نعومي كامبل: مزاجية، مندفعة، تنجذب إلى الرجال الأكبر سناً
«هل تعتقدين أنك جميلة؟»
«كلا. لكنني نِمرة» تقول نعومي كامبل. ولا تعرف كم هي طريفة. ولا حتى كيف ينظر اليها الناس. وذلك لأنها تعيش ضمن عالم مغلق مثل صدفة. ما يحميها يدمرها في الوقت نفسه. تضع مانعات الضوء على عينيها وتنام في الطائرات. «الواقع، بيتي طائرة، ليس بلداً» تقول، لكن قلقها وعدم استقرارها يجعلانها متقلبة المزاج، متأخرة دائماً في مواعيدها، وطبعها انفجارات متلاحقة. منذ أيام كانت في البرازيل، أمس في نيويورك، اليوم في كلاريدج وغداً في كينيا، فكيف تكون المرأة التي لا تعتقد بأنها جميلة ناجحة الى هذا الحد لو لم يكن لديها قلق حاد وشعور دائم بالنقص؟
طبعاً عملها، كمهنة، في القمة. لكن حياتها العاطفية في الحضيض. تعرف انها ارتكبت اخطاء كثيرة ولا تريد النظر فيها، بل «الشفاء» منها. لا بأس، لو أنها ليست في حاجة الى رجل يحبها. عندما تتكلم نعومي من القلب تتبدى حقيقتها المرتبكة. تقفز من موضوع الى آخر بلا مقدمات ولا روابط. تارة تتحدث عن اقامتها في نيويورك مع والدتها التي خضعت لعلاج ضد سرطان الثدي. وطوراً عن خسارتها ديباك شوبرا المتخصص بالعلاج الروحي والنجوم. «لم أعد خائفة من موتي» تقول نعومي في شكل مفاجئ «خصوصاً بعدما شاهدت خالتها (الأم التي ربتّها) ترفض العلاج الكيماوي إثر اصابتها بميلانوما خبيثة وتقرر العيش حتى اللحظة الأخيرة وكأن شيئاً لم يكن. «رأيتها في الكفن. كان ماكياجها سيئاً. ازلته وأعدت تجميلها وتصفيف شعرها، عندما يحين وقت الانسان، لا مفرّ».
الفجوة الكبرى في حياة نعومي انها لم تعرف والدها، ولن تعرفه. فهي جاءت الى الحياة منذ 36 سنة من أب «ضرب وهرب» كما يقول المثل. محللها النفسي يقول انها ورثت عن والدها جينات سلبية في مقدمها إدارة ظهرها للمصاعب والهرب من المواجهات الحادة. النقد الجارح، خصوصاً من الصحف الشعبية في بريطانيا يثير جنونها. لكن القليل من النقد الملطّف ممن تثق بهم وتحبهم لا يضايقها. وتصادف هذه السنة الذكرى العشرين لظهورها الأول على خشبة العرض. طفلة ساخطة من جنوب لندن. أمها راقصة جوّالة عملت في السفن السياحية. أما نعومي فحافظت على ارتباطها التقليدي بمنطقة ستريتهام. اللهجة والمزاج الناري واللهجة المباشرة. تقول ما تفكر فيه وتفعل كل ما تقوله.
واضح أن انجذابها الى الرجال الأكبر سناً مصدره غياب صورة الأب عن حياتها منذ الطفولة. ولذا، بعدما اشتهرت واصبحت ميلونيرة، «تبنت» عدداً من الآباء بينهم عزالدين علايا، المصمم التونسي العالمي الذي يقول: «حقاً، نعومي ابنتي. يمكنها أن تكون دفاعية المزاج لكنها سريعة العطب وبحاجة الى عطف كبير». وتقول نعومي: «لديّ كريس بلاكويل، كوينسي جونز، وفلافيو برياتوري، ولديّ جدي نيلسون مانديلا «علماً أن برياتوري كان عشيقها لفترة وتخلى عن عمله في سباق «فورمولا واحد» من أجلها. «اجمع الرجال الاذكياء. أحب حكمتهم وروحهم العملية. واتعلم منهم الكثير» تقول نعومي. والواقع أنها جمعت في حصالة قلبها الكبير كثيراً على رأسهم روبرت دي نيرو، ومايك تايسون، ويواكيم كوريتس، والعارض الايطالي ماتيو مارزوتو. كما كانت مخطوبة الى آدم كلايتون: «وما زلت صديقة لجميعهم». بحسب قولها.
يصعب أن يثير أحد مسألة والدها المجهول وما عساه يكون ردّ فعلها لو وجدته يوماً او على الأقل عرفت هويته: «اسمعني جيداً». لست شخصاً عادياً ولا ادعي ذلك. حتى من دون مجوهرات، من دون مال، كنت دائماً عنيدة ودائماً واضحة حول ما أبغيه ولا أبغيه. وذلك ما يثير حنق الآخرين احياناً». واضحة؟ وكيف تجيب عن السؤال الصعب مواربة؟ انه الفرار نفسه. طوية الطفلة المحتاجة الى سند قوي ما زالت تشكل العصب الاساس لشخصيتها. من هنا كان ادمانها الشهير وكفاحها بالتالي ضد الادمان. «اعتقد بأن قلقي الدائم مفيد، لأنه يجعلني ابذل جهداً أكبر. ولا اخفيك اتمنى أن اكتب كتاباً. أوبرا وينفري وعدت بمساعدتي. لكن سأكتبه بنفسي. أريد ان ادوّن كل شيء حتى يعرف اطفالي حقيقتي الصحيحة لا ما يتداوله الناس».
أولادك؟
«نعم، لا بد منهم في النهاية. طبيعة الحياة».
سمعنا أن الأمم المتحدة عرضت عليك القيام بمهمة ديبلوماسية؟
«لا تعليق».
وماذا عن الفرو؟ شاركت في الحملة ضد اصطياد الدببة القطبية، ثم عدت الى ارتداء الفرو؟
«غيرت رأيي»
لماذا تعتقدين أن الناس يتشاجرون معك دائماً؟
«لأنني هدف سهل. ومعروف عنّي فقدان الاعصاب».
وماذا عن تأخرك «الاسطوري» في المواعيد؟
«ربما يكون عطارد في مدار برجي. الحق على عطارد».
أنا طويلة... ساعدوني!
< قبل سنّ البلوغ كنت أعتقد بأنني لن أبلغ طول والدتي لئلا أتحدث عن والدي وهو أيضاً طويل القامة، لكن ما ان احتفلت بعيد ميلادي الثالث عشر حتى بدأت أتمدّد صعوداً في شكل سريع كأنني مربوطة من الجهتين بحبال ومصنوعة من هلام. كان ذلك أمراً مخيفاً ومقلقاً في الوقت نفسه، فملابسي أصبحت غير مناسبة لطولي وشراء ملابس جديدة كل ثلاثة أشهر جعل حافظة نقودي تنوء أفلاساً. لم يبق أمامي سوى استعارة ملابس أمي، وحذاء أخي، وترتيب أمري بالتي هي أحسن.
ذهبت الى مستشار في شؤون الأناقة لعلّني أكتشف شيئاً جديداً يساعدني على تجاوز وضعي الغريب، نظر اليّ مطولاً واستدار حولي ثلاث أو أربع مرّات، ثم قال: «قصّي شعرك هكذا... مع غرّة تغطي الجبين والبسي ألواناً فاتحة قدر الإمكان وحاولي اظهار يديك. الأيدي تساعد في التمويه لما كان في مثل طولك» وتمنى لي حظاً سعيداً.
المشكلة الحقيقية أنني أفضّل الرجال من متوسطي القامة أو الربعة ولا أنجذب عموماً الى الرجل الطويل، بعكس معظم النساء، فلو حُلَّت مشكلة الملابس من يحلّ مشكلة فارس الأحلام؟ ساعدوني!
حمامات البخار، وصفات جمالية متوارثة منذ مئات السنين. تجد مكانتها محفوظة في كل الحضارات مهما كانت بعيدة او بدائية بالنسبة الى العصر الحديث...
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد