الخيارات الأمريكية على رقعة الشطرنج الإيرانية
الجمل: يعتبر الصحفي البرازيلي المولد بيب إسكوبار من أبرز المختصين بتحليل الأخبار السياسية الجارية، وأبرز محطات عمله الصحفي هي لندن، ميلانو، لوس أنجلوس، باريس، سنغافورة، وبانكوك. وحالياً يشرف إسكوبار على تغطية وتحليل الأخبار الجارية في منطقة الشرق الأوسط التي تمتد من شرق المتوسط حتى آسيا الوسطى، بما في ذلك حروب العراق وأفغانستان.
نشر الموقع الإلكتروني الأمريكي تومديسباتش تحليلاً من إعداد إسكوبار حمل عنوان «رقعة الشطرنج الإيرانية» أشار فيه إلى وجود خمسة جوانب يتوجب على أمريكا وضعها في الاعتبار بالنسبة لإيران، وهي على مرمى المدافع الأمريكية، ويمكن الإشارة إلى هذه الخيارات على النحو الآتي:
• يجب عدم التقليل من قوة ونفوذ الإسلام الشيعي: توجد 75% من احتياطات النفط العالمي في منطقة الخليج، و70% من سكان الخليج هم من الشيعة، مع ملاحظة أن الإسلام الشيعي يتميز بروح المقاومة والقتال والثورة والتمرد والخروج على الحاكم إن لم يكن مقبولاً لديهم، وقد أطاح الشيعة بشاه إيران والنظام الشاهنشاهي برمته، ولعبوا دوراً كبيراً في الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين وحالياً يلعبون دوراً رئيسياً في تحديد بقاء أو عدم بقاء أمريكا في العراق.
• الجغرافيا تحدد المصائر: تتمثل في إيران الحقيقة الجغرافية التي تحسد عليها إيران كـ"دولة - أمة" إضافة إلى تداخل إيران مع القوميات العربية، التركية، الروسية، والهندية. بالإضافة إلى أنها تمثل النقطة أو الممر الذي يربط المناطق الآتية: الشرق الأوسط، الخليج العربي، آسيا الوسطى، القوقاز، شبه القارة الهندية. كما تقع إيران بين ثلاثة بحار هي بحر قزوين وبحر عمان (المحيط الهندي) والخليج العربي.
• من الصعب جداً معرفة ردود فعل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. ويشير إسكوبار إلى أن على الجميع أن يفهموا تماماً بأن كل شيء وارد بوجود هذا الرئيس في السلطة، بما في ذلك إزالة إسرائيل من الوجود إن تجرأت أمريكا أو إسرائيل على مهاجمة إيران.
• لا يمكن القيام بثورة ملونة في إيران: سيطرت المرجعيات الدينية على المؤسسات الإيرانية، واستطاع الرئيس نجاد السيطرة على دوائر صنع واتخاذ القرار في هذه المؤسسات وبرغم أن النخب الموجودة في المدن الإيرانية الرئيسية كطهران وأصفهان وشيراز وتبريز، تطالب بالتحول نحو اقتصاد أكثر انفتاحاً، أي باتجاه نظام السوق الحر، فإن سكان المناطق الريفية الإيرانية يطالبون باستمرار الأوضاع الاقتصادية الحالية، وبما أنهم يمثلون الأغلبية العظمى من الشعب فإن من الصعب دفع الإيرانيين للقيام بالاحتجاج ضد النظام.
• مخاطر دائرة الانتقام الإيراني: إذا هاجمت أمريكا أو إسرائيل (أو الاثنان معاً) إيران فإن دائرة الانتقام الإيراني ستؤدي بلا شك إلى إلحاق الدمار والخراب الواسع بالمصالح الأمريكية، وعلى وجه الخصوص في المناطق الأكثر حساسية تجاه هذه المصالح مثل:
* المصالح الأمريكية في الخليج العربي.
* المصالح الأمريكية في بحر قزوين.
* المصالح الأمريكية في القفقاس.
المصالح الأمريكية في آسيا الوسطى.
المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
* المصالح الأمريكية في شبه القارة الهندية.
وإذا أضفنا إلى ذلك استهداف الوجود العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، فإن أمريكا ستكون قد فقدت من الخسائر ما لن تستطع تعويضه لقرن كامل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد