زنوبيا في نص أنطونيو ماركي -1670-1725-
المقاتل العاشق يريد الذهاب إلى الحرب و حبيبته تريده أن يبقى معها. تخير الحبيبة العاشق بين المدينة و بينها. يختار العاشق الحرب. فما الذي يبقى للمقاتل إن هو لم يذهب للحرب؟ سيستيقظ في الصباح ليكره نفسه و لتكرهه معشوقته.
الحب لا يحب الجبناء. و النساء لا تحب إلا نفسها . في المحصلة على الجنود ان تختار حروبها لأن الحرب خسائرها أقل.
يخون حاكم المدينة مليكته لصالح الأعداء طمعاً في الإمارة. في كل مرة أصدف رجل أعمال أكتشف ان الولاء خيانة للذات. فكل هؤلاء خانوا أرباب نعمتهم ليصنعوا مجدهم. و اليوم لا احد يذكر هذا. الناس تخاف السلطة, تنسى, تعيش في همها اليومي. أنظر حولك في العالم و ستجد مئات الخونة ترسم تاريخ العالم. هؤلاء كان ولاؤهم لذاتهم و ليس لأحد.
إن السؤال هو : هل حقاً ثمة معنى للولاء؟ هل ثمة معنى لولاء العاشق؟ هل ثمة معنى لولاء الزوجة؟ هل ثمة معنى لولاء الوزير؟ هل ثمة معنى لولاء الرعية؟ هل ثمة معنى لولاء الجنود؟ في قسم الزواج يسأل العقيد- شيخ أو خوري- الزوجين : هل ستبقيان معاً في السراء و الضراء ؟ في المرض و الصحة ؟ في الغنى و الفقر؟ أسئلة سيفهم العامة معناها كل يوم عندما يدخلون في تجربة جديدة.
لحظة دخوله تدمر يخاطب قيصر المنتصر رعيته: لتحضروا أغصان الزيتون المذهبة و لتطيبوا شعري بالبخور النفيس. يخاطب توباك عشاقه في واحدة من أهم ظهوراته مع سنوب دوغ : فلتحطموا كؤوس الشامبانيا و لتحضروا الواقيات الذكرية اللعينة !
يختلف المنتصرون في التفاصيل و لكن يتفقون من حيث المبدأ.
تحاول المعشوقة ان تتزوج القيصر. و لكنها تفشل فتعود إلى عشيقها ! ليعيشا في ذل و تفاهة و يخلفا صبيان و بنات.
الجنون ضمانة الحب و صمام أمانه. الحب لا يحب العقلاء . أيضاً.
و الجنون منديل الساسة : يمسحون به ما ينضح من جبينهم : جبن و خوف و خسة ليهربوا من الحساب.
و الجنون هو الرحم الذي يختبئ فيه العقل الخائف. الجنون هو الحصن الذي يتمترس فيه الفنانون و المحاربون و العشاق من فاشية العقل.
يختلف الناس في العقل و يتفقون في الجنون . لهذا فإن الجنون أم.
الفنان و الثائر و الملك , كلهم يولدون و يعيشون و يموتون أحراراً .
الوزراء و رؤساء البلديات و المدراء العامين و لجان الشراء , كلهم يولدون و يعيشون و يموتون.
يقول بوب ديلان في إحدى قصائده: سأدفع للخونة اليوم و أقتلهم غداً. هذا هو أنا .
بوب ديلان ملك.
يقع القيصر في حب زنوبيا لأن الناس منذ 2000 سنة كانوا أكثر حكمة منهم اليوم.
تعرض (زنوبيا ملكة ندمر) في دار الأسد من 6 و حتى 8 من تشرين الأول ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية.
دراما موسيقية مبنية على أوبرا ينفس العنوان للموسيقي توماسو أبينوني- 1671-1751- الذي ألفها على نص لمعاصره أنطونيو ماركي.
أيهم ديب
الجمل
إضافة تعليق جديد