الضغط العصبي وتلوث البيئة من أسباب الإصابة بالسرطان
كشفت دراسة أعدها المؤتمر الدولي للأمراض السرطانية المنعقد من 27 إلى نهاية أغسطس/آب الجاري بجنيف عن أن غالبية سكان الأرض ليسوا على دراية تامة بأسباب أمراض السرطان وتداعياتها، بل تنتشر مزاعم كثيرة خاطئة حول المرض.
وتستند الدراسة التي صدمت نتيجتها خبراء الصحة العالمية والتي أعدتها مؤسسة روي مورغان للأبحاث بالتعاون مع مركز غالوب لاستطلاعات الرأي، على نتيجة سبر للآراء شارك فيها ثلاثون ألف مواطن من تسع وعشرين دولة، وقالت منظمة الصحة العالمية إنها الأولى من نوعها في العالم بهذا الحجم.
وقال الرئيس المنتخب للاتحاد الدولي للسرطان ديفد هيل: "إن الحكومات في جميع أنحاء العالم لديها الآن بيانات يمكن أن تساعدها في وضع حملات التوعية للتصدي لهذه المعتقدات وتغييرها إنقاذا للأرواح".
كما أكد أن هذه الدراسة تكشف أن "بعض رسائل التوعية غير مسموعة بشكل كبير لدى شرائح واسعة في الشمال والجنوب، إذ يساعد هذا النوع من البيانات على تحديد الفوارق بين البلدان وتسليط الضوء على بذل جهود إضافية في التخطيط لبرامج التوعية".
وفي الوقت نفسه أشار هيل إلى أن الرأي العام "يحتاج دائما إلى مبرر عندما يطالبه الخبراء بتغيير بعض من سلوكياته كما على خبراء الصحة العالمية توعيته بأفضل سبل التغيير مع التبصير بالعواقب".
ومن ناحيته أعرب رئيس المؤتمر فرانكو كافاللي عن أمله أن تدفع تلك النتائج إلى وضع إستراتيجية توعية تراعي الخصوصيات الثقافية عند التوعية بأخطار السرطان.
ويشير خبراء في المؤتمر إلى أن تلك النتيجة تعتبر فشلا في جهود المنظمات الدولية للتوعية بخطورة أمراض السرطان، على الرغم من الحملات الدائمة التي تقوم بها بصور مختلفة. وكان من المتوقع أن تكون درجة الوعي بأسباب ومخاطر انتشار السرطان أفضل بكثير مما كشفت عنه الدراسة.
ووفقا للدراسة فإن 57% من المشاركين في استطلاع الرأي يعتقدون أن الضغط العصبي وتلوث البيئة هي أحد العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
في حين يرى العلماء أن الغذاء غير الصحي والإفراط في تعاطي الكحوليات والسمنة المفرطة نتيجة قلة الحركة هي من المسببات الرئيسية للإصابة بالسرطان، ويرى 42% من المشاركين في استطلاع الرأي من الدول الغنية عدم وجود علاقة مباشرة بين تعاطي الكحول والإصابة بالسرطان.
ويرجح الخبراء أن سبب ذلك الاقتناع هو أن المواطن الغربي ينظر إلى تعاطي الكحول على أنه "جزء من ثقافته، وأن تعاطي نحو نصف لتر يوميا منها يساعد على تقوية أجهزة الدورة الدموية ، فضلا عن أن استهلاكها هو نوع من الحرية الشخصية".
وفي المقابل يرى الخبراء أن حملات مكافحة التدخين تبدو واضحة للعيان، بل قامت دول عديدة سواء في الشمال أو الجنوب بحظر التدخين في المؤسسات الحكومية والمطاعم، في حين تبقى حملات التوعية حول السرطان غير ملحوظة بنفس الدرجة.
ويستند الخبراء في هذا التحليل إلى أن 48% من المشاركين في سبر الآراء من الدول النامية يرون عدم وجود أية فرص لعلاج السرطان وينظرون إلى الإصابة به على أنها قدر محتوم يفضي إلى الموت، مما يعني أن التوعية لم تصل إلى شريحة كبيرة من الرأي العام هناك.
ويعول خبراء الصحة العالمية على بدء خطوات جديدة في برامج التوعية تشمل أيضا المدارس التي يجب أن تعلم الأطفال نوعية الغذاء الصحي وفوائد ممارسة الرياضة، فضلا عن دور وسائل الإعلام بشكل أكثر فعالية.
تامر أبو العينين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد