوتر” للهجوم الجوي طورته مجموعة “بي ايه اي سيستمز” البريطانية التي تقدم تجهيزات للطائرات الأمريكية من دون طيار. وقد اختبر هذا النظام في العراق وأفغانستان خلال العام الجاري، حسب ما ذكرت المجلة. وأشارت إلى أن هذه التكنولوجيا المتطورة جدا تتيح تحديد مكان رادرات الاعداء بدقة وتوجيه معلومات خاطئة لها بالإضافة إلى أهداف مزيفة الأمر الذي يخفي هذه الطائرات خلال اقترابها من أهدافها.
وذكرت شبكة “آي بي سي” التلفزيونية أن الغارة جرى التحضير لتنفيذها منذ أشهر عديدة غير أنه تم تأجيلها نتيجة الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على “إسرائيل”، بسبب خشيتها من النتائج التي قد تترتب على المنطقة. وأضافت الشبكة في تقرير خاص بثته على موقعها الإلكتروني أن “الإسرائيليين” قدموا في أوائل تموز/يوليو الماضي إلى الولايات المتحدة صوراً التقطتها بواسطة الأقمار الصناعية تظهر ما قالوا إنه منشأة نووية في سوريا. كما زعم “الإسرائيليون” أنهم زودوا الأمريكيين ب “إثباتات” إضافية تظهر بعض التقنيات النووية الكورية الشمالية التي جرى تزويد سوريا بها. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لمقدمة البرامج الحوارية في الشبكة مارثا راداتز إن هذه الإثباتات كان لها “وقع الصاعقة” لأنها أثارت التساؤلات حول السبب في عدم حصول الاستخبارات الأمريكية على مثل هذه المعلومات سابقاً عن الموقع السوري المزعوم.
وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه المنشأة على الأرجح أنشئت قبل أشهر طويلة إن لم يكن سنوات. وقال طوني كوردسمان المستشار العسكري في شبكة آي بي سي “إسرائيل عادة تكون دقيقة جداً في تغطيتها الاستخبارية خاصة عندما تريد اتخاذ خطوة عسكرية مهمة، لذا لم يكونوا ليتصرفوا لو لم تكن لديهم معلومات من مصادر مختلفة”. وقال مسؤول أمريكي رفيع إن “الإسرائيليين” خططوا للإغارة على الموقع خلال 14 تموز/يوليو الماضي وأن كبار المسؤولين الأمريكيين ناقشوا في اجتماعات سرية مغلقة كيفية الرد على المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالنشاطات السورية المزعومة. ودعم بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية الرد “الإسرائيلي” غير أن آخرين، وتحديداً وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لم يوافقوا. وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة أقنعت “إسرائيل” بضرورة “مواجهة سوريا قبل مهاجمتها”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد