الحكومة الهولندية ترفع مستوى التأهب قبل عرض فيلم مناهض للإسلام

قدمت قناة الجزيرة الفضائية القطرية اعتذارا لمشاهديها عما صدر في حلقة ليلة الثلاثاء من برنامج “الاتجاه المعاكس” من “اساءة الى الدين الاسلامي الحنيف والمعتقدات الاسلامية” من طريق ضيفة للبرنامج، ورفعت الحكومة الهولندية مستوى التأهب الامني عشية بث فيلم مناهض للاسلام، وأبدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعمه لرئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكيننده القلق من تداعيات احتمال بث الفيلم الذي وضعه نائب هولندي من اليمين المتطرف يثير جدلا في العالم الاسلامي.

وأعربت فضائية الجزيرة في بيان عن الأسف الشديد لما بدر من مشاركة في برنامج “الاتجاه المعاكس” من اساءة الى الدين الاسلامي الحنيف والمعتقدات السماوية”. واضاف ان القناة “تعتذر جراء ذلك لكافة مشاهديها عما بدر من اقوال جارحة تفوهت بها المشاركة، وهو ما دفع القناة الى إلغاء اعادتي البرنامج يومي الاربعاء والخميس”.

وكانت الحلقة التي اذيعت على الهواء مباشرة ليل الثلاثاء، تناولت موضوع ردود الفعل في العالم الاسلامي على الرسوم المسيئة للرسول والتي نشرتها بعض الصحف الاوروبية واثارت جدلا واسعا. وكانت ضيفة البرنامج الباحثة في الولايات المتحدة وفاء سلطان استخدمت لهجة اعتبرتها ادارة الجزيرة مسيئة للمعتقدات السماوية. واكدت القناة “التزامها الكامل بمبادىء ميثاق الشرف الصحافي الذي اقرته لنفسها ودليل السلوك المهني الذي تعمل وفق مبادئه”.

من جهة اخرى قال المتحدث باسم وزارة العدل الهولندية امس الخميس إن الحكومة الهولندية رفعت مستوى التأهب للارهاب من “المحدود” إلى “المرتفع” بسبب “التهديدات الدولية المتزايدة”. وأشار المتحدث أيضا إلى أنه من بين العوامل المؤدية لقرار الحكومة كان الفيلم الذي يتعرض “للقرآن” وأثار الجدل والمخاوف قبل عرضه في 28 مارس/ آذار الجاري. والفيلم وعنوانه “الفتنة” من إنتاج عضو البرلمان خيرت فيلدرز الذي يعتبر أكثر المنتقدين صراحة للاسلام في هولندا. وقال فيلدرز إنه سعى في الفيلم إلى إثبات أن القرآن “كتاب فاشي يحرض الاشخاص على ارتكاب أعمال العنف”.

وكان رئيس الوزراء يان بيتر بالكيننده قد حذر الجمعة الماضي فيلدرز من أن عرض فيلمه سيتسبب في “عواقب أمنية واسعة” وربما حتى “جرائم قتل” أيضا. ودعا بالكيننده فيلدرز إلى “تحمل مسؤولية” العواقب المحتملة لعرض الفيلم. كما دعت نقابات عمالية هولندية واتحادات أصحاب اعمال وأيضا ممثلين للكنيسة البروتستانتية فيلدرز إلى عدم عرض الفيلم.

وفي باريس قال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون ردا على هذا الجدل ان ساركوزي “اكد دعمه” لبالكيننده خلال مأدبة غداء في الاليزيه. وقال ساركوزي “انه شخصيا حساس جدا حيال مسألة مكانة الاسلام في المجتمعات الاوروبية وفي المجتمع الفرنسي خصوصا” و”يرفض اي خلط”.

ولدى خروجه من اللقاء، اشار رئيس الوزراء الهولندي الى “الخلاف التام” بين حكومته ومواقف النائب اليميني المتطرف فيلدرز. وتطرق ضمنا الى مخاطر ان يؤدي فيلمه بهولندا الى ازمة مع العالم الاسلامي شبيهة بتلك التي عاشتها الدنمارك اثر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في 2006. وقال “لقد اقمت مقارنة مع الوضع في الدنمارك وعلينا بكل تأكيد ان ننتبه لما يحصل في دول اخرى”.        
                                                                                                                                            وكالات