دراما المجتمع والخراب والخيانة والفساد
كثيرة هي الأعمال المعاصرة أو أعمال «المودرن» التي أنتجت في موسم 2008 لتعرض على شاشات الفضائيات العربية في رمضان ولعل مسلسل «ليس سراباً» للكاتب فادي قوشقجي والمخرج المثنى صبح أهمها نظراً لطبيعة الموضوعات التي يتناولها ولعدد النجوم الذين احتشدوا تحت سقفه وأبرزهم سلوم حداد، عباس النوري، خالد تاجا، كاريس بشار، وسواهم ويتناول العمل نماذج المثقفين في المجتمع العربي وفي محور آخر هناك اقتراب من طبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في سورية ويرصد المخرج هشام شربتجي في مسلسله «وجهة نظر» للكاتب أسامة إبراهيم قضية مهمة تتعلق ببعض الذين قضوا فترة طويلة في المعتقلات ليخرجوا وليجدوا الحياة قد تغيرت وليجدوا تحولات كبرى وعميقة قد حدثت في المجتمع فيواجهون صعوبة في التكيف معها وخاصة أنها دخلت بيوتهم وعششت في أذهان أبنائهم الذين كبروا بعيداً عنهم فيبدؤون من جديد رحلة الإصلاح، مسلسل «وجهة نظر» دراما اجتماعية متداخلة بالسياسة ويلعب بطولته أسعد فضة، سلمى المصري، فايز قزق، أمانة والي، رباب كنعان، عبد الحكيم قطيفان، وعدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الجدد.
وفي رمضان القادم نشهد عودة المخرج السوري أنور القوادري إلى الدراما السورية بمسلسل «العرب في لندن» ومن تأليفه أيضاً وفيه يتناول القوادري ومن وحي تجربته الطويلة في أوروبا حياة العرب الذين اختاروا لندن للعيش والعمل وكيف يجدون أنفسهم وسط ثقافة مختلفة ومجتمع جديد فيحدث التصادم القيمي ولكن الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب يجدون أنفسهم في دوامة الهوية والانتماء وتبدأ أحداث العمل مع حرب الخليج الأولى عام 1990 وتنتهي مع عدوان تموز على لبنان عام 2006 ويشارك في المسلسل عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب والأجانب ومنهم: عابد فهد، جهاد سعد، قصي خولي، باسل خياط، واحة الراهب ومن مصر هناك عبد الحميد توفيق، نهال عنبر، نيرمين الفقي ومن لبنان سيرين عبد النور، وإبراهيم الزجالي وعبد الإله السناني من الخليج العربي وميس حمدان من الأردن وتم تصوير المسلسل في لندن وسلوفينيا ودمشق.
وفي أول تجربة إخراجية له بعد سنوات من العمل كمساعد للمخرج حاتم علي يحاول المخرج علي محي الدين علي متابعة مصائر عدد من الفتيات يعشن نفس الأزمة من خلال مسلسل «طوق الياسمين» للكاتب زهير قنوع كما يحاول المسلسل رصد ظاهرة التحرش بالمرأة ولكن ليس بمعناه الجنسي وإنما بمعناه الإنساني الشامل وأثره على المرأة نفسياً وجسدياً ويشارك في هذا العمل: باسل خياط، سلافة معمار، نضال نجم، خالد تاجا، عبد المنعم عمايري، نادين تحسين بيك وآخرون، ومن الأعمال الأخرى مسلسل «شركاء يتقاسمون الخراب» للكاتب محمد ماشطة والمخرج محمد رجب وهو دراما اجتماعية يشارك فيها:
قصي خولي، خالد تاجا، نبيلة النابلسي، ليلى سمور، نضال سيجري ومسلسل «على رصيف الذاكرة» للكاتب محمود الجعفوري والمخرج سامي الحناوي ويلعب بطولته النجم أيمن زيدان مع عدد من الفنانين السوريين منهم لورا أبو أسعد، علاء قاسم، شكران مرتجى فادي صبيح وهو دراما اجتماعية ترصد قضايا معاصرة ومسلسل «وحوش وسبايا» للكاتب فتح الله عمر والمخرج ناجي طعمي، ومن الأعمال المهمة التي ستعرض على عدة قنوات عربية مسلسل «ليل ورجال» للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين ويرصد هذا المسلسل ظاهرة تفشت في المجتمع العربي مع بدايات القرن الجديد وهي لجوء الناس إلى المشعوذين والدجالين على أمل حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية ومن المتوقع أن يحظى العمل بمتابعة كبيرة لأنه يتناول قضية تؤرق الكثيرين ويشارك في العمل فراس إبراهيم، أسعد فضة، سمر سامي، نضال سيجري، باسم ياخور، وفاء موصللي وسواهم.
وهناك أيضاً مسلسل «نرجس» للكاتب خلدون قتلان والمخرج رامي حنا وبطولة عدد من الفنانين السوريين ويتناول أيضاً قضايا اجتماعية ومدى التبدل الذي حصل في المجتمع العربي خلال العقود الأخيرة.
ومسلسل «الخط الأحمر» للكاتب هاني السعدي والمخرج يوسف زرق وفيه متابعة تناول لبعض القضايا الحساسة كمرض الإيدز كان الكاتب السعدي قد بدأها بمسلسل «حاجز الصمت» الذي عرض منذ عامين.
أما العمل الذي سيتناول قضايا اجتماعية حساسة كالخيانة الزوجية والدعارة فهو «جمال الروح» للكاتب يوسف عرعور والمخرج مروان بركات وبطولة بسام كوسا، كاريس بشار، باسل خياط، علي كريم، سوسن ارشيد، ضحى الدبس، ديمة قندلفت، ويتناول حسب القائمين على العمل بعض محدثي النعمة والأثرياء الجدد في سورية ممن ليس لديهم أي قواعد أو موانع أخلاقية وإنسانية ويلعب النجم بسام كوسا شخصية رجل يملك داراً للأزياء يستغل العارضات لديه ويدخلهن إلى عالم المخدرات كما يعمل قواداً لمصلحة رجال أعمال في الخارج وبنفس الوقت تكون زوجته قد قطعت شوطاً في علاقتها مع عشيقها وهو كاتب وصولي يسعى لمبتغاه بأي طريقة.
- لعل أهم هذه الظواهر هو غياب مخرجين سوريين مهمين كان لهم في السنوات السابقة موقع الصدارة في المشهد الدرامي السوري وأبرزهم هيثم حقي الذي اتجه في موسم 2008 إلى السينما وإدارة إنتاج عدد من المسلسلات السورية لمصلحة قناة الأوربت والمخرج باسل الخطيب الذي اكتفى بمسلسل «ناصر» في الدراما المصرية والمخرج نجدت أنزور الذي اتجه هو الآخر إلى السينما وهناك المخرجة الشابة رشا شربتجي التي ستقدم مسلسلاً في الدراما المصرية.
واكتفى المخرج حاتم علي بعمل واحد وفي مقابل الخسارة إن جاز التعبير شهد موسم 2008 دخول مخرجين جديدين هما علي علي وسيف الشيخ نجيب.
كما كسبت الدراما السورية أكثر من كاتب لعل منهم أسامة إبراهيم ومحمد ماشطة.
وحافظ النجوم الكبار على مواقعهم في خارطة 2008 فالفنان سلوم حداد يلعب بطولة عدة أعمال أهمها «الحوت» و«ليس سراباً» وعباس النوري يلعب بطولة «أولاد القيمرية» و«الحصرم الشامي» و«أبو جعفر المنصور» وكذلك بسام كوسا الذي يلعب بطولة «الحوت» و«بيت جدي» و«جمال الروح» وسيكون خالد تاجا الحاضر الأكبر حيث يشارك بأكثر من عشرة أعمال كدليل على أهمية هذا الممثل وسعي جميع المخرجين السوريين باتجاهه.
والملاحظ عودة جومانة مراد إلى الدراما السورية من حيث الإنتاج والحضور وفرّغت سلاف فواخرجي نفسها لمسلسل «أسمهان» واكتفت بمشاركة في مسلسل «هيك اتجوزنا».
واللافت أن الفنان النجم جمال سليمان ابتعد في هذا الموسم عن الدراما المصرية ودخل تجربة جديدة في سورية وهي مسلسل «أهل الراية» وتجربة لا تقل أهمية بالنسبة له كممثل هي المسلسل البدوي «فنجان الدم».
واكتفى الفنان أيمن زيدان بعمل عابر واحد في سورية وعاد ثانية إلى مصر ليلعب بطولة أحد الأعمال المصرية المهمة.
وحاول التلفزيون السوري استعادة بعض المواقع المفقودة في الإنتاج حيث انجز أكثر من عمل أهمها مسلسل «غفلة الأيام» للكاتب هوزان عكو وإخراج طلال محمود وبطولة عدد من الفنانين المهمين.
وهناك أعمال عربية كان للسوريين وجود فاعل فيها أهمها مسلسل «القدس» الذي سيتناول القضية الفلسطينية بدءاً من عام 1917 حتى 1967 ومن الفنانين السوريين الذين شاركوا فيها قاسم ملحو، عبد الهادي الصباغ كما اشترك سوريون في أعمال عربية تم تصويرها في سورية.
هذه كانت قراءة سريعة للدراما السورية موسم 2008 حاولنا فيها تقديم فكرة عن أغلب الأعمال السورية التي ستعرض كلها على الفضائية والأرضية السورية ويعرض أهمها على الفضائيات العربية ويبقى الحكم النهائي للجمهور العربي بعد عرضها.
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد