صفير يشن هجوماً على حزب الله من أمريكا

عقد البطريرك صفير مؤتمراً صحافياً امس في سانت لويس، المحطة الاولى في جولته الراعوية في الولايات المتحدة، ونقلت بعضاً من وقائعه "المؤسسة اللبنانية للارسال"، ومما قاله رداً على سؤال حول سلاح "حزب الله": "ان حزب الله موجود في لبنان منذ سنوات. وهو حزب مسلّح ويتمتع بامتياز اخراج اسرائيل من لبنان. لكن ما من أحد يقبل ان يبقى مسلّحاً، لان الجميع يجب ان يكونوا متساوين امام القانون. وعندما يكون حزب مسلحاً وحزب آخر غير مسلح فلن تكون هناك مساواة. وقد أبلغ الحزب بهذا الامر. ولكن في الواقع من الصعب نزع سلاحه لان سوريا وايران تحركانه".
ورداً على سؤال آخر، قال: "ان الولايات المتحدة الاميركية دولة قوية. واذا استطاعت الطلب من اسرائيل الانسحاب من المنطقة (مزارع شبعا) وجعلتها توافق على وجود دولة اخرى للفلسطينيين الى جانبها، سيكون ذلك امراً جيداً".
وفي شأن الملف النووي الايراني قال: "اذا كانت التكنولوجيا للاستخدام السلمي فسيكون ذلك مقبولاً. ولكن اذا كانت ايران ستستخدمها لتطوير السلاح النووي، فهذا سيكون صعباً جداً وغير مقبول".

من جهة أخرى اتهم رئيس تيار «المردة» اللبناني الوزير السابق سليمان فرنجية الاطراف المسيحية في قوى «14 اذار» بـ «بيع المسيحيين وقضاياهم»، مؤكدا «احترامه الكامل» للبطريرك الماروني نصر الله صفير، فيما استمرت ردود الفعل الرافضة لـ«تهجمه» على البطريرك والبطريركية المارونية.
وعقد فرنجية امس مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن ملابسات ما حصل، مشيرا الى انه تحدث بعد زيارته اخيرا الى النائب ميشال عون، «وقلنا رأينا وكان واضحا ونقله الإعلام الموضوعي بطريقة دقيقة، وسيدنا البطريرك اكثر من تفهم ما قلناه وتبين ذلك من خلال ما قاله على ارض المطار. واذ ببعض الغيورين على الطائفة يردون وبعد وقت ما يعادل وقت السفر، فاذا حددنا زمن اي «سفرة» نجد 13 او 14 ساعة ومع تعديل فارق التوقيت للنوم ليفيقوا بعد ذلك على ضرورة الرد». وقال: «بالعودة الى بيان بكركي في العام 2000 وما ورد في بيان المطارنة والذي تبنوه، لكن الواضح انهم لم يتبنوا منه سوى الخروج السوري من لبنان. اما عدا ذلك فيعتبرونه من غير اهمية، اي ان الموارنة غير ممثلين بطريقة صحيحة في الدولة ويتم تهميشهم، وجدوا في ذلك كله تفاصيل. الاساس ان تخرج سورية ونتسلم السلطة ولو كنا لا نمثل 10 او 15 في المائة وهكذا يصبح الموارنة ممثلين، حسب هذه الجوقة».

وغمز فرنجية من قناة «الجوقة التي باعت المسيحية وكل العالم والتي باعتها في قانون الانتخابات»، وقال: «في كل يوم يعقدون اجتماعات ويتراجعون، يطلقون مواقف دفاعية عن موقع الرئاسة ويتراجعون، لان اسيادهم الذين اشتروهم بثلاثين من الفضة قالوا لهم بالتراجع، ولأننا نسمع كلاما من المختارة (مقر النائب وليد جنبلاط) يقول بأن اجتماع الارز (الذي ضم قيادات مسيحية في مقر رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع) لن يتكرر نعرف حجم هؤلاء وولاءهم لأسيادهم الذين اشتروهم». واضاف: «اذا فليسمحوا لنا، لأننا ندرك حرصهم على الموارنة وحرصهم على بكركي وموقع بكركي وموقع الكنيسة المسيحية في شكل عام، والكنيسة المارونية في شكل خاص... اسألوا المطران حداد كم هم حريصون على الكنيسة، يعني حين وضعوا متفجرة مائة كيلوغرام للمطرانية في زحلة وقتل المونسنيور خريش وترك في الحقل للذئاب الكاسرة. يعني نعرف حرصهم على المسيحية، فلا يزايدون علينا لاننا حين نتطرق الى امر ما فاننا نقوله من حرصنا على بكركي وعلى مسيحيتنا».

واستغرب فرنجية بيان المجمع الماروني «الذي يرأسه الامين العام المطران يوسف بشارة وفيه ان المسيحيين نالوا حقوقهم». وقال: «فليقولوا لنا كيف وصلت لهم حقوقهم وأين، اذا وصلتهم حقوقهم نمشي معهم، واذا كان كلام المجمع من سنة وسنتين وثلاث أزيل هذه السنة من دون سبب، يعني ان هناك ازالة لماذا؟ هذا ما نود معرفته، لأننا نحن مع انصهار المسيحيين في الوطن وهم جزء من المنطقة. ونحن في وثيقة المردة اعلنا اننا مسيحيون عرب ونحن جزء من هذه المنطقة، فيما هم يعملون للفدرالية وللتقسيم».

الى ذلك، أبدى النائب هنري حلو (كتلة جنبلاط) في تصريح ادلى به امس اسفه الشديد «للتطاول على بكركي (البطريركية المارونية) والمطران يوسف بشارة بحيث لم يسبق لاحد ان تناول هذه المرجعية، ومن خلال كلام خارج عن المألوف السياسي والتقاليد اللبنانية السامية». وقال: «بكركي ما كانت يوما الا إطارا جامعا لجميع ابناء رعيتها واللبنانيين في شكل عام، وشكلت في اصعب الظروف وادقها عاملا اساسيا في قيادة معركة السيادة والاستقلال»، مشددا على ان «بكركي هي لجميع اللبنانيين ولم تكن يوما لفئة على حساب فئة اخرى او لهذا الزعيم على حساب ذاك».

المصدر: وكالات