واشنطن «تعاقب» طهران بحراً ... تمهيداً لمحاصرتها؟
اعلنت واشنطن امس، انها ستفرض عقوبات على الشركة البحرية الايرانية و١٨ شركة تابعة لها لاتهامها بالمشاركة في »الجهود لحيازة السلاح النووي«، وذلك في وقت اعتبر مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي، ان المواجهة بين الغرب وطهران نوع من »المواجهة الذاتية« المبنية على »معرفة متبادلة«.
وأفادت وزارة المالية الاميركية، في خطوة تمهد لمحاصرة إيران بحرا، ان شركة »الخطوط البحرية للجمهورية الاسلامية في إيران« و١٨ شركة تابعة لها، متهمة »بتقديم خدمات لوجستية« الى مجموعة »وزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة« وهي احدى الشركات العاملة في البرنامج النووي الايراني. ولم تقدم الوزارة أي دليل مباشر الى ان الشركة نقلت مواد نووية، مشيرة الى انها ضبطت وهي تشحن مواد كيميائية »مخصصة لاستخدامها في البرنامج الصاروخي الايراني«.
ويعني هذا الاجراء تجميد أي حساب مصرفي او اصول مالية اخرى تعود الى الشركة في الولايات المتحدة، كما يمنع على الاميركيين القيام بصفقات مع الشركة وفروعها في ايران وفي تسع دول اخرى على الاقل، بينها بريطانيا والصين ومصر وإيطاليا وألمانيا ومالطا وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
وأرفق الاعلان الاميركي بلائحة من ١٢٣ سفينة تعود الى الشركة الايرانية، محددة بنوعها ووزنها والعلم الذي ترفعه، وذلك لمساعدة السلطات البحرية في رصد السفن التي يتعين فحص حمولتها.
وقال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ستيورات ليفي ان »الخطوط البحرية للجمهورية الاسلامية في ايران، لم تسهل نقل البضائع الى جهات تنشر السلاح النووي حذرت منها الأمم المتحدة فحسب، بل تقوم ايضا بتزوير وثائق وتستخدم أطرا خادعة لحجب تورطها في تجارة غير شرعية« مضيفا ان »افعال الخطوط البحرية للجمهورية الاسلامية في ايران تشكل جزءا من نمط أوسع من الخداع والتلفيق تستخدمه ايران لتحقق تقدما في برامجها النووية والصاروخية«.
و»الخطوط البحرية للجمهورية الاسلامية في ايران« شركة عالمية لديها شبكة دولية من الفروع، كما تربط المصدرين والموردين الايرانيين مع أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الاوسط وآسيا وأفريقيا.
من جهته، قال نائب مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب وجرائم التمويل دانيال غليزر إن واشنطن وحلفاءها يدعون شركات التأمين الدولية، الى ان تضمن تنفيذ العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران، موضحا إن من المهم لشركات التأمين أن تكون »يقظة بأقصى ما يمكن في مجال التأمين على النقل البحري وفي مجال إعادة التأمين«.
اما مدير ادارة ضبط الاصول الاجنبية في وزارة الخزانة آدم تسوبين، فرأى ان »شركة الملاحة البحرية الايرانية وإن كانت الناقل البحري الوطني في ايران، لكنها في ما نفهم ليست ناقلا رئيسيا لصادراتها النفطية ومن ثم فإني لا اعتقد اننا سنشهد أثرا كبيرا على تلك الصادرات«.
في هذا الوقت، نقلت وسائل الاعلام الايرانية عن خامنئي، قوله خلال استقباله رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي النظام امس الاول، ان »المستكبرين العالميين يعرفوننا جيدا ونحن نشاهد بوضوح مخالبهم الملوثة بالدماء وباطنهم العدواني من وراء ظاهرهم المخملي«، مضيفا ان »المواجهة بين الاستكبار والنظام هي نوع من المواجهة الذاتية والمبنية على معرفة متبادلة بين الطرفين«. وانتقد »الذين يحاولون المساس بمبادئ الثورة تحت مسميات العقلانية والاعتدال وتجنب الفوضى«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد