حارث الضاري عبر التلفزيون السوري دول الجوار تحاصر المقاومة العراقية

الجمل: وصف الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري الدستور العراقي الحالي بأنه (مُجزِئ ومُقسِم للعراق)، وحذر من أن تقسيم العراق خط أحمر لدى  الغالبية في العراق، واعتبر أن العملية السياسية قامت على أساس (المحاصصة الطائفية العرقية)، مؤكداً أن أي مشاركة من طرف الهيئة في العملية السياسية (لا تغير في الأمر شيئاً لأن المقصود وضع دستور وفق رغبات الاحتلال لتمزيق العراق)، متهماً قوى دون أن يسميها ( لها نفوذ على الاحتلال ولها رغبة بتقسيم العراق).
وقال الضاري في حديث مساء أمس لبرنامج ملف الأسبوع على الفضائية السورية: إذا أُريد للمصالحة بين أبناء الشعب العراقي أن تكون حقيقية فينبغي أن يجمع المتصالحون على جدولة إنسحاب الاحتلال لأنه هو المشكلة الحقيقية، وإعادة النظر بالدستور أو تجميده حتى يخرج الاحتلال، معتبراً أن هذين الشرطين أساسيين لمن أراد الدخول في المصالحة، مؤكداً في الوقت نفسه (نحن لسنا طرفاً في هذه المصالحة)، قبل أن يشدد على عدم معارضتها.وفي حين رفض الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق ما يتردد من أن (خروج الاحتلال الأمريكي سيؤدي إلى حرب طائفية) ...فإنه قال: الحرب موجودة في ظل الاحتلال الذي يستفيد منها ليشغل العراقيين عن مخططاته،وإذا ذهب الاحتلال فلن يكون هناك حرب أهلية، وسيتوحد الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناتها الخيرة ويبني بلده من جديد.
 الضاري الذي أكد أن الصراع في العراق ليس طائفياً ولا مذهبياً ولا سنياً ولا شيعياً... اتهم فئات سياسية (لها مصالح وتستغل الطائفية لتمرير مخططاتها وتنفذ أوراقها السياسية،وهي الآن انكشفت أمام شعبها)، قبل أن يشن هجوماً عنيفاً على (القوى والإعلام الشريرين الساعين إلى التأجيج الطائفي لتمزيق العراق الذي ذهب ضحية العنف الإجرامي) واصفاً هكذا إعلام بـ(العميل والمنافق والجبان الذي يردد ما يقوله الآخرون، ويستغل التفجيرات الإرهابية لإثارة السياسيات الطائفية)، مشيراً إلى وجود (قوى تريد من خلال الطائفية أن تجعل لها وجوداً).
كما رفض الضاري ما يشاع من أن (ما يجري من عمليات إرهابية مسؤول عنها الزرقاوي وجماعته) وأكد أن  90 % من هذه العمليات تعود المسؤولية عنها إلى جهات عديدة، قبل أن يسميها: المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ودول مجاورة وعصابات إجرام تدعمها بعض القوى السياسية على الساحة العراقية، مذكراً انه تم القبض على أفراد من القوات الأمريكية والبريطانية يقومون بتفخيخ الشوارع.
ودعا الضاري إلى (إنشاء جيش عراقي من خلال إعادة الجيش العراقي الذي حُلَّ وتهذيبه وإعادة تأهيله)، مقترحاً أن ( يُضاف إليه المتطوعون بحيث يكون ولاء الجميع للعراق وليس لحزب سياسي أوجهة خارجية).
وحمَّل الضاري الحكومات العراقية السابقة مسؤولية تفويت فرصة تأسيس هذا الجيش (حيث اعتمدت على الميليشيات التابعة للأحزاب المتعددة ما أدى إلى الفوضى وسفك الدماء)، قبل ان يتهم قوات الاحتلال برعايتها للميليشيات وتقويتها و(هاهي الآن تشكو منها).
وأعلن الضاري بصراحة ودون أي تردد أنه (ليس للعرب نقطة بيضاء أو فضل على العراقيين) متهماً العرب أنهم ( أساؤوا للعراق، فإذا أساء النظام السابق في بعض تصرفاته، فهذا لا ينبغي أن يكون سبباً  لتدمير وتضييع العراق).وأدان إسهام (دول عربية إسهاماً واضحاً في تيسير أمر الاحتلال الأمريكي للعراق وهي الآن تتناغم مع المشروع الأمريكي في العراق وتضغط على الرافضين للاحتلال). وحول مستقبل المقاومة، أعرب الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق عن ثقته بأن (المقاومة ستستمر حتى تحقيق هدفها في خروج الاحتلال، وهي باقية ما بقي الاحتلال الذي سيخرج بجدولة أوغيرها).
وأشاد الضاري بالمقاومة العراقية التي (لا ينكر وجودها إلا من فقد عقله، خاصة أنها بدأت بعد الاحتلال بثلاثة أسابيع، واستمرت وقويت مع الأيام وتفعل فعلها ولن تنتهي أو تتراجع)، ودعا أمريكا لأن تفكر جدياً (في أن المقاومة في العراق لن تخبو ولن تكبو أبداً وستستمر إلى النهاية حتى تحريره).
وعزا الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الإرهاب في العراق إلى(الاحتلال، والحكومات المتعاقبة المسيرة بأمر الاحتلال، والميليشيات التابعة للأحزاب التي تشكل الحكومة، وإلى حكومات أمريكا، وبريطانيا، وإسرائيل، ودول مجاورة) دون تسمية أي من هذه الدول، عدا عن (عصابات الإجرام، وبعض جماعات المقاومة التي لم تتقيد بشروط المقاومة ووقعت في أخطاء عديدة ومنهم من استجاب لملاحظاتنا ومنهم من لم يستجب).
وبعد أن أيدَّ الضاري المقاومة، ورفض الإرهاب بكل أشكاله ومصادره وحججه ومعاذيره، أوضح أن (المقاومة تستهدف الاحتلال فقط، والإرهاب يستهدف الآمنين المسالمين الأبرياء، ونحن نستنكر ذلك ولنا بيانات منذ السنة الأولى وتعرضنا بسببها لانتقادات كثيرة).
وأوضح الضاري أن المقاومة العراقية تختلف عن المقاومة اللبنانية والفلسطينية (لأن المقاومة العراقية ضد السيد الأكبر أمريكا، ومن يخشَ ويجامل أمريكا سيقف ضد المقاومة).
وبنبرة غاضبة  قال الضاري معاتباً إن المقاومة العراقية محاصرة ومؤذاة من كل جيران العراق ولو بأشكال مختلفة ويراد إزهاق روحها. مع أن المقاومة العراقية لها فضل على جميع دول الجوار، لأنها منعت المشروع من التمدد نحوها، وتلك الدول التي كانت أمريكا تفرض عليها أوامرها فرضاً باتت تستشار بخصوص العراق، وما كان ذلك ليحدث لولا شجاعة المقاومة العراقية .
موقف الضاري  استدعى تدخلاً من مقدمة البرنامج لتذكيره أنه (في حين لم يكن احد يجرؤ في العالم العربي على ذكر كلمة المقاومة العراقية كان الرئيس بشار الأسد يقول ذلك في وسائل الإعلام الأمريكية تحديداً وكان يقول إن هذه مقاومة حقيقية وليس كل ما يجري في العراق هو إرهاب) فما كان من الضاري إلا تقديم الشكر لسورية على (مواقفها تجاه احتلال العراق، فهي الدول الوحيدة التي عارضته صراحة واستمرت على ذلك وثبتت حتى اليوم، فسورية تسمي المقاومة مقاومة وغيرها إرهاباً، وسورية قوات الاحتلال قوات احتلال، وغيرها قوات تحرير، ولذلك نحن نقدر سورية، ونعتمد على موقفها الثابت المناهض للاحتلال).
وهدد الضاري الكونغرس الأمريكي والشعب الأمريكي بأن (أبناؤكم لن يسلموا  في العراق من غضب الشعب العراقي ما لم يخرج الاحتلال) وأن (التدمير والقتل لا يزيد العراقيين إلا كرهاً بالاحتلال والمقاومة ستستمر)، ونصح (عقلاء الأمريكان بالضغط على إدارتهم للخروج من هذا البلد).كما خاطب الرئيس الأمريكي جورج بوش طالباً منه الانسحاب من
العراق  بأي طريقة يراها مناسبة لحفظ ماء وجه وتعيد للعراقيين بلدهم
موضحاً أن الإدارة الأمريكية لو صارحت الشعب الأمريكي بما يجري في العراق لضغط الشعب عليها للخروج بأسرع وقت ممكن.و أن (رهان أمريكا على الكثير من الخُشب المسندة ورجال العمليات السياسية الذين يزينون لها مشاريعها وهواها في العراق سيكون رهاناً خاسراً).
وأبدى الضاري تفاؤله في أن (العراق سيخرج من هذه المصيبة منتصراً عاجلاً أم آجلاً، وحتى لو مات هذا الجيل فإن الجيل القادم أكثر عداء لأمريكا وأكثر استعداداً للتضيحة)، قبل ان يضيف: أرى في أعين شبابنا الجديد الإصرار والعزم على مواصلة الكفاح والجهاد.

الجمل