إسرائيل تستقبل ميتشل بالاستيطان
صادقت الحكومة الإسرائيلية الأحد على تحويل أموال جديدة لأعمال البناء في المستوطنات وتطويرها في الضفة الغربية، ويتزامن ذلك مع وصول مسؤولين أميركيين كبار إلى تل أبيب ضمن مساعي واشنطن لوقف التوسع الاستيطاني. وهوّن رئيس الوزراء الإسرائيلي من شأن الخلاف مع الإدارة الأميركية بصدد الاستيطان.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو صادقت في اجتماعها الأحد على تحويل 25 مليون شيكل (ستة ملايين دولار) لأعمال البناء في المستوطنات وتطويرها في الضفة الغربية. وذكرت الإذاعة أن المبلغ تم اقتطاعه من أموال قسم التوطين في المنظمة الصهيونية العالمية.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه منظمتان يمينيتان إسرائيليتان أنهما تنويان إقامة 11 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، في اليومين المقبلين.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الأحد إن منظمتي "أمناء أرض إسرائيل" و"الشبيبة من أجل أرض إسرائيل" تنويان تكرار ما حدث قبل أكثر من 63 عاما عندما تمت إقامة 11 تجمعا استيطانيا في النقب في ليلة واحدة.
واعتبرت هاتان المنظمتان أن إقامة التجمعات السكنية الجديدة في الضفة الغربية هو الأمر الوحيد الكفيل بإعادة دولة إسرائيل إلى "مسار الاستقلال والنمو والبناء".
ويتزامن ذلك مع وصول مسؤولين أميركيين كبار إلى تل أبيب ضمن مساعي واشنطن لوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
ويزور إسرائيل هذا الأسبوع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي جيمس جونز والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل الذي يتوقع وصوله اليوم.
وقال نتنياهو في الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية اليوم إنه أمر طبيعي ألا يوجد اتفاق تام بين الحلفاء بشأن كل الأمور، في إشارة لبقاء الخلافات مع الإدارة الأميركية بشأن الاستيطان. وقال إن هناك محاولات للوصول إلى نقاط تفاهم بشأن عدد من القضايا مع واشنطن.
وقال مدير مكتب الجزيرة وليد العمري إن المسؤولين الأميركيين يأتون لمحاولة إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان بشكل ما، حيث يتركز الجدل الأساسي حول موضوع الاستيطان في القدس.
وأشار إلى أن النشاط الأميركي المكثف خلال هذا الأسبوع يكشف عن وجود أفكار لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما تهدف إلى ترتيب لقاء قمة يجمع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين وملك المغرب محمد السادس وزعماء غربيين آخرين وربما الرئيس السوري بشار الأسد إذا اتضح وجود آفاق لاستئناف التفاوض بين سوريا وإسرائيل.
وأوضح مدير مكتب الجزيرة أن المؤتمر المتوقع محاولة لإحياء مفاوضات العملية السلمية، وتسعى الولايات المتحدة للوصول إلى معادلة خاصة مع تل أبيب تستطيع من خلالها حكومة نتنياهو مواصلة الاستيطان بشكل ما ولكن على نحو لا يثير الضجة لدى الجانبين الفلسطيني والعربي.
في سياق متصل استولى مستوطنون على منزل أحد العرب في ضاحية الشيخ جراح بالقدس المحتلة. واعتقلت قوات الاحتلال سبعة مواطنين بينهم وزير شؤون القدس السابق حاتم عبد القادر، عندما حاول الفلسطينيون التصدي للمستوطنين اليهود.
وكانت قوات كبيرة من جنود والشرطة الإسرائيلية قد رافقت المستوطنين خلال عملية الاستيلاء على المنزل المملوك للفلسطيني درويش حجازي، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب من المنطقة.
يذكر أن نتنياهو كان قد رفض بشدة وقف أعمال بناء استيطانية في القدس الشرقية خلال اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي، وقال لن نوافق على أحكام علينا في موضوع القدس.
وحاول ميتشل ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال سلسلة من الاجتماعات في نيويورك ولندن خلال الأسابيع الماضية، التوصل لحل وسط بشأن التوسع الاستيطاني.
وأثار باراك إمكانية وقف البناء في المستوطنات مع السماح باستمرار أعمال مشروعات البناء التي بدأت بالفعل، وذلك في إطار اتفاق تتخذ بموجبه الدول العربية خطوات مبدئية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن محادثات السلام مع إسرائيل التي جمدت منذ ستة أشهر لا يمكن أن تستأنف ما لم يتوقف النشاط الاستيطاني. ويقول الفلسطينيون إنهم يخشون أن تحرمهم المستوطنات -التي وصفتها محكمة العدل الدولية بأنها غير قانونية- من بناء دولة ذات مقومات للبقاء.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد