المرأة العراقية الضحية المسكوت عنها للاحتلال الأميركي
قالت رئيسة هيئة تحرير إرادة المرأة في العراق هناء إبراهيم إن النساء العراقيات هن الشريحة الأكثر تضررا من الاحتلال الأميركي والفلتان الأمني في بلادهن. في حين رأى الأكاديمي علي الدليمي أن استهداف المرأة العراقية عملية منظمة تحاول تشويه سمعتها وتحطيم دورها البطولي الذي تقوم به.
وقالت هناء إبراهيم إن المرأة تعد العنصر الأكثر هشاشة في المجتمع العراقي ودفعت ثمنا باهظا جراء الاحتلال الأميركي.
وأضافت أن بعض النساء يعشن ظروفا بالغة القسوة أعادتهن قرونا طويلة الى الوراء جراء فقدان الزوج والأب والأخ . ووصفت ما يجري بأنه جريمة كبيرة تستهدف المرأة لا يجوز السكوت عنها في خضم القتل والتدمير اليومي للإنسان العراقي عموما.
ويخالف أستاذ القانون العام بجامعة النهرين سابقا الدكتورعلي الدليمي الرأي القائل إن المراة العراقية ضعيفة. وقال للجزيرة نت إن المرأة العراقية قوية جدا وقامت بأدوار جبارة أثناء الحروب والاعتداءات التي واجهها العراق.
ويوضح الدليمي أن القانون العراقي يحمي المرأة، لكن المشكلة هي في غياب الدولة التي تطبق القانون كذلك مسألة استهداف الرجال قتلا وتشريدا واعتقالا.
وتشير هيئة تحرير إرادة المرأة في العراق إلى أنه لا توجد معونات لملايين النساء العراقيات اللواتي فقدن المعيل، كما أن الحصة التموينية عرضة للنهب. وتضيف أن بعض نساء المعتقلين لهن حقوق، لكنهن يخفن الذهاب إلى بغداد والمطالبة بها -كالحصول على راتب الزوج- خوفا على حياتهن.
وانتقدت هناء إبراهيم بحدة وسائل الإعلام التي تتعامل مع اللاجئات العراقيات بطريقة الإثارة والصحافة الصفراء. ورأت أن ذلك يوجه إساءة بالغة لهن، إذ إنه غالبا ما يجري التركيز على القضايا الأخلاقية وبالأخص الدعارة، وإغفال كل تلك المعاناة والأسباب التي أوجدت هذه الأمراض.
وأضافت إن مافيا الرقيق الأبيض جاءت مع الاحتلال الأميركي وتركت آثارها على البنية الإجتماعية، فجرى اختطاف وتهريب عدد كبير من الفتيات. وكذلك استغلال موضوع "زواج المتعة".
ونشرت العديد من وسائل الإعلام العالمية تحقيقات وتقارير عديدة من دمشق عن توجه عشرات اللاجئات العراقيات للعمل في النوادي الليلية، وربطت تلك الظاهرة بحالات الفقر وفقدان المعيل.
ويرى الدكتور الدليمي أن هذه الحملات تحاول تشويه دور المرأة العراقية. وأن هذه الظاهرة كانت موجودة في العراق، وترتبط بفئة معينة منبوذة اجتماعيا وهي أول من هرب إلى الخارج مع دخول الاحتلال.
وشدد الدليمي على أنها ليست فئة تحولت إلى هذه الأعمال المنبوذة نتيجة الحالة الطارئة التي تمر بالعراق كما يحاول البعض تصويرها، بل كانت موجودة قبل الاحتلال. ودعا لعدم الخلط والإساءة للنساء العراقيات بهذا التعميم الخاطئ.
بدورها انتقدت رئيسة هيئة تحرير المرأة العراقية النفاق الذي تمارسه بعض الجمعيات والمؤسسات الإنسانية العالمية بسبب صمتها على ما تتعرض له المرأة العراقية.
وقالت إن تلك المنظمات الأهلية الواقفة خلف دبابات الاحتلال تتظاهر ضد تعنيف المرأة، لكنها في الوقت ذاته لم تطلق كلمة واحدة ضد اعتقال الاحتلال وعملائه في العراق لمئات النساء والاعتداء عليهن وصولا الى القتل.
وتتابع لقد قتل الأميركيون 72 امرأة قنصا في أحداث الفلوجة الأولى، وتقول إن الوثائق تبين أنه تم قنصهن في جبينهن.
ويرى الدليمي أن تلك الازدواجية هي جزء بسيط مما يعانيه العراق. ويتابع لقد تعرضت المرأة إلى جرائم كبيرة جدا في السنوات القليلة الماضية.
وأشار إلى وجود جرائم كثيرة تستهدف النساء في المناطق التي تدعي الحكومة أنها واحات أمان. وقال إن النساء يقتلن في البصرة ومدن كثيرة في الجنوب، مشيرا إلى تقارير منظمة العفو الدولية التي تحدثت عن مقتل 167 امرأة في السليمانية ومئتي امرأة في أربيل في شهر تموز/يوليو 2006 فقط، وهما المنطقتان اللتان يبشر الاحتلال بهما نموذجا.
محمد الخضر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد